• عدد المراجعات :
  • 1254
  • 12/21/2010
  • تاريخ :

مبدأ الواقع في السعادة

الورد

إن الاسلام يبني أساس السعادة البشرية على مبدأ الواقع أو الفطرة... إنه ينظر إلى الانسان نظرة السماء الدقيقة ويؤسس سعادته على فطرته الواقعية وجبلته التي جبل عليها... إنه ينظر إلى الانسان من جميع جوانبه المادية والمعنوية، الروحية والجسدية، ويحسب لكل جانب حسابه الخاص.

ومن هنا يظهر أن الذين كانوا يبحثون عن السعادة البشرية في الكمالات الروحية ومحق الغرائز الجسدية وكبتها، وقعوا في خطأ فادح فقد أهملوا حق نصف وجود الانسان.

وكذلك الذين يرون اليوم انحصار سعادة البشر في تقويم الاقتصاد أو اللذة والشهوة وإهمال الجانب المعنوي فيه. فإنهم خاطئون جداً.

إن الانسان يتكون من جسد وروح، وعليه فهناك نوعان من الرغبات في داخله: الرغبات المادية والميول المعنوية. فمن أخل برغبة من الرغبات الفطرية عند الانسان، فإنه يخل بالسعادة الانسانية بنسبة ما أهمل من رغباته. إن السعادة البشرية شأنها شأن شجرة باسقة تحمل آلاف الأغصان فبعضها يرتبط بالجانب المعنوي والروحي من الانسان، وبعضها يرتبط بالجانب المادي منه، والسعادة الحقيقية إنما تكون لمن تظله هذه الشجرة الطيبة بجميع غصونها وفروعها، وتحيا فيه جميع الرغبات الظاهرية والباطنية.

إن التعاليم الاسلامية تستند إلى الفطرة... الفطرة المودعة من قبل الله في خلق كل فرد، والتي لا تتغير ولا تتبدل أصلاً: ﴿فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾(الروم:30).فالاسلام هو الدين القيم... والمنهج الرصين الذي يماشي قانون الفطرة والخلقة. ولهذا فإن النجاح الأكيد سيكون للاسلام، وإنه سينتصر على المذاهب والمبادىء الأخرى بحكم الجبرية التاريخية شاء أعداؤه أم أبوا:

﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾(التوبة: 33).

محمد تقي فلسفي


جميلة انتظرتها بعد منتصف الليل

عِلمٌ وطهارةٌ وموقف

فَضائل العلم

خطورة التلوث الاخلاقي؟

على أعتاب الرحيل

أواصر المحبة

محاسبة النفس قبل الفراق

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)