مفهوم العبادة في نهج البلاغة
إن صورة العبادة في نهج البلاغة من نوع عبادة العارفين بالله تعالى ، بل نقول: إن منبع الإلهام لتصور العارفين بالله من العبادة في الإسلام - بعد القرآن الكريم وسنة رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) - هو كلام الإمام ( عليه السلام ) .
إن إحدى أوجه الأدب الإسلامي - سواء العربي أو الفارسي - هو أدب الدعاء ، والأفكار الدقيقة واللطيفة التي توجد في هذا الموضوع ممّا يثير العجب ويبعث على الاستحسان .
وبمقارنة أدب الدعاء في الإسلام مع ما كان سائداً من الأدب العاطفي الإلهي والعبادي في رقعة البلاد الإسلامية قبل الإسلام ، يمكننا أن نفهم مدى عظمة تلك النهضة بل الثورة التي بعثها الإسلام في الأفكار من العمق والشمول واللطف والرقة .
إن الإسلام صنع من أولئك الذين كانوا يعبدون الأوثان أو الإنسان أو النيران أو الثيران ، فكانوا بقصر أفكارهم يعبدون ما ينحتون بأيديهم ، أو يهبط به إلى مستوى إنسان أب أو ابن أو أم ، أو هم معاً ، أو يصنع لأهورا مزدا ضمناً ينصبه في كل مكان فيعبده ويسجد له . . من هؤلاء ، صنع أناساً وسعت عقولهم لأدق الأفكار وألطفها وأسمى التصورات وأعلى المعاني!
فما الذي حدث فغيّر الأفكار والعقول ورفعها وأعلى كعبها ، وقلب الموازين والمقاييس والقيم؟!
إن المعلقات السبع و( نهج البلاغة ) نتاجان لعهدين متقاربين بين الجاهلية والإسلام ، وكل منهما مثل أعلى للفصاحة والبلاغة في لغة عصره ومصره . أما من ناحية المحتويات فهيهات هيهات! وشتّان شتّان!
فكل ما في الأول أوصاف عن الخيول والرماح والجِمال والجَمال والمدح والذم والهوى والغرام والغزل والنسب والتشبيب بالعيون والحواجب للكواعب! وأما الثاني ففيه أسمى المفاهيم الإنسانية وأعلاها وأزكاها وأطيبها وأنماها .
والآن لتتضح لنا صورة العبادة في ( نهج البلاغة ) نأخذ في ذكر نماذج من كلمات الإمام ( عليه السلام ) ، ونبدأ كلامنا هنا بكلمة منه ( عليه السلام ) في اختلاف تصورات الناس عن العبادة .
عبادة الأحرار
( إن قوماً عبدوا الله رغبة فتلك عبادة التجار ، وإن قوماً عبدوا الله رهبة فتلك عبادة العبيد ، وإن قوماً عبدوا الله شكراً فتلك عبادة الأحرار ) .
( لو لم يتوعّد الله على معصيته لكان يجب أن لا يعصى شكراً لنعمته ) .
( إلهي ما عبدتك - حين عبدتك - خوفاً من تارك ، ولا طمعاً في جنتك ، بل وجدتك أهلاً للعبادة فعبدتك ) .
عظمة النفس و الغيرة في نهج البلاغة
الفصاحة والجمال في نهج البلاغة
بلاغة الإمام علي عليه السلام
عقله الجبار ينظم عاطفته
علاج الفقر بحماية مال الامة
ماهي التقوى؟
الفضيلة مصدر القيمة الاجتماعية