• عدد المراجعات :
  • 2241
  • 5/10/2006
  • تاريخ :

هل تجب المساواة بين الابناء ؟

المساواة بين الابناء

إنّ التربية الاسلامية ترفض من الابوين الاهتمام بطفل مقابل تجاهلهم الآخر .. ولكن لا بأس بالاهتمام بواحد او اكثر من الابناء الآخرين مع عدم تجاهل أحد منهم .. والقرآن الكريم حين يتعرض الي قصة يوسف وإخوته الذين حقدوا عليه وألقوه في البئر ، يقرّ انّ نبي الله يعقوب كان يهتم ويحب جميع أبنائه ولكنه يخص يوسف بنصيب أكبر لما يجد فيه من خير يفوق إخوته ... تقول الآية الكريمة عن لسان إخوة يوسف : ﴿

إذ قالوا ليوسف أحبّ إلي ابينا منّا﴾، (يوسف : 8).

ولم يقل إخوة يوسف إن أباهم ينفرد بحبّ يوسف دونهم ، لأن تفضيل الوالدين لطفل علي آخر ـ مع عدم تجاهل أي أحد من الابناء ـ يدفع بالجميع الي منافسة الطفل الذي اختص بالعناية في الميزة التي لأجلها اكتسب الأفضلية في قلب والديه .. وتجعل الأبناء في حلبة السباق الي فعل الخير.

ويجدر بالآباء أن يمتلكوا الحكمة في الميزة التي بها يتّم التفضيل بين الابناء .. حين تكون للمعاني الحقيقية مثل الاستجابة لفعل الخير والبرّ بالآخرين وامتلاك صفة الكرم والصبر علي الأذي .. فمن الصحيح أن يغدق الوالدان الحبّ لطفل أهدي لعبته المحبّبة لآخر مستضعف قبال إخوته الذين يحرصون علي أشيائهم... إنّ هذا التفضيل يدفعهم الي منافسته في هذا الفعل .. طبعاً التربية الاسلامية لا تشترط التفضيل ، بل تراه صحيحاً .. فعن أحد الرواة قال :

سألت

أبا الحسن (ع) عن الرجل يكون له بنون ، أيفضّل أحدهم علي الآخر ؟ قال (ع): (نعم لا بأس به قد كان أبي عليه السلام يفضلني علي عبد الله)، (من لا يحضره الفـقيه : ج3باب فضل الأولاد).

إنّ بعض الأمهات حين يفضلن طفلاً علي آخر لإمتلاكه صفة الجمال أو لأنه ذكر، فإن هذا النوع من التفضيل خطأ في المنظور الاسلامي، ذلك لأنّ الجمال او الذكورة او غيرها من المعاني لايمكن التسابق فيها..

فلا يملك الطفل القدرة علي أن يكون أجمل من أخيه الذي اكتسب الحظوة عند أبيه...وعندها لا يكون أمام الطفل إلاّ منفذ واحد للخروج من أزمته النفسية وهو الغيرة والحقد علي من حوله في الأسرة والمجتمع .. فعن مولي المتقين علي (ع) إنّه قال : (ما سألت ربّي أولاداً نضر الوجه، ولا سألته ولداً حسن القامة، ولكن سألت ربي أولاداً مطيعين لله وجلين منه، حتي إذا نظرت إليه وهو مطيع لله قرّت عيني)، (البحار : 101 باب فضل الأولاد) .

المقارنة بين الأبناء :

إنّ استخدام الوالدين المقارنة بين الابناء اسلوب مزعج لهم.. فكما أن الزوجة تنزعج حين يطلب الزوج منها أن تكون مثل الجارة ماهرة في إعداد الحلوي ... أو يزعجها أيضا تعنيفه لها رافضاً منها ان تكون مثل الجارة مهملة في ترتيب البيت ... إضافة الي الآثار الأخري من انكماشها وعدم ارتياحها من الطرف الآخر المقارن معها .. والطفل كذلك نفسيته مثل الكبير ، فكما انّ المقارنة تزعج الأم وكذلك الأب ، فهي تزعجه هو أيضاً مع حالة من التوتّر تصيبه مقابل أخيه المقارن معه.. لذا ينبغي علي الوالدين عدم استعمال المقارنة بين الابناء بالمديح أو الذم .. مثل أن تقول الأم لصغيرها لماذا لا تكون مثل أخيك الذي يحافظ علي ملابسه دوماً، أو لا تبك وتكون مزعجاً مثل أخيك.

كيف نعالج الغيرة عند الابناء؟

إنّ معرفة الداء نصف الدواء، كما يقول الحكماء .. ولذا فمعرفة أسباب الغيرة تنفعنا كثيراً في العلاج حين نتوقي العوامل المسببة للمرض.. إضافة الي أن أهم علاج للغيرة يتركز في إشباع حاجتهم للحب والحنان مع الاهتمام بوجودهم وهي نفس الاسباب التي تدفعهم للعناد وعدم طاعة الوالدين .. فالغيرة والعناد قرينان حين يوجد أحدهما تجد الآخر .. وهي نتاج للعناد .. ففي بادئ الأمر يكون الطفل معانداً لأسباب مرّت معنا .. فإذا لم يتم علاجه ، يتفاقم الأمر عليه ويصاب بمرض الغيرة فلا ينسي الوالدان ان يسمّعاه كلمات الحب والاطراء والتقدير والمديح والاهتمام بوجوده.

