أشعة الشمس تقي من سرطان الرئة
تعددت الدراسات للتعرف علي تأثير أشعة الشمس على الإنسان، وقد خرجت علينا هذه الدراسات بنتائج غير متوقعة فمنها من أكدت أن الشمس تسبب العمى، ومنها من أفادت بأن أشعة الشمس تحمي من سرطان الدم وأخرى تثبت أنها تزيد من خصوبة الرجال، ومن المعروف أن أشعة الشمس فوق البنفسجية عامل خطر ومسبب أساسي لسرطان الجلد عند البعض، ولكن هذه الدراسة تتحدث عن الوجه الآخر للشمس أي دورها الإيجابي في الوقاية من سرطان الرئة.
ومن خلال الدراسة التي شملت مرضى فى أكثر من 100 دولة، أتضح أن هذا المرض يفتك بأكثر من مليون شخص فى العالم سنوياً، وحاول باحثون معرفة العلاقة بين الضوء فوق البنفسجى "UVB" ومعدل إصابة المرضى من مختلف الأعمار بسرطان الرئة فى 111 دولة تنتمى إلى عدة قارات.
وأوضح الباحثون أن التدخين يترافق مع ازدياد إصابة الرجال والنساء بسرطان الرئة فى حين أن التعرض للضوء فوق البنفسجى قد يخفف من هذا الخطر فى بعض الحالات، موضحين أن فيتامين "د" الذى يعد المصدر الرئيسى لهذه الأشعة يمكن أن يوقف نمو السرطان.
كما أكد فريق من العلماء الاستراليين أن التعرض لأشعة الشمس يعمل على حماية الإنسان من الإصابة بسرطان الدم.
وأشارت الأبحاث التى أجريت على نحو 700 شخص تراوحت أعمارهم ما بين العشرين والرابعة والسبعين عاماً إلى تراجع احتمالات الإصابة بسرطان الدم بنسبة 36 % بين الأشخاص الذين كانوا أكثر تعرضاً لأشعة الشمس.
وفى نفس الصدد، أظهرت دراسة علمية حديثة أن الشمس تحمي من التصلب المتعدد، حيث أنها تشتمل على فيتامين "دي" الذى يفيد فى معالجة حالة ضعف العظام لدى الأطفال، وهي ظاهرة تسمى بالكساح.
وتوصل العلماء إلى هذه النتيجة من خلال دراسة حول إصابات التصلب المتعدد في استراليا بالعلاقة مع توزيع نور الشمس في مناطق القارة الجغرافية المختلفة.
ولاحظ الباحثون أن التوزيع الجغرافي للتصلب المتعدد يتناسب مع توزيع خطوط العرض الوهمية حول الكرة الأرضية، أى نسبة الإصابة بالمرض تزداد بإزدياد بعد مكان إقامة الإنسان عن خط الاستواء.
وينصح الباحثون بالتعرض لضوء الشمس يومياً لفترة ساعتين أو ثلاث لتقليل خطر التعرض للتصلب المتعدد بشكل ظاهر ، لكن هذا لا يعني بالطبع أن ينسى الإنسان التأثيرات الضارة للأشعة الحمراء في ضوء الشمس.
أشعة الشمس تزيد خصوبة الرجال
أكدت دراسة بريطانية أن أشعة الشمس تزيد من خصوبة الرجال بدرجة كبيرة.
وأوضح العلماء في مركز دارموث-هيتشكوك الطبي بمدينة نيوهامبشير البريطانية, أن قدرة الرجال على إنجاب الأطفال قد ترتبط بفيتامين "د" الذي ينتجه الجسم من أشعة الشمس، وأن نقص هذا الفيتامين قد يساهم في إصابة الرجال بالعقم.
ونصح العلماء الرجال بضرورة الإكثار من تناول أغذية غنية بفيتامين"د" كالحليب والأسماك والبيض، لأن ذلك يزيد من عدد الحيوانات المنوية ونشاطها.
وتحمي من سرطان القولون
نجح باحثون أمريكيون في اكتشاف السبب وراء ارتفاع معدلات الإصابة بسرطان القولون والمستقيم في المناطق ذات الإضاءة الشمسية الضعيفة.
وأظهرت الدراسات أن خطر الإصابة بسرطان القولون يقل عند الأشخاص الذين توجد في دمائهم مستويات طبيعية إلى مرتفعة من مادة "25-هيدروكسي فيتامين د"، وهي الشكل النشط من فيتامين " د " المعروف، بحوالي ثلاث مرات من الأشخاص الذين يملكون مستويات منخفضة منها.
وأوضح الباحثون أن أشعة الشمس تزيد إنتاج مادة "1-ألفا 25-هيدروكسي فيتامين د3" في القولون نفسه، حيث يعمل هذا المركب بالتعاون مع إنزيم "1-ألفا-هيدروكسيليز" على منع ظهور الأورام ونموها.
ولكن في نفس الوقت التعرض لها لمدة طويلة وبدون عناصر الوقاية، يؤدي إلى نتائج وخيمة كلفحة أو ضربة الشمس والشيخوخة المبكرة للجلد والكتاركت وهو نوع من أمراض العيون، وأخطر هذه النتائج هو سرطان الجلد الذي لا يزال يحصد العديد من الضحايا رغم حملات التوعية.
ويوجد نوعان من الأشعة فوق بنفسجية للشمس، وهي:
الأشعة فوق بنفسجية أ : هذه الأشعة خطيرة لأن 30% منها تتعمق في الطبقة الداخلية للجلد وتدمر الخلايا وتتسبب في تكوين المشتقات الطليقة والتي تتسبب في الشيخوخة والسرطان.
الأشعة فوق بنفسجية ب: هي المسؤولة عن لفحة الشمس ، لكن هذه الأشعة غالبا ما تحجزها الطبقة الخارجية للجلد .
وبناء علي هذه الحقائق العلمية وأملاً في الوقاية من سرطان الجلد المتوقع الإصابة به، فأفضل سبل الحماية من الأشعة فوق البنفسجية، المسببة لسرطان الجلد، هو تجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس، وارتداء ملابس تحمي منها وتقلل إلى أبعد حد من مساحة الجسم المتعرض لها بصفة مباشرة.