الشيخ حسين النوري
خاتمة المحدثين ومجيز رواية المراجع والعلماء الشيخ حسين النوري اعلى الله مقامه رجل كان منتجا في كل اتجاه ومن هذه الاتجاهات هو قضية المشي الى كربلاء مشيا على الاقدام التي حث عليها ائمة الهدى عليهم السلام. يذكر التاريخ انها في فترة اصابها الفتور فانبرى لاحيائها الشيخ النوري اعلى الله مقامه. فمن هوالشيخ حسين النوري؟
الولادة
ولد قدس سره في 18 شوال سنة 1254 هـ في قرية يالو من أطراف مدينة نور في محافظة مازندران.
أصبح يتيم الأب و لم يكن قد بلغ الثامنة من عمره و كان أبوه من علماء سامان ولد في أسرة من أهل العلم فكان محباً للعلم و العلماء.
سافر الميرزا حسين النوري في بداية شبابه إلى طهران ليستفيد من علمائها و حضر عند العالم الجليل الشيخ عبد الرحيم البروجردي واستفاد منه كثيرا.
سافر العلامة النوري سنة 1273 ه، إلى النجف و كان عمره 19 عاماً وعندما شاهد ازدهار العلم و الفكر هناك صمم على الإقامة في الحوزة العلمية في النجف ليستفيد من مجالس علمائها الكبار وبقي في النجف الأشرف أربع سنوات ثم عاد إلى إيران , ولم يبق في إيران أكثر من سنة واحدة حيث كان متعطشاً لعلوم آل محمد صلوات الله عليهم أجمعين وكان قد شاهد الحوزة العلمية في كل من النجف و كربلاء فعاد ثانية إلى العراق وحضر عند العالم الكبير عبد الحسين الطهراني المشهور بشيخ العراقيين في مدينة كربلاء ثم سافر إلى مدينة الكاظمية وبقي فيها سنتين.
سفره إلى الحج
سافر المحدث النوري سنة 1280 هـ إلى زيارة بيت الله الحرام وكان عمره 26 عاماً حيث تشرف بزيارة بيت الله والأئمة المعصومين في البقيع و حرم رسول الله صلوات الله عليهم أجمعين في المدينة.
شخصيته العلمية
كان الشيخ النوري أحد نماذج السلف الصالح التي ندر وجودها في هذا العصر فقد امتاز بعبقرية فذة وكان آية من آيات الله العجيبة كمنت فيه مواهب غريبة وملكات شريفة أهلته لأن يعد في الطليعة من علماء الشيعة الذين كرسوا حياتهم طوال أعمارهم لخدمة الدين و المذهب, وكانت حياته صفحة مشرقة من الأعمال الصالحة وهو في مجموع آثاره فرض لشخصه الخلود على مر العصور وألزم المؤرخين بالعناية به والإشارة بفضله وقد نذر العلامة النوري نفسه لخدمة العلم ولم يكن يهمه غير البحث والتنقيب والفحص والتتبع.
وجمع شتات الأخبار وشذرات الحديث ونظم متفرقات الآثار وقد رافقه التوفيق وأعانته المشيئة الإلهية حتى ليظن الناظر في تصانيفه أن الله شمله بخاصة ألطافه ومخصوص عنايته و ادخر له كنوزاً قيمة لم يظفر بها أعاظم السلف من هواة الآثار ورجال هذا الفن بل يخيل للواقف على أمره أن الله خلقه لحفظ البقية الباقية من تراث آل محمد عليه و عليهمالسلام.
برنامج حياته
ولما هذا العالم من فضل وعلم دعونا نتعرف على برنامجه اليومي لقد كان المحدث النوري أعلى الله مقامه ملتزماً بالواجبات الشرعية وكان له برنامج خاص في جميع ساعات يومه لا يتخلف عنه ويذكر تلميذه الشيخ آقا بزرگ الطهراني برنامج حياته في النجف الأشرف فيقول بأن وقت كتابته من بعد صلاة العصر إلى قرب الغروب ووقت مطالعته من بعد العشاء إلى وقت النوم و كان لا ينام إلا متطهراً ولا ينام من الليل إلا قليلاً ثم يستيقظ قبل الفجر بساعتين فيجدد وضوءه ثم يتشرف قبل الفجر بساعة إلى الحرم المطهر فيقف صيفاً و شتاءً خلف باب القبلة فيشتغل بنوافل الليل إلى أن يأتي السيد داود نائب خازن الروضة فيفتح الباب ويدخل الشيخ وهو أول داخل لها وقتذاك وكان يشترك مع نائب الخازن بإيقاد الشموع ثم يقف بجانب الرأس الشريف فيشرع بالزيارة ثم يصلي الصبح جماعة مع بعض خواصه و يشتغل بالتعقيب ويعود إلى بيته قبل شروق الشمس بقليل فيتوجه رأساً إلى مكتبته العظيمة المشتملة على ألوف الكتب النفيسة والآثار النادرة العزيزة الوجود أو المنحصرة عنده فلا يخرج منها إلا للضرورة.
وفي الصباح يأتيه من كان يعينه على مقابلة ما يحتاج إلى تصحيحه ومقابلته مما صنفه أو استنسخه من كتب الحديث وغيرها كالعلامة الشيخ علي بن إبراهيم القمي والعلامة الشيخ عباس القمي صاحب مفاتيح الجنان والمولى محمد تقي القمي وبعد الفراغ من أشغاله كان يتغذى بغذاء معين ثم يستريح قليلاً ويصلي الظهر أول الوقت وبعد العصر يشتغل بالكتابة.