وقد تثير الام الحديثة العهد بالولادة سؤالاً حول إمكانية توزيع الإهتمام علي كل الأبناء في وقت يأخذ الرضيع كل اهتمام الأم ووقتها نحن ننصح مثل هذه الأم التي حين تهتم برضيعها ، يقف الاكبر ينظر متالماً من الزائر الجديد الذي عزله عن والديه .. أن تعالج الموضوع كما يلي :

المساواة بين الابناء

1 ـ إشعار الطفل بأنّه كبير :

إنّ الام وهي ترضع صغيرها بإمكانها أن تتحدث مع الكبير قائلة : كم اتمني أن يكبر أخوك ويصبح مثلك يأكل وحده وله أسنان يمضغ بها ويمشي مثلك و.. و.. حتي أرتاح من رضاعته وتغييّر فوطته، ولكنه مسكين لا يتمكن من تناول الطعام او السيطرة علي معدته .

وتقول لطفلها الاكبر حين يبكي الرضيع وتهرع إليه : نعم جئنا اليك فلا داعي للبكاء .. إن أخاك سوف يعلمك أن تقول اني جوعان بدل الصراخ والضجيج. وبهذه الكلمات وغيرها من التصرفات يمكن اشعاره بأنّه كبير. والصغير يحتاج الي هذه الرعاية.

2 ـ لا تقولي له لا تفعل :

وحتي نجنبه الغيرة من الرضيع يحسن بالأم ان لا تقول للطفل الكبير لاتبك مثل أخيك الصغير.. أو لا تجلس في حضني مثل الصغار .. أو لا تشرب من زجاجة الحليب العائدة لأخيك الصغير.

3 ـ إعطاؤه جملة من الإمتيازات :

لابدّ من إشعار الطفل بأنّه كبير وإنّ الإهتمام بالصغير لعجزه وعدم مقدرته إضافة الي اعطائه جملة من الامتيازات لأنّه كبير .. فلا يصح الاهتمام بالوليد دون أن يحصل هو علي امتيازات الكبار.. ولا بدّ من الحرص علي إعطائه بعض الاشياء لأنّه كبير، مثل أن تخصّـيه بقطعة من الحلوي مع القول له : هذه لك لأنّك كبير، ولا تعطيها لأخيك لأنّه صغير .. وهذه اللعبة الجميلة لك لأنّك كبير، أمّا هذه الصغيرة فهي للصغير .. وكذلك يجب الحذر من إعطائه لعبة بعنوان انّها هدية له من أخيه الوليد .. لأنّ هذا التصرّف يوحي له بالعجز عن تقديم هدية لأخيه مثلما فعل الاصغر منه .. وتزيد غيرته منه.

4 ـ إرفضي إيذاءه واقبلي مشاعره :

لابدّ ان تمنعي بحزم محاولة الطفل الكبير إيذاء أخيه الصغير بأن يرفع يده ليهوي بها عليه .. بأن تمسكي يديه أو الحاجة التي يحملها لضربه .. ومع ذلك إمسكيه واحضنيه بعطف واحمليه بعيداً عن أخيه .. لأنّ الطفل بالحقيقة لا يريد إيذاء اخيه، ولكن سوء تعامل الوالدين واهتمامهم بالرضيع دونه دفعه الي هذا الفعل .. لذا ينبغي علي الام ان تمنع الاذي وتقبل مشاعره الغاضبة عنده لأنه لا يملك القدرة علي التحكم بها .

5 ـ الشجار بين الأخوة :

أمّا الخصام بين الاخوة .. فيمكن علاجه كالتالي :

يجدر بالوالدين عدم التدخل في الخلافات بين الابناء ... مادام التدخل لا فائدة مرجوّة منه بسبب الغيرة التي هي وقود النزاع بين الاخوة والتي تحتاج الي علاج كما أسلفنا.. هذا إن كانت الخلافات لا تتعدي الإيذاء الشديد بأن يكسر أحدهما يد الآخر .. أو يكون أحدهما ضعيفاً يتعرض للضرب الشديد دون مقاومة... إنّ الأفضل في مثل هذه الحالة إيقاف النزاع .. ولو إن عدم تدخل الوالدين تنهي الخلاف بشكل أسرع ، ولكن لعل نفاد صبر الوالدين يجعلهم يتدخلون في النزاع ، وهنا يجدر بهم ان لا يستمعوا الي أي احد من أطراف النزاع .. ولا الوقوف مع المظلوم او العطف عليه.. لأنّ الاستماع وابداء الرأي وابراز العواطف لاحد دون آخر يزيد في الغيرة التي تدفعهم الي العراك .. كما يجدر بالوالدين عدم إجبار طفلهم الذي انفرد باللعب ان يشارك اخوته الذين يريدون اللعب معه او بلعبته .. إنّ إجباره يولّد حالة الشجار فيما بينهم أيضاً.


العدل و المساواة بين الاطفال 

سن القوانين والأعراف المنزلية 

العدالة بين الاطفال 

عدم المقارنةبين الاطفال 

بناء العاطفة عند الأطفال 

التربية بين الدلال والإهمال والقسوة واللين

أطفال أكبر من سنهم 

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)