موقف الشهيد دستغيب من الحرب المفروضة
مع بدء الحرب المفروضة على الجمهورية الإسلامية، أخذ الشهيد دستغيب يشجع الشباب بعبارات واضحة على المشاركة في جبهات القتال، وكان يسعى باستمرار إلى تعبئة قوات مخلصة إلى الجبهة ورفد هذه القوات بالتجهيزات والإمكانات. كان يقول أحياناً "إذا كنتم تبحثون عن مؤمن حقيقي فانظروا إلى مقاتلينا، فإنهم إذا كانوا يظهرون إيمانهم بألسنتهم فهم يثبتون عملياً أنهم يفتدون ما سوى الله من أجل الله". وكان أحياناً يعبر عنهم بــ: "أنصار الله".
في إحدى خطب صلاة الجمعة، اعتبر جبهات القتال نموذجاً لحروب صدر الإسلام، وأن الحرب التي فرضتها حكومة البعث في العراق ضد إيران وسيلة للكشف عن إنسانية الأفراد وصبرهم وتحملهم وشهامتهم. وعندما اقترب موسم الحج، أصدر البيان التالي:
"يا جماهير محافظة فارس المتدينة الشريفة، بالنظر إلى الوضع الحساس الذي تعيشه البلاد والاعتداء الغاشم للعراق على بلدنا الإسلامي، يحسن التغاضي عن الذهاب إلى الحج والتواجد الكامل في ساحة القتال، أرسلوا المساعدات اللازمة إلى جيش الجمهورية الإسلامية المقتدر العظيم. نحن الآن في حال قتال ضد الكفر، وهذا مصداق واقعي للجهاد في سبيل الله الذي اعتبره القرآن المجيد صراحة أرفع وأفضل من أي عمل آخر، واعلموا أنكم ستبلغون ثواب الحج إن شاء الله... كما يرجى من أصحاب القوافل الكرام تقديم ما أعدوه من إمكانات لسفر الحج إلى إخوانهم وأخواتهم الذين وقعوا تحت وطأة أزلام البعث في العراق...".
وإحساساً منه بمسؤولية كبيرة في توجيه الدفاع المقدس وضرورة مساهمة العلماء، ولاسيما آية الله الخوئي الذي كان يسكن في العراق، قام بإرسال برقية إليه بهذا المضمون:
"لا يخفى على سماحتكم في الحال الحاضر أن صداماً الخائن يحارب الإسلام ويقوم بضرب المناطق السكنية وقتل المسلمين العزل في إيران، ويدعي زوراً أنه مسلم يدافع عن الإسلام. من الواجب توعية الشعب والجيش العراقي المسلم بأن واجبهم الشرعي هو الجهاد على طريق الإسلام ومعارضة صدام؛ ولابد للجيش العراقي من الالتحاق بجيش الجمهورية الإسلامية لكي يتم بإذن الله إقرار حكم إسلامي في العراق تحت قيادة الإمام الخميني".
المصدر: دار الولاية للثقافه و الاعلام _مع التصرف
النبل والزهد مسلك الأولياء
الهداية والإرشاد على خط الأنبياء