من ذكريات السيد أحمد عن والده الإمام الخميني
كان الامام الخميني (قدس سره) يتمتع بعزة نفس كبيرة, لكنه ومع ذلك لما يصل إلى ضرورة وقف إطلاق النار في الحرب العراقية الايرانية يصرح قائلاً: سأتجرع السمّ لقبولي هذا القرار.
لقد كنت الى جواره وكان يضرب بقبضته على قدمه ويتأوه, وكان سبب تأوهه هو أن التلفاز كان يبث مشاهد عن المقاتلين في الجبهات وصورا من المعارك. ومع كل ذلك وافق على وقف إطلاق النار وكتب في رسالته المتضمنة للقرار:
يا أُسر الشهداء والأسرى, لقد حاربت إلى هذا اليوم لأني كنت أعتقد أن الحرب هي في مصلحتكم. ولكني اليوم غيرت اعتقادي هذا, ولذلك وافقت على القرار 598 الداعي إلى وقف إطلاق النار.
الله وحده يعلم ماذا كان يحدث في بيت الإمام في تلك الفترة فلم يكن أحد يجرؤ على أن يذهب إلى بيت الإمام أو أن يقابله. فلقد كان الامام عاجزا عن السير بشكل طبيعي ولعدة أيام بعد قبوله لقرار 598 [الصادر عن الأمم المتحدة] وذلك لشده ما عانه من أزمات, وكان يكرر باسمترار: الحمد لله أنا راضٍ بما يرضيك يا رب".
لقد كان أبناء الإمام على(ع) علم بنفسية الامام وشخصيته أكثر من غيرهم فالإمام وبعد قبول القرار [598] لم يلق أي خطاب ولم يذهب إلى حسينية جمران حتى وافاه المرض الذي كان سببا لوفاته وأُدخل المستشفى. كان الإمام يأنس كثيرا بولدي الصغير (علي) الذي لم يتجاوز عمره الثلاث سنوات، وفي الأيام الأخيرة من حياة الإمام أراد هذا الطفل كعادته أن يذهب إلى الإمام, ولكن الإمام الذي كان يريد أن يتفرغ في أيامه الاخيرة للعبادة والمناجاة والدعاء خاطب أم الطفل قائلاً: لم أنم ولو للحظة واحدة في الفترة الاخيرة، وكان دائم الصلاة.
ثم وجه نداء إلى الشعب الايراني وخاطبه قائلاً: لقد قدمت أيها الشعب شهداء وجرحى وأسرى ومعاقين، فاسئلوا الله سبحانه أن يتقبلني بقبول حسن.
لقد رأيت في عالم الرؤيا الإمام وقال لي أبلغ الأحبة أنني تجاوزت الصراط لكن لم يكن الأمر هينا, بل كان في غاية الصعوبة. فليس في الأمر أي مزاح.
عندما أوشكت الثورة الإسلامية على الانتصار وفي الوقت الذي كان فيه الإمام في باريس كنا نستبق الأحداث ونتوقع الاخطار المحدقة بالثورة بعد انتصارها، فكنا نعتقد أن المنافقين واليساريين سوف يحدثوا أزمات في الداخل، فقد جاء إلى فرنسا شخص ما عدت اتذكر اسمه وكان من عملاء الشاه وعلمنا لاحقا أنه عضو في الاستخبارات الامريكية وشغل لمدة من الزمن منصب مدير مكتب شاهبور بختيار وقد قدم الينا هذا الشخص رقم هاتف وقال: إنّ هذا الهاتف هو الهاتف الذي يوصلكم بالغرفة المجاورة لغرفة بختيار وإذا احتجتم لأي شيء فاتصلوا بي على هذا الرقم. والجدير بالذكر أن الإمام امتنع عن مقابلة هذا الشخص ولقد اوضح لي هذا الأمر مع عدة أمور تخصّ مسائل داخلية أُخرى قائلا: أنا توقعت هذا الكلام الذي ذكره هذا الشخص, ففي منطقة (تركمن صحراء) حدثت اضطرابات، وفي بلوشستان حدث أمر مشابه، وكذلك في مناطق كردستان وحتى في الجنوب قام بعض من يُسمون أنفسهم باسم الشعب العربي [منظمة خلق عرب] ببعض الإضطرابات، ونحن بالاضافة إلى ذلك كنا نتوقع أن تشن حرباً ضد الثورة ايضاً.
