• عدد المراجعات :
  • 1270
  • 7/25/2011
  • تاريخ :

قابلية المقاومة للجسم والروح

نماز

قابلية مقاومة الجسم تظهر في هجوم الأمراض السارية، وقابلية مقاومة الروح تظهر في الحوادث والمصائب التي تلاقي البشر في مختلف مراحل حياتهم. يقول الامام علي عليه السلام: "في تقلب الأحوال علم جواهر الرجال"1.

إن كلا من الروح والجسد يحتاج في تأمين سعادته ووصوله إلى كماله اللائق به إلى الغذاء الكامل والجامع

وعلى سبيل الشاهد، ننقل القصة التالية:

"... بينما المنصور بن أبي عامر في بعض غزواته إذ وقف على نشز من الأرض مرتفع، فرأى جيوش المسلمين من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله قد ملأوا السهل والجبل. فالتفت إلى مقدم العسكر وهو رجل يعرف بابن المضجعي، فقال له: كيف ترى هذا العسكر أيها الوزير ؟ قال: أرى جمعاً كثيراً وجيشاً واسعاً كبيراً، فقال له المنصور: ترى هل يكون في هذا الجيش ألف مقاتل من أهل الشجاعة والنجدة والبسالة ؟ فسكت إبن المضجعي فقال له المنصور: ما سكوتك أليس في هذا الجيش ألف مقاتل ؟ قال: لا، فتعجب المنصور. ثم قال: فهل فيهم خمسمائة مقاتل من الأبطال المعدودين ؟ قال: لا. فحنق المنصور ثم قال: أفيهم مائة رجل من الأبطال ؟ قال: لا، قال: أفيهم خمسون رجلاً من الأبطال ؟ قال: لا، فسبه المنصور وأغلظ عليه وأمر به، فأخرج على أسوأ حل. فلما توسطوا بلاد الروم اجتمعت الروم وتصادف الجمعان. فبرز علج من الروم بين الصفين شاكي السلاح وجعل يكر ويفر ويقول: هل من مبارز ؟! فبرز إليه رجل من المسلمين فتجاولا ساعة، فقتله العلج. ففرج المشركون وصالحوا واضطرب المسلمون لها. ثم جعل العلج يموج بين الصفين وينادي: هل من مبارز ؟! إثنين لواحد. فبرز إليه رجل من المسلمين فتجاولا ساعة فقتله العلج، وجعل يكر ويحمل وينادي ويقول: هل من مبارز ؟! ثلاثة لواحد !!. فبرز إليه رجل من المسلمين فقتله العلج، فصاح المشركون وذل المسلمون وكادت أن تكون كسرة فقيل للمنصور: ما لها إلا إبن المضجعي. فبعث إليه فحضر فقال له المنصور: ألا ترى ما صنع هذا العلج الكلب منذ هذا اليوم فقال: لقد رأيته فما الذي تريد ؟ قال: أن تكفي المسلمين شره. قال: الآن يكفي المسلمون شره إن شاء الله تعالى. ثم قصد إلى رجال يعرفهم. فاستقبله رجل من أهل الثغور على فرس قد تهرت أوراكها هزالاً وهو حامل قربة ماء بين يديه على الفرس والرجل في حليته ونفسه غير متصنع فقال له إبن المضجعي: ألا ترى ما يصنع هذا العلج منذ اليوم. قال: قد رأيته فما الذي تريد ؟... أن تكفي المسلمين شره ؟ قال: حباً وكرامة. ثم إنه وضع القربة بالأرض وبرز إليه غير مكترث به فتجاولا ساعة فلم يرى الناس إلا المسلم خارجاً إليهم يركض ولا يدرون ما هناك، وإذا برأس العلج يلعب بها في يده. ثم ألقى الرأس بين يدي المنصور فقال له إبن المضجعي: عن هؤلاء الرجال أخبرتك... ثم رد إلى ابن المضجعي منزلته وأكرمه ونصر الله جيوش المسلمين وعساكر الموحدين"2.

والخلاصة: إن كلا من الروح والجسد يحتاج في تأمين سعادته ووصوله إلى كماله اللائق به إلى الغذاء الكامل والجامع. وإن فقدان أي عنصر من الغذاء يهيىء تربة مساعدة للانحراف أو الضعف في الروح والجسد3.

المصادر:

1- نهج البلاغة ص 562.

2- المستطرف من كل فن مستظرف للابشيهي ج 1-218.

3-الطفل بين الوراثة والتربية


کيفية علاج الروح و الجسم بالغذاء

أثر الطعام في روح الانسان

الهدوء النفسي

النزاع بين الميول النفسانية والوجدان الأخلاقي

القواعد والأسس المعنوية والنفسية للتوبة الحقيقية

التغذية السليمة في القران

التحليل النفسي في الاسلام

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)