الزهايمر ينسج خيوطه حول الدماغ في منتصف العمر
الزهايمر مرض يصيب المخ ويتطور ليفقد الإنسان ذاكرته و قدرته علي التركيز و التعلم، وقد يتطور في بعض الأحيان ليحدث تغييرات في شخصية المريض فيصبح أكثر عصبية أو قد يصاب بالهلوسة أو بحالة من حالات الجنون المؤقت.
وتعددت الأبحاث في مختلف المراكز الطبية العالمية لإيجاد علاج مناسب يستأصل شأفة هذا المرض اللعين ولكن دون جدوى.. وفي محاولة جديدة للوقوف على أبرز ملامح هذا المرض، أظهر باحث أمريكي أن الزهايمر قد يبدأ في منتصف العمر مع أن هذا الداء، الذي يفتك بالدماغ، لا يمكن تشخيصه إلاّ بعد ظهور العوارض الأولية علي الإصابة به.
وذكر مدير مركز أبحاث أمراض الزهايمر في جامعة واشنطن في حديث لصحيفة "نيويورك تايمز" أن الزهايمر يمكن أن يكون حالة مزمنة، ويمكن أن تحدث تغيرات لها علاقة به في منتصف العمر أو حتي قبل ذلك .
واستعانت الدراسة بالحالة العقلية لمريضة تتمتع بصحة جيدة عمرها 52 عاماً أصيبت أمها وجدتها وعمتها لأمها بالخرف من أجل رصد العوارض الاولية للمرض قبل فوات الاوان ولمساعدتها علي تجنبه.
وذكرت الصحيفة أن المرأة وافقت علي الخضوع لسلسلة من الفحوصات والمسح الطبي من أجل مساعدة الاطباء علي الاكتشاف المبكر للمرض قبل تفاقمه والحد من انتشار التلف في الدماغ.
وأدت فحوصات المسح الدماغي التي أجراها الأطباء واستخدموا فيها صبغا اشعاعي النشاط إلي اكتشاف بروتين له علاقة بمرض الزهايمر بيتا إميلويد في أدمغة 5 مرضي، وهم ينوون التوسع في أبحاثهم في هذا المجال.
كما كشفت دراسة أمريكية حديثة وجود روابط بين بنية شخصية المرء ونمط حياته، وبين احتمال إصابته بمرض الزهايمر المدمر لخلايا الدماغ، إذ أظهرت أن فرص الإصابة بالمرض تتراجع لدى من ينظرون إلى أنفسهم على أنهم من أصحاب الشخصيات القوية والمنظمة.
وأوضحت الدراسة أن الشخصية الهادفة قد تحمي صاحبها عبر زيادة الروابط العصبية التي تستطيع حماية الدماغ في مواجهة مظاهر تراجع حضور الذاكرة، وذلك بخلاف أصحاب الشخصيات الضعيفة وغير المؤثرة.
وقال الدكتور روبرت ويلسون، من مركز مستشفى راش الجامعي في شيكاغو، وأحد معدي الدراسة، إن النتائج المدهشة التي خرج بها التقارير تظهر وجود صلات واضحة بين شخصيتنا ونمط تفكيرنا ومشاعرنا وتصرفاتنا من جهة، والأمراض التي يمكن أن نتعرض لها من جهة أخرى.
وأضاف ويلسون: "يمكن للنتائج توفير أفكار جديدة تتيح العثور على وسائل لتأخير الإصابة بالمرض، إذ أظهرت عمليات التشريح أن أصحاب الشخصيات القوية حافظوا على حضور ذاكرتهم، رغم أن أدمغتهم أظهرت كل المؤشرات المعروفة للزهايمر."
وأظهرت نتائج دراسة علمية أخري أن صعوبة تحديد الروائح، خاصة تلك الشائعة منها كرائحة الليمون والموز والقرفة، ربما تكون مؤشراً على الإصابة بمرض الخرف أو الزهايمر.
وشملت الدراسة -التي قد تؤدي إلى إجراء فحص على حاسة الشم لتحديد ما إذا كان المريض معرضا للوقوع تحت براثن هذا المرض الذي يتآكل الذاكرة- 600 شخصاً تراوحت أعمارهم بين 54 ومائة سنة.
