جورج جرداق الاديب المسيحي
1931 - 2014توفي الكاتب المسيحي جورج جرداق في لبنان.و قد اشتهر الكاتب المسيحي بكتابات حول أمير المومينين فقد أثنى على الإمام و أغرق في حب سيد الوصيين.
عرف الأديب والشاعر جورج جرداق، بتأثره الکبير بشخصية الإمام علي بن أبي طالب (ع) واشتهر بکتابات حوله حتي غرق في حب الإمام الذي رأي فيه «صوت العدالة الإنسانية» .
ولد في قرية جديدة بقضاء مرجعيون بجنوب لبنان. درس في قريته ثم انتقل إلى بيروت ودرس في الكلية البطريركية وتخرج منها، عمل في تدريس الأدب العربي والفلسفة العربية في عدد من كليات بيروت، عمل كاتباً في عدد من الصحف والمجلات العربية ، يقدم برامج إذاعية في عدد من إذاعات لبنان لأكثر من عشرين عاماً.
عرف الأديب والشاعر جورج جرداق، بتأثره الکبير بشخصية الإمام علي بن أبي طالب (ع) واشتهر بکتابات حوله حتي غرق في حب الإمام الذي رأي فيه «صوت العدالة الإنسانية»، فعمد في سن مبکرة إلي کتابة موسوعته الشهيرة «الإمام علي صوت العدالة الإنسانية» من خمسة مجلدات تحت عناوين: «عليّ وحقوق الإنسان»، «بين عليّ والثورة الفرنسية»، «عليّ وسقراط»، «عليّ وعصره»، «عليّ والقومية العربية»، ثم أتبعها بمجلد سادس بعنوان «روائع نهج البلاغة».
في موسوعته يستشهد جرداق بمقولة للأديب اللبناني الراحل ميخائيل نعيمة: «يقيني أنّ مولف هذا السفر النفيس، بما في قلمه من لباقة، وما في قلبه من حرارة، وما في وجدانه من إنصاف، قد نجح إلي حد بعيد في رسم صورة لابن أبي طالب، لا تستطيع أمامها، إلا أن تشهد بأنّها الصورة الحيّة لأعظم رجل عربي بعد النبي».
طبعت موسوعة «علي صوت العدالة الإنسانية» أربع مرات، في ثلاث دور نشر مختلفة خلال سنة واحدة، وتشير الإحصاءات إلي أنّ أکثر من خمسة ملايين نسخة طبعت منها حتي اليوم. وترجمت هذه الموسوعة إلي الفارسية والفرنسية والإسبانية والأوردية ـ لغة مسلمي القارة الهندية.
"علي بن أبي طالب هو في الحقيقة والتاريخ واحد، سواء عرفته أم لم تعرفه، فالتاريخ والحقيقة يُذعنان بأنّ له ضميراً حيّاً وقهّاراً ، وأبو الشهداء والأحرار، وهو صوت العدالة الإنسانية، وشخصية الشرق الخالدة.
يا أيّها العالَم، ماذا سيحدث لو جَمَعتَ كلّ قواك وقدراتك وأعطيتَ الناسَ في كلّ زمان عليّاً بعقله وقلبه ولسانه وذو الفقاره؟!"
نقلاً عن كتاب (الإمام علي صوت العدالة الإنسانية).
وقال أيضاً: هل سمعت عن حاكم لم يُشبع نفسه برغيف خبز؟ لأنّ في بلاده من ينام وهو غير شبعان، وهل سمعت عن حاكم لم يلبس الملابس الناعمة؟ لأنّ في شعبه مَن يلبس الملابس الخشنة، فهو لم يكنز لنفسه حتّى درهماً واحداً؟! وأوصى أبنائه وأصحابه أن لا يتّبعوا سوى هذه الطريقة.
فحاسب أخاه لأخذه ديناراً واحداً غير حقّه من بيت المال، وهدّد وأمر بمحاكمة حكّامه بسبب رغيف خبز أخذوه من غني وأكلوه رشوةً؟!
کذلک کتب جرداق عن سيد الشهداء الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام وقال في مولفه «رسالة الخالدين عن سيد شباب أهل الجنة»: 'حينما جند يزيد الناس لقتل الحسين وإراقة الدماء کانوا يقولون له کم تدفع لنا من المال؟، أما أنصار الحسين (ع) فکانوا يقولون لو أننا نقتل سبعين مرة فإننا علي استعداد أن نقاتل بين يديک ونقتل مرات أخري'.
إلي جانب عمله الأدبي کتب جورج جرداق عددًا کبيرًا من القصائد الشعرية، وألف الکثير من الکتب منها: فاغنر والمرأة، عن الفيلسوف الألماني (ريتشارد فاغنر والموسيقي) وهذا الکتاب أدرجه عميد الأدب العربي طه حسين ضمن لائحة الکتب التي يجب علي طلّاب الدکتوراه في الأدب قراءتها بإمعان، ومن کتبه أيضًا قصور وأکواخ، صلاح الدين وريکاردوس قلب الأسد (رواية غرامية تاريخية)، نجوم الظهر، عبقرية العربية، صبايا ومرايا، وجوه من کرتون، حديث الحمار، حکايات. وله العديد من المولفات المسرحية. والکتابات النقدية.
جورج جرداق نجم من نجوم سطعت أنوارها في عالم الأدب والصحافة العربية، ومن رعيل الزمن الذهبي في الفن العربي، غيبه الموت يوم الأربعاء 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2014 عن عمر يناهز 83 عاماً.واقيمت مراسم الجنازة الأولى من بعد ظهر يوم الجمعة في كاتدرائية مار نقولا للروم الأرثوذكس في الأشرفية، ثم نقل جثمانه إلى مسقط رأسه في جديدة مرجعيون ليوارى الثرى في مدافن العائلة.