الدفاع المقدس ارادة وطنية و إغاثة الهية
و في هذا الجانب يتمتع كل شعب بالبطل او الابطال الذين يعتبرون فخراً وطنياً و اساطيراً مسجلين في التاريخ و تم التعريف بهم الي العالم و يفخرون بهم.
بلاد ايران كذلك بما تحظي به من موقع جغرافي فريد في تمييزها و تمتعها بالمواهب الزاخرة و الكنوز المنقطعة النظير التي حولتها الي جوهرة متلألئة في شرق العالم. و في كل مرحلة من التاريخ بالاضافة السلالات الساسانية و الاخمينية او الافشاريين و باقي الحكام المستبدين الذين كان لهم باع طويل في فتوحاتهم علي الصعيد العالمي كانت ايران بهذه السلالات تعتبر كقوة عظمي في العالم في تلك العصور و كانت مطمعاً في الافكار و تحسد من جانب القوي التي كانت تحاول اكتساب مصالح لها في هذه المنطقة و تفكر في العدوان علي مياه و اراضي هذه البلاد و الاستيلاء عليها للهيمنة من جانب علي الممرات المانية الحرة في العالم و العثور علي طريق سريع للعدوان علي الشعوب و علي البلدان الاخري. و اضافة الي استغلال الشعب الايراني المسلم في ظل الاستعمار ان يكون لها سوء الاستغلال في منتهاه للامتيازات المنقطعة النظير التي تحصل عليها من هذه البلاد و في هذا المسار و نظراً لانعدام الكفائة لبعض الحكام الذين كانوا يسبقون الاجانب في نهب هذا الشعب و الوطن قد انفصلت قطع خالصة من هذه الديار و من هذا الوطن عبر الايام التاريخية و الباعثة للمشقة و التأثر و نظراً لوسع مساحاتها و الظروف الاقليمية و الاجتماعية تحولت هذه الاقاليم اليوم الي دول كبيرة تعيش بسلام الي جوار ايران و في الرحاب الكبير لهذا الوطن سواء في السواحل الجنوبية او في شمال البلاد او في حدودها الشرقية و الغربية. فهذه المسيرة من نهب المستعمرين في مختلف الحقب من التاريخ و الهزائم التي منيت بها الحكومات الفاسدة كانت قد ابقت حسرة النصر و الدفاع المنتصر باقية في قلوب ابناء شعبنا العزيز.
لكن الشعب كان علي علم بوجود بعض الساسة الجبناء، الذين باعوا بين الفنية و الاخري قسماً من ارض الوطن بالمزايدة و قدموها للعدو حيث انهم لم يكونوا من صميم هذا المجتمع فكان هؤلاء يشكلون اهم سبب للانتكاسات التي شهدتها ايران.
لكن ظهور ظاهرة جديدة تحمل اسم الثورة الاسلامية في العقود الاخيرة من القرن العشرين و ولاء الشعب الايراني لولاية الفقيه و الحكومة الاسلامية قد احبطا كافة تصورات الاعداء و معادلاتهم حيال الشعب الايراني حيث استعرضت هذه الثورة الرصيد الشعبي للوطن و جعل تشكيل الحكومة الدينية من خلال تمسكها بالقرآن الكريم و الولاية المنتصرة العدو نادماً علي عمله و اعادته بكل روعة الي الحدود الدولية رغم الدعم الدبلوماسي و مساعدات السلاح المقدم له من القوي الكبري الشرقية و الغربية. فالنظام البعثي العراقي بقيادة صدام كحاكم مكروه كان يحمل فكرة مهاجمة البلدان المجاورة للعراق و منها ايران و الكويت مستفيداً من الدعم و الامكانات المهداة اليه من القوي الكبري.
ففي تاريخ 31 شهريور في عام 1359/ 23 سبتمبر عام 1980 شن هجوماً واسع النطاق علي الجمهورية الاسلامية الايرانية الفتية من الحدود الغربية و هكذا بدأت الحرب الدموية بين الشعبين الايراني و العراقي الذين تربطهما الكثير من القواسم الثقافية و التاريخية المشتركة.
و بعد اشعال نار الحرب بين البلدين الجارين و الهجوم الواسع للقوات العراقية علي ايران و احتلالها مناطق واسعة في جنوب البلاد و غربها حيث كان يحظي البعض منها كخوزستان بقيمة استراتيجية كبيرة. راح اقطاب النظام الحاكم علي العراق يسطرحون دعاوي فارغة من منطلق احساسهم بالنصر و يتحدثون عن اطماعهم الارضية في المناطق المحتلة و خاصة في "خوزستان باعتبارها اراضي عربية مغتصبة" ! ففي مثل هذا الوضع كان من المسلم به أن تقدم ايران من منطلق تحقيق حقوقها باخراج القوات المعتدية من اراضيها المحتلة من خلال استخدامها للقوة العسكرية. و في غير هذه الحالة كان لا يمكن التعامل مع مثل هذا العدو بغير هذه الطريقة.
