هي الغيد تسقــى من لواحظها خمـرا |
لذلك لا تنفـك عشـاقهــا سكــرى |
واصـفـي ودادي للـديـار وأهلـهـا |
فيسـلو فـؤادي ودّ فاطمــة الزهرا |
وقـد فرض الرحمـان في الذكر ودّهـا |
وللمصطفـى كانـت مودتـهـا أجرا |
وزوّجهـا فـوق السمـا مـن أميـنـه |
علـيٍ فزادت فوق مفخـرهـا فخـرا |
وكـان شهود العقـد سكّـان عـرشـه |
وكـان جنان الخلد منـه لهـا مهــرا |
فـلـم تـرض إلاّ ان يشفّعهـا بمَــن |
تحب فأعطاها الشفاعة فـي الأخـرى |
حبيبـة خيـر الرسـل ما بيـن أهلـه |
يقبّلهـا شوقـاً ويـوسعـهـا بشـرا |
ومهمـا لريـح الجنـة اشتـاق شمّهـا |
فينشق منهـا ذلك العطـر والبشــرا |
إذا هـي في المحراب قامـت فنورهـا |
بزهرته يحكي لأهـل السمـا الزهـرا |
وانسيــة حـوراء فالحــورُ كلّـهـا |
وصائـفهـا يعـددن خدمتهـا فخـرا |
وان نسـاء العـالمـيـن إمــاءَهــا |
بهـا شرفت منهـنّ مـن شرفت قدرا |
فلـم يكُ لولاهـا نصيبٌ مــن العـلا |
لاُنثـى ولا كانـت خديجـة بالكبـرى |
لقـد خصّهـا البـاري بغـرّ منـاقـبٍ |
تجلّت وجلّـت ان نطيق لهـا حصـرا |
وكيف تحيط اللسن وصفـاً بكنـهِ مـن |
أحاطت بمـا يأتي وما قد مضى خبـرا |
وما خفيـت فضـلاً علـى كـل مسلـمٍ |
فياليت شعـري كيـف قد خفيت قبـرا |
ومـا شيّع الأصحـاب سامـي نعشهـا |
وما ضرّهم ان يغنموا الفضل والأجـرا |
لهـا الله مـن مظلومـة كـم ظـلامـة |
لديـك لهـا لا تستطيع لهـا حصـرا |
وافـجـع مـا قاسـتـه منـك وكلهـا |
فجائـع ان ارقيت صـدر ابنها شمـرا |