تفسیر القرآن الکریم؛ سورة الأنعام (4) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تفسیر القرآن الکریم؛ سورة الأنعام (4) - نسخه متنی

محمود الشلتوت

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

تفسير القرآن الكريم

لحضرة صاحب الفضيلة الاستاذ الجليل الشيخ محمود شلتوت

سورة الأنعام

تلخيص ما سبق - أسلوبانبارزان للسورة: أسلوب التقرير - أسلوب التلقين - سرمجىء السورة على هذين الأسلوبين - تفسير آيات الوصايا العشر - مجىء هذه الوصايا بأسلوب السورة التلقيني كنتائج لمقدمات -هدى جامع في أسلوب بارع - الترفق في الخطاب أولى بالموعظة - أوامر و نواه واضحات و إن تكلف الصناعيون - تحليل علمي للوصايا العشر: الإشراك بالله - الشرك الذي اهتم القرآن وجميع الأنبياء بمحاربته - الشرك بمختلف ألوانه شذوذ في الإنسانية.

تلخيص ما سبق:

عرضنا فيما كتبناه عن سورة الأنعام للموازنة بينها باعتبار ما تضمنته، و بينما سبقها من السور في الترتيب المصحفي من السور المدنية، و منها ظهر الفرق بين منهج الوحى المكي، حينما كان المسلمون أفرادا، لاتجمعهم رابطة، و لا تؤلف بينهم هيئة، حينماكانوا يدعون إلى تطهير العقيدة في الله، و الرسالة ، و اليوم

الاخر. و منهج الوحي المدني حينما صاروا أمة ذات نظام خاص، و تشريع خاص، و حياة لهاشعارها الذي يميزها عما سواها.

و كذلك وازنا بين سورة الأنعام، و بين سور أخرى مكية اشتركن معها في الافتتاح بإثبات الحمدلله، و استحقاقه وحده الثناء و التقديس.

وكذلك وازنا بينها و بين سورة الأعراف التي تأتي بعدها في الترتيب المصحفي، و منها ظهر ان منهجها فاصلة في الدعوة إلى أصول الدين، يخالف منهج سورة الأعراف في تلك الدعوة؛فهي تعتمد الحجة و التوجيه العقلي إلى النظر في الكائنات: أرضها و سمائها، و نباتها و حيوانها؛ و الاعراف تعتمد على ذكر المثلات الماضية و التحذير من عاقبة التكذيب التيأصابت الأمم السابقة.

ثم عرضنا صورة إجمالية للخطوط الأولي ألتى سلكتها في الدعوة إلى القضايا العالمية الكبرى، قضية توحيد الله في الخلق و الإيجاد، و التدبير والتصرف، و في العبادة و التقديس و في التحليل و التحريم، و قضية الوحي والرسالة، و ما أثاره القوم حول رسالة محمد عليه السلام، من الشبه التي كانوا يقصدون بها صد الناس عنالإيمان برسالته، و قضية البعث و الجزاء، و هنا عرضنا على سبيل الاستطراد إلى جملة من أساليب القرآن في البرهنة على تلك العقيدة.

و أخيرا، عرضنا لشىء من تصرفات القومفي التحليل و التحريم في الزرع و الحيوان ، على حسب الأهواء و الشهوات، التي كانت تمليها عليهم و ثنيتهم الضالة، و تدينهم الفاسد.

و عرضنا للشبهة العالمية التي تتراءىللناس في كل عصر و في كل مكان، من جهة مشيئة الله للشرك و المعاصي، و تجريدهم إياها في وجه من يدعوهم إلى الإيمان و الطاعة، و هي التي ذكرها الله تعالى بقوله (سيقول الذينأشركوا لو شاء الله ما أشركنا و لا آباؤنا و لا حرمنا من شىء) و بينا جهات الرد عليهم التي تضمنتها الايات.

هذا مجمل ما عرضنا له في الأعداد السابقة تصويراً لما اشتملتعليه سورة الأنعام.

أسلوبان بارزان للسورة:

أسