• عدد المراجعات :
  • 1619
  • 12/28/2009
  • تاريخ :

من أهداف الثورة الحسينية

کربلاء

قال الإمام الحسين بن علي ( عليه السَّلام ) : " أَنِّي لَمْ أَخْرُجْ أَشِراً وَ لَا بَطِراً وَ لَا مُفْسِداً وَ لَا ظَالِماً ، وَ إِنَّمَا خَرَجْتُ لِطَلَبِ الْإِصْلَاحِ فِي أُمَّةِ جَدِّي ( صلى الله عليه و آله ) ، أُرِيدُ أَنْ آمُرَ بِالْمَعْرُوفِ ، وَ أَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ ، وَ أَسِيرَ بِسِيرَةِ جَدِّي وَ أَبِي‏ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ( عليه السَّلام ) ، فَمَنْ قَبِلَنِي بِقَبُولِ الْحَقِّ فَاللَّهُ أَوْلَى بِالْحَقِّ ، وَ مَنْ رَدَّ عَلَيَّ هَذَا أَصْبِرُ حَتَّى يَقْضِيَ اللَّهُ بَيْنِي وَ بَيْنَ الْقَوْمِ بِالْحَقِّ وَ هُوَ خَيْرُ الْحاكِمِينَ " [1] .

هذا و إنا نجد أن هذه الأهداف المعلنة من قِبل الإمام حسين ( عليه السَّلام ) تحققت تماماً ، فالإسلام باقٍ و الأذان باقٍ و الصلاة باقٍ ، و ذكر النبي ( صلى الله عليه و آله ) و ذكر أهل بيته ( عليهم السلام ) باقٍ ، و في المقابل لم يبق لبني أمية أي ذكر ، إلا اللعنة و التاريخ السيء المظلم .

و قد رُوِيَ عن الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السَّلام ) أنَّهُ قَالَ : " لَمَّا قَدِمَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ وَ قَدْ قُتِلَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ، اسْتَقْبَلَهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ وَ قَالَ :

يَا عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ ، مَنْ غَلَبَ ـ وَ هُوَ يُغَطِّي رَأْسَهُ وَ هُوَ فِي الْمَحْمِلِ ـ ؟

قَالَ : فَقَالَ لَهُ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ : إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَعْلَمَ مَنْ غَلَبَ وَ دَخَلَ وَقْتُ الصَّلَاةِ فَأَذِّنْ ثُمَّ أَقِمْ " [2] .

أي انه ما دام الأذان و الإقامة و الصلاة موجود فالإسلام هو الغالب و المنتصر .

نعم إذا أردت أن تعرف المنتصر ألق بنظرة إلى كربلاء خاصة في مثل هذه الأيام ، محرم و صفر ستعرف من المنتصر ، و انظر أيضاً إلى مجالس الحسين في العالم فستعرف من هو المنتصر و من هو المهزوم ، و انظر أيضاً إلى ضريح الحسين ( عليه السَّلام ) في كربلاء و إلى الجموع المليونية في كل مناسبة و غير مناسبة التي تحوم حول القبر الشريف تعرف من المنتصر .

و انظر أيضاً إلى ضريح السيدة زينب ( عليها السلام ) بالشام فلا ترى سوى الشموخ و الإباء و العظمة و العز و الكرامة .

و كذلك لا بُدَّ لك و أن تلق بنظرة خاصة إلى الضريح المتألق الشامخ لطفلة الإمام الحسين و التي لم يكن عمرها يتجاوز الثالثة السيدة رقية عندما ماتت حزناً على أبيها في الشام فدفنت هناك ، ثم بعد هذه النظرات إسأل عن قبر يزيد و معاوية فستعرف من المنتصر !

نعم لقد غلب الدم السيف ، و غلب المظلوم الظالم ، و كما يقول غاندي : تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوما فانتصر .

و لقد أجاد الشاعر السوري محمد مجذوب حين صور هذه الحقائق في قصيدته الغراء حينما وقوف على قبر معاوية فجادت قريحته فبدأ يخاطبه هكذا :

 

أين القصور أبـا يزيـد و لهوهـا
 و الصافنـات و زهوهـا و السـؤددُ
اين الدهاء نحـرت عزتـه علـى
أعتـاب دنيـا زهوهـا لا ينفـدُ

-----------------------------------------------------

الهوامش

[1] بحار الأنوار ( الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار ( عليهم السلام ) ) : 44 / 329 ، للعلامة الشيخ محمد باقر المجلسي ، المولود بإصفهان سنة : 1037 ، و المتوفى بها سنة : 1110 هجرية ، طبعة مؤسسة الوفاء ، بيروت / لبنان ، سنة : 1414 هجرية

[2] بحار الأنوار : 45 / 177 .

 

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)