من أشد الذكريات مرارة على قلبي قرار وقف إطلاق النار، وأحلى الذكريات هي تحرير مدينة خرمشهر حيث اذيع خبر التحرير حوالي الساعة الرابعة عصرا وكان الإمام في ذلك الحين يتمشى ويحمل معه المذياع لأننا كنا على علم مسبق بأن جند الإسلام يقومون بتلك العمليات حيث بدأ القتال العنيف طوال الليلة الماضية وبمجرد أن أطلق المذيع خبر التحرير نظرت إلى وجه الإمام فشعرت أن السعادة تغمر قلبه، ولكن الإمام بشكل عام لم يكن من النوع الذي يفقد السيطرة على نفسه كثيرا إذا ما جرت بعض الاحداث سواء اتسمت بالبهجة أم الحزن، فلم يكن يظهر السرور الشديد في مناسبات الفرح، ولا يجزع عند النوائب.
وكان الإمام وبعد حادثة خرمشهر يرى أن الوقت قد حان لوقف إطلاق النار، لكن المسؤولين عن الشؤون الحربية كانوا يرون أن الحرب يجب أن تستمر إلى أن نصل إلى ضفاف شط العرب، لنتمكن من الحصول على تعويضات خسائر الحرب من العراق، هذا في حين لم يكن الإمام موافقا على ذلك وكان يقول: إذا اتخذتم قرار الاستمرار بالحرب فإنكم إن لم تستطيعوا إنهائها في تلك النقطة التي حددتموها فلن تستطيعوا إنهائها بعد ذلك. وكان يقول: يجب أن نستمر في هذه الحرب إلى نقطة معينة والآن جاءت قضية تحرير خرمشهر وهو الوقت المناسب لإنهاء الحرب.
أثناء الحرب أرسلت (هيئة اركان الجيش) مهندسا كان قد صمم ملجأ ضد القنابل ليحمي الإمام من القصف. ولكن الإمام قال: لن أحتمي بالملجأ أبدا، وعندما أصررت عليه أن يرى الملجأ من الداخل قال لي: لقد شاهدته من الخارج وهذا يكفي. وطوال تعرض طهران للقصف الصاروخي المعادي كان الامام يمضي وقته في غرفته العادية ويتصرف بشكل طبيعي جدا وكأن لا شيء يحدث أبدا. وعندما شددت من مطالبتي بدخول الملجأ أقسم أنه لن يدخل ذلك الملجأ أبدا، وأوضح لي قائلاً: لا يوجد أي فرق بيني وبين بقية أفراد الشعب، وأضاف: إذا أصابت قذيفة منزلنا وقتل الحرس وبقيت أنا حياً نتيجة احتمائي بالملجأ فلن أكون لائقا للقيادة إنما استطيع أن أقود الناس إذا كنت أعيش حياتهم وأعاني ما يعانون.
وأما الجانب العائلي عندنا فأقول: قبل سنوات داهم جلاوزة المخابرات (السافاك) بيتنا وذلك ليقبضوا على الإمام وأذكر أن أمي كانت تقف في فناء الدار في حين خرجتُ أنا من الدار مهرولاً لألحق بأبي الذي اقتاده السافاك وحينها نادتني أمي قائلة: لقد اقتادوا أباك وإذا أردت أن تراه فأسرع. فوالدتي لم تكن لتخشى المواقف الصعبة. وكذلك أخواتي لسن ممن يشعرن بالخوف سوى أنهن كن قلقات على حالة الإمام الصحية.
وهناك حادثة طريفة أودذ أن انقلها لكم: في أحد الايام التي كانت تتعرض فيها طهران لقصف شديد دخلت أمي إلى أحد الغرف فرأت أثاث البيت مبعثراً, فنادتني وطلبت مني وبهدوء تام أن أساعدها على إعادة ترتيبه, وحينما رأى الإمام ذلك ضحك من موقفها الجريء هذا.