ومنذ بداية الدراسات حول هذا المرض ركز الباحثون على المنطقة المتعلقة بحاسة الشم في الدماغ والتي اعتبرت بؤرة ظهور هذا المرض. وأشارت الدراسة إلى أن بقاء الفرد في حالة نشاط ذهني يحد من مخاطر الاصابة الزهايمر والضعف الطفيف في الذاكرة الذي يسبق الحالة.
وقال روبرت فرانكس خبير في دراسة الدماغ في جامعة سينسيناتي إن نتائج الدراسة ومن الناحية التشريحية لها مدلولات ذات مغزى.
وأضاف فرانكس أن دراسات سابقة كانت قد ربطت بين فقدان حاسة الشم ومرض ألزهايمر، إلا أن هذه الدراسة هي الأولى التي تقيس صحة الناس تتبعهم على مرحلة خمس سنوات لتحديد مؤشرات عن تدني في الوظائف العقلية.
سائل البحث عن علاج لا تنتهي ....
فقد أكد خبراء في مستشفى أمراض الاعصاب التابع لجامعة ماربورج في ألمانيا أن أداء الاعمال المنزلية المتكررة يمكن أن يساعد في دعم الثقة بالنفس لدى المصابين بمرض الزهايمر .
وأوضح الخبراء أن المهام المنزلية تتنوع بين غسيل الاطباق وكنس الفناء وتنظيف المنزل أو حتى تقشير البطاطس، حيث يقلل القيام بمثل هذه الاعمال الشعور لدى مرضى الزهايمر بالاكتئاب ويشركهم فيما يدور حولهم.
وتتراوح أعراض مرض الزهايمر وهو الشكل الشائع لخرف الشيخوخة بين فقدان الذاكرة والتشوش ومشكلات في الكلام والفهم، ويمكن تحسين التواصل مع مريض الزهايمر بصفة عامة بالحفاظ على اتصال العين وبالتحدث بجمل بسيطة سهلة الفهم.
وقال خبراء جامعة ماربورج لوكالة الأنباء الألمانية إن طرح الكثير من الاختيارات أثناء توجيه الاسئلة يصيب مريض الزهايمر بالتشوش.
وأضافوا قائلين: "من الافضل أن تسأل شخصا هل تحب أن تتناول قطعة من كيك التفاح أو كيك الشوكولاته بدلا من أن تمطره بوابل من الاسئلة عن عدة أشياء في وقت واحد". وتساعد الاسئلة التي تتطلب إجابة بسيطرة بنعم أو لا هؤلاء المرضى كثيرا.
كما أفادت دراسة جديدة بأن الحث الذهني والأدوية، قد يكون لها أثرا إيجابيا على من يعانون أمراض فقدان الذاكرة كالزهايمر على استعادة ذاكرتهم.
وقد تمكن فريق من الباحثين في معهد ماساتشوسيتس للتكنولوجيا من إيجاد طريقتين، إحداهما التمرين الذهني والثانية العلاج عبر نوع من الدواء، لمعالجة هذه الأمراض.
وأشار العلماء إلى أن الفئران التي تعاني من مرض مشابه للزهايمر تمكنت من استعادة ذاكرتها، وذلك من خلال الاختبارات التي أجريت لفئران معدلة الجينات، لكي يتمكنوا من إدخال المرض المشابه للزهايمر إليها، وبعد مرور ستة أسابيع على مرضها، لم تعد تعرف الفئران كيفية القيام بما تعلمته، ولكن العلماء وضعوا بعضاً منها في بيئة أكثر تفاعلا مع ألعاب وفئران أخرى، وتمكنوا من تذكر الاختبار السابق أكثر من الفئران الأخرى، كما تمكنوا من تعلم أمور جديدة بشكل أكبر من غيرهم.
وبعد ذلك اختبر العلماء نوعاً من الأدوية يعرف بـ"هيستون دياستيلاز"، مما أدى أيضاً إلى تحسين الذاكرة والقدرة على التعلم.
مرض ألزهايمر وعلاقته بالغذاء