أما في يوم الجمعة فكان يغير منهجه ويشتغل بعد الرجوع من الحرم الشريف بمطالعة بعض كتب الذكر والمصيبة لترتيب ما يقرؤه على المنبر بداره ويخرج بعد الشمس بساعة إلى مجلسه العام ثم يرقى المنبر وكان يحتاط في النقل بما لم يكن صريحاً في الأخبار الجزمية، و كان إذا قرأ المصيبة تنحدر دموعه على شيبته وبعد انقضاء المجلس يشتغل بوظائف الجمعة و مستحباتها من التقليم و الحلق و قص الشارب والغسل و الأدعية والنوافل وكان لا يكتب في عصر الجمعة شيئاً بل يتشرف إلى الحرم ويشتغل بالمأثور إلى الغروب وكانت هذه عادته إلى أن انتقل إلى جوار ربه.
المشي الى كربلاء
مما سنّه المحدث النوري في تلك الأعوام زيارة سيد الشهداء مشياً على الأقدام فقد كان ذلك في عصر الشيخ الأنصاري من سنن الأخيار وأعظم الشعائر لكنه ترك في الأخير وأصبح من علائم الفقر و خصائص الأدنين من الناس فلما رأى الشيخ ضعف هذا الأمر اهتم له والتزمه فكان في خصوص زيارة عيد الأضحى يكتري بعض الدواب لحمل الأثقال والأمتعة ويمشي هو وصحبه لكنه لضعف بدنه لا يستطيع قطع المسافة من النجف إلى كربلاء بمبيت ليلة كما هو المرسوم عند أهله بل يقضي في الطريق ثلاث ليال وفي السنة الثانية والثالثة زادت رغبة الناس والصلحاء بالأمر وذهب ما كان في ذلك من الإهانة والذل إلى أن صار عدد الخيم بعض السنين أكثر من ثلاثين خيمة لكل واحدة بين العشرين والثلاثين شخصاً.
أساتذته
1 - المولى محمد علي المحلاتي
2 - الشيخ عبد الرحيم البروجردي
3 - الشيخ عبد الحسين الطهراني
4 - الشيخ مرتضى الأنصاري
5 - الميرزا الشيرازي
6 - فتح علي السلطانآبادي
تلامذته
1 - الشيخ عباس القمي صاحب مفاتيح الجنان
2 - الشيخ آقا بزرگ الطهراني صاحب كتاب الذريعة
3 - العلامة الشيخ علي بن إبراهيم القمي
4 - المولى محمد تقي القمي الباوزئيري
5 - الشيخ إسماعيل بن الشيخ محمد باقر الأصفهاني
مؤلفاته
ونذكر هنا أهمها:
1 - مستدرك الوسائل وهو أشهر وأكبر كتاب له وقد جمع فيه أكثر من 23 ألف رواية لم يذكرها الشيخ الحر العاملي في الوسائل.
2 - دار السلام فيما يتعلق بالرؤيا والمنام
3 - جنة المأوى فيمن فاز بلقاء الحجة عليهالسلام أرواحنا لتراب نقدمه الفداء
4 - الفيض القدسي في أحوال العلامة المجلسي
5 - الصحيفة الثانية العلوية
6 - الصحيفة الرابعة السجادية
7 - النجم الثاقب في أحوال إمام الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف وهو باللغة الفارسية.
8 - الكلمة الطيبة وهو باللغة الفارسية
9 - كشف الأستار
10 - سلامة المرصاد
11 - اللؤلؤ و المرجان. في شروط قراءة المجلس الحسيني أو المشهور ب مجلس العزاء
12 - تحية الزائر
13 - البركات الأحمدية
14 - ظلمات الهاوية في مثالب معاوية
15 - فرع طوبى
16 - الأربعونيات
17 - مستدرك مزار البحار
ومن الوقائع العجيبة حول هذا الرجل العظيم أنه لما توفيت زوجته بعد 7 سنوات من وفاته وأرادوا دفنها إلى جواره شوهد جسده طرياً كيوم دفنه. قال تعالى"ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم".
وفاته
كانت آخر زيارة للمحدث النوري إلى كربلاء عام 1319 هـ وقد سمي ذلك العام بعام الحج الأكبر فقد صادف اجتماع عيد النيروز وعيد الأضحى في يوم الجمعة وكان قد ذهب إلى الحج في ذلك العام خلق كثير وقد وقع في ذلك العام وباء أدى إلى موت الكثيرين وكان المحدث النوري في طريق رجوعه من كربلاء إلى النجف يعود راكباً إلا أنه في ذلك العام رجع ماشياً تلبية لطلب أحد أصدقائه وقد فسد طعامهم لشدة الحر وأصيبوا جميعاً بالتسمم و قد مرض المحدث النوري على إثر ذلك مرضاً شديداً وتوفي بعد عودته إلى النجف في ليلة الأربعاء 27 جمادى الثانية سنة 1320 هـ بعد عمر حافل بخدمة علوم محمد وآل محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم.
ولما انتشر خبر وفاته عاشت مدينة النجف عزاءً عاماً وحضر تشييع جنازته جمع غفير من الناس والعلماء الكبار و دفن في الصحن المطهر لأمير المؤمنين عليهالسلام في باب القبلة.
واقعة عجيبة
ومن الوقائع العجيبة حول هذا الرجل العظيم أنه لما توفيت زوجته بعد 7 سنوات من وفاته وأرادوا دفنها إلى جواره شوهد جسده طرياً كيوم دفنه. قال تعالى"ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم".
الشيخ داود بن أبي شافيز الجدحفصي البحراني
ابن شاذان
السيّد علي الموسوي البهبهاني(قدس سره)
الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء ـ طاب ثراه