بعد احتلال السفارة الامريكية (وكر الجاسوسية) تقرر أن يأتي وفد أمريكي إلى ايران برئاسة السيد (رمزي كلارك) وطلب مقابلة الإمام, لكن الإمام رفض مقابلته وطلب من جميع أعضاء مجلس قيادة الثورة وأعضاء مجلس النواب وجميع المسؤولين في البلاد أن يمتنعوا عن استقباله ولعل الأمر الملفت للانتباه في هذا البيان هو عدم ابتدائه بالبسملة فقد اقتدى الإمام بسورة براءة في القرآن الكريم, وكان البيان الوحيد الذي لم يبتدأ الامام الخميني ( قدس سره) حديثه فيه بالبسملة.
في أوائل أيّام انطلاق الثورة الإسلامية حيث لم تستقر الامور بعد, كان الشعب الافغاني يطالب باستمرار الدعم من قبل الجمهورية الإسلامية وذلك لتحقيق الأهداف التي يرجوها, وما زلت أذكر أن القادة الروس المعتدين بعثو برسالة إلى زعيم الثورة الإسلامية الإمام الخميني (قدس سره) وذلك في أشد أيام الحرب المفروضة ضراسة على الجمهورية الإسلامية, وأشاروا عليه إن كنتم تريدون أن نزودكم بالسلاح فيجب عليكم أن تتجاهلوا القضية الافغانية. ولكن الإمام أجاب بحزم: إنما نريد السلاح لأجل الحفاظ على الإسلام لا لأجل هدمه.
في مثل هذه الايام ذكريات عصيبة على جميع عشاق الإمام (قدس سره) حيث أنه في مثل هذه الأيام وقبل ثلاث سنوات أمضى المقربون من الإمام لحظات حرجة وكنا نواجه في تلك الفترة قضيتين هما من أشد القضايا عسراً وصعوبة أحدهما رحيل الإمام الخميني (قدس سره) والتساؤل عمّا سيؤول اليه مصير البلاد بعده ومن ناحية أُخرى سيحدث فراغ بعد رحيله فمن الذي سيملأ هذا الفراغ ؟, هل الحل يكمن في تشكيل (شورى القيادة) وهل بإمكانها أن تتحمل أعباء قيادة النظام. ومن الذي سيتولى مهمة القيادة؟ وقبل أن يرحل الإمام عن هذه الدينا اجمتع خواصّ الإمام في مستشفى جمران وكانوا يمرون بلحظات صعبة ويترقبون تحسن صحة الإمام لحظة بلحظة وفجأة استدعانا الطبيب ليبلغنا أنّ ما كنا نخشاه قد حدث. وفي تلك اللحظات الحرجة إتُخذ القرار باستدعاء جميع أعضاء مجلس الخبراء المنتشرين في المدن الايرانية ليأتوا إلى طهران، وتولى مهمة استدعائهم أحد الاخوة, وخلال تلك الليلة أنجز هذه المهمة وقَدِم أعضاء مجلس الخبراء إلى طهران على وجه السرعة. والذي ضيع الفرصة على أعداء الثورة هو الحضور المليوني لجماهير الشعب في تشييع الإمام الراحل حيث قدم إلى طهران أكثر من تسعة ملايين شخص من جميع المدن والقرى الايرانية. فلولا تواجد الشعب الايراني في ساحات الثورة وبهذه الكثافة لسنحت الفرصة لوسائل الاعلام في الخارج وأذيالها في الداخل بأن يشيعوا ما يحلو لهم. لكنّ التواجد الكثيف لجماهير الشعب من جهة والقرار السريع والحاسم والمصيري لمجلس الخبراء كان قد أضاع الفرصة على الاعداء. ولكن ينبغي أن لا ننسى أبواب الرحمة الالهية التي شرعت بوجه الشعب الايراني المسلم حيث مر مثل هذا الحدث العظيم دون أن يشهد ما يضر بنظام الجمهورية الإسلامية.