العدو الذي يطرح الخلافات المنتهية ثانية و ينظر نظرة طامعة الي حق السيادة المشروعة و القانونية لايران علي اراضيها و قد اغتنم هذا العدو الفرصة في وقت كان يواجه فيها الساسة الايرانيون الملتزمون حجماً كبيراً من المشاكل الداخلية و الخارجية للجوء الي القوة و جعل الحرب وسيلة لكسب الامتياز و الابتزاز. و كان من الطبيعي انه كان خلال وجوده في موقع التفوق العسكري لم يستفد من موقع القوة الا لفرض مطالبه و وجهات نظره علينا.
و مع الاخذ بنظر الاعتبار مثل هذه الحقائق الملموسة حدثت حروباً تاريخية و رائعة كعمليات ثامن الأمة و طريق القدس و فتح المبين و في النهاية و في قمة حالات الفخر عمليات "بيت المقدس" و تم بذلك فتح باب اخري من نظريات الكفاح المسلح و الحرب في قاموس الحروب المعاصرة. فالقوات المقتدرة و الكفوئة البرية و الجوية و البحرية لجيش الجمهورية الاسلامية الايرانية و التي اجتازت مراحل الثورة الاسلامية الرائعة و اخراج المستشارين الغربيين و القادة العملاء و الفاسدين منها كانت قد تحولت الي جيش شاب و حزب اللهي و كان قد سار في طريق الثورة و المحافظة علي دماء الشهداء و بلوغ اهداف المؤسس الكبير للثورة الاسلامية و قد بذلت الكثير من الهمم و الاستبسالات و كان القادة الشبان و الكفوءون من امثال صياد شيرازي و نامجو و آبشناسان و فكوري و امثالهم الي جانب القوات المتفانية و المخلصة و الشعبية و الاخوة المجاهدين في حرس الثورة الاسلامية يسيرون خطوة بعد خطوة نحو التحول الي قوة عسكرية منسجمة، و كان قد ابدع تركيباً هادفاً مع الافكار الولائية التي كانت بمقدورها ان تقسم ظهر كل شيطان بسهولة.
و هكذا و علي عكس ما كان يتصوره صدام و حماته بعد يوم من الحرب استطاعت هذه القوة من تحليق 140 طائرة حربية استطاعت من ايتاء اليوم الاسود للعدو و مع زيادة الانسجام و بمرور الزمن استطاعت هذه القوات من جعل قوات المعتدي تراوح مكانها علي امتداد الحدود الايرانية العراقية الطويلة. و قد اجتيز سبيل هزيمة «قائد القادسية» و سجلت الجهود و الملاحم لهؤلاء البواسل في العام الثاني من بدء الحرب المفروضة باجمل وجه في تحرير خرمشهر و القضاء علي القوة البحرية للنظام البعثي العميل كملاحم خالدة للمقاتلين طوال الدفاع المقدس و التي حققت فخر الشعب و فرحة الامام الراحل (ره) و قد سجلت في سجل التاريخ. و بذلك توضح الوجه الآخر للحرب المفروضة و لكن هذه المرة لصالح الجيش الاسلامي، و بات الصداميون مذهولين امام الضربات الصاعقة المنهالة بهم من الجيش الولائي و الهادف الايراني. و شقوا عنان السماء بصرخات الاستعانة باسيادهم. لكن هذه العجز و هذا التوسل لم يجديان شيئاً و قد جعل غضب شيعة علي (ع) و الاغاثات الغيبية من الله عز وجل ابرهة الزمن الثمل غارفاً في سجيل النار و ابطال مفعول مساعدات اقطاب الاستكبار العالمي لهذا الطاغية المعروف في القرن و قد اثار ذلك ذهول العالم.
و كانت معاقبة المعتدي و المحافظة علي الحقوق الدولية المتعارفة كحق مسلم به من جانب الشعب الايراني الهدف الآخر للمجاهدين في حقل الدفاع حيث تيسر ذلك من خلال التدابير الحكيمة للولي الفقيه المعظم و تضحيات اتباعه المخلصين في الجيش و حرس الثورة الذين يعتبران الساعدان القويان للثورة و كانا قد رسما صورة صلبة من ايران. و في نهاية المطاف تم التوقيع علي القرار رقم 598 لوقف اطلاق النار و العودة المظفرة للاحرار الي الوطن الاسلامي و اعتبار النظام العراقي نظاماً معتدياً في المجامع الدولية و انتهت الحرب بالنصر لايران الاسلامية و المحافظة علي وحدة التراب الايراني.
فصول من أيام الثورة وتأريخها 1فصول من أيام الثورة وتأريخها 2فصول من أيام الثورة وتأريخها 3فصول من أيام الثورة وتأريخها 4فصول من أيام الثورة وتأريخها 5