لقد أحدث تفجير مقر الحزب الجمهوري الإسلامي دماراً هائلاً وتسبب هذا العمل الاجرامي في استشهاد شخصيات مرموقة, وكانت دائرة الدمار كبيرة جداً بسبب قوة الانفجار، وكان المخطط هو أن يفجر الارهابي المجرم (كشميري) المرتبط بمنظمة المنافقين [خلق] المتفجرات التي يحملها في حقيبته بالقرب من الإمام الخميني وذلك عندما يجتمع الإمام برئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب الذين يحضرون لمقابلته، ويعتبر الاختراق الأمني كما هو معلوم عملا معقدا جدا تقوم به أجهزة المخابرات والجهات التي تريد تصفية خصومها.
ولقد كان الكشميري يعمل في ذلك الحين في (مكتب الأمانة العامة لمجلس الأمن القومي) ففي الحقيقة كان الامين العام لتلك المؤسسة، وكان على علم تام بجميع مجريات الامور، وكان مساعداً للسيد رجائي رئيس الجمهورية آنذاك، وفي لقاء التكليف لرئيس الجمهورية حضر كل من رئيس الوزراء والوزراء ورئيس مجلس النواب وبعض الشخصيات الهامة في البلاد الى بيت الإمام. وقد أُخبرنا أن المدعو كشميري جاء ومعه حقيبة فيها أدوات كتابة من أقلام وأورق وذلك لتدوين أحداث تلك الجلسة، فأوقفه الحرس عند التقاطع المؤدي إلى بيت الإمام لأنه كان يحمل تلك الحقيبة، حيث كنا قد اتخذنا قرارا بعدم السماح لأي كان وفي أي منصب أن يصطحب معه أي شيء, حيث كنا نحتمل أن تستبدل حقائب المسؤولين دون علمهم كما فعل الصهاينة بالثوار الفلسطنيين وفي بلدان مختلفة. وبعد ذلك جاءوا واخبرونا أنّ السيد رجائي يقول: إن السيد كشميري هو أمين مجلس الأمن القومي! فيجب أن يحظر الجلسة ويدوّن كل ما يجري فيها, كما أننا لو لم نثق به فبمن نثق إذن. ولكنني أجبتهم قائلا: نحن نشكل مجموعة وقد اتخذنا هذا القرار ولا أستطيع أن انقضه ولمّا لم يجف حبره بعد؟ كلا, فنحن سنبقى مصرين على تنفيذ القرار الذي يمنع اصطحاب أي شيء من قبل زوّار الإمام الخميني. لذلك ذهبوا ثانية ثم عادوا ليقولوا لنا: إنّ السيد رجائي والسيد باهنر أرسلوا رسالة مفادها أنه يجب أن يحضر السيد كشميري وأن يصطحب معه حقيبته وانهم يمتنعون عن المجيء, ولكننا تشبثنا بموقفنا وقلنا: لن نسمح بذلك. فخاف الكشميري من أن يمنع من اصطحاب الحقيبة إلى الداخل كما أنّ إبقائها عند الحرس كان سيساهم في أن تتضح حقيقة أمره, وعند ذلك شك حراس بيت الإمام بأمر الحقيبة, فاحتج الكشميري وكان يرى بأنه قد أهين فأخذ حقيبته وانصرف. وكانت الحقيبة هي نفس الحقيبة التي فجّرت بناية رئاسة الوزراء, ففقدنا بذلك العمل الإجرامي الشهيدين الكبيرين رجائي وباهنر.
في سنة 1979 ميلادي أجري استفتاء عام حول إقرار نظام الحكم الجمهوري الإسلامي وحينها انشغلت الصحف بنشر اعلانات وبيانات التهنئة، فقال الإمام: أبلغوا الصحف بأن تكف عن هكذا عمل, فإن المديح المبالغ فيه يعدّ من مخلفات النظام الطاغوتي البائد. ويجب أن تتكاتف كل القوى للقضاء على هذه الظاهرة الفاسدة.
كان التوكل على الله سبحانه وتعالى والدعاء والتضرع يبعث الهدوء والطمئنينة في نفس الإمام الخميني وذلك في المواقف العصيبة التي يمر بها والتي تستوجب اتخاذ القرارات الحساسة، ولم يغير الإمام من برنامجه في الدعاء تحت أي ظرف كان وكان لاينقطع عن العمل بالمستحبات, فكما كان يقتدي بالرسول (صلى الله عليه واله) والائمة المعصومين (عليهم السلام) في جهاده لم يكن يتهاون في أعماله العبادية في أي الأحوال، ولم يكن للإمام رأياً شخصياً في الاعمال العبادية, بل كان يؤدي أعماله العبادية كأي مكلف عادي وكما وردت في كتب الأدعية، وكان يقرأ كل أدعية مفاتيح الجنان كما وردت دون زيادة او نقصان، ومازالت ذاكرتي تحتفظ بصورة ذلك الشيخ الكبير الذي ناهز التسعين من عمره ولكنه اغتسل ثلاثة أغسال مستحبة لكل زيارة كان يقرأها وفي فترة لا تتجاوز الساعتين, ولم يكتف بغسل واحد للجميع.
لقد كان الإمام متعبدا بكل ما لهذه الكلمة من معنى.
وفي شهر رمضان الكريم وعندما كان في النجف كان يختم القرآن الكريم مرة كل ثلاثة أيام ولقد قسم كل جزء من مصحفه الخاص إلى ثمانية أقسام وكان يقرأ كل قسم منها في وقت خاص. وفي بعض الاحيان كان يقف متأملا على آية من القرآن ولمدة من الزمن، وكان يأنس بكتاب مفاتيح الجنان, إلى درجة أن كتابه الخاص كان يتعرض للتلف كل بضعة أشهر فنضطر إلى اصلاحه أو استبداله بآخر.
في أحد الأيام – ورغم ما كان يعانيه من الآم – رأيته يقطع مسافة طويلة بالنسبة له وذلك ليطفئ مصباحا كان مضاء في فناء الدار. وكان الثلج ينهمر في تلك الفترة, فهرعت اليه مسرعا وقلت له: كان بإمكانك أن تستدعيني عبر الجهاز الحاكي (الايفون) وكنت سأقوم بإطفاء المصباح, ولكنه أجاب: على كل حال كان يجب على أحدنا أن يُنجز هذا العمل.
وعندما أراد العودة من باريس إلى إيران أوصى بعض الاخوة بأن يشتروا له منزلا في منطقة شعبية فقيرة من المدينة. وبعد أن سكن في قم لفترة من الزمن إتضح أنّه يعاني من مرض في القلب, فاضطر أن يسكن في منطقة جمران التابعة لمدينة طهران وذلك عملاً بإلزام الأطباء، وفي جمران سكن في البداية في منزل متواضع لا تزيد مساحته على مائة متر وكان يجمع بين محل عمله وسكناه، ثم انتقل بعد ذاك الى منزل السيد (إمام جمراني) الذي جعله تحت تصرفه.
عندما فرَّ الشاه جاء جميع مندوبي وكالات الأنباء العالمية إلى (نوفل لي شاتو) في باريس ليجروا مقابلات مع الإمام الخميني, ولعل أكثر من خمس عشرة محطة تلفزيونية بثت مباشرة إلى جميع أنحاء العالم وقائع هذا المؤتمر الصحفي لأنه كان حدثا من أهم أحداث الثورة. فالجميع يريد أن يعرف رأي الإمام. فتكلم الإمام لبضع دقائق وبعد ذلك التفت إليّ وسألني: هل حان وقت صلاة الظهر؟ فأجبته نعم حان الآن وقت صلاة الظهر، فقال لمن حوله من الصحفيين: (والسلام عليكم ورحمة الله).
لقد ترك حديثا على هذا المستوى من الأهمية من أجل أداء الصلاة أول وقتها فرجح الإمام صلاة أول الوقت على لقاء صحفي بالغ الأهمية يتابعه الملايين عبر العالم.
على خطى النهج التربوي للإمام الخميني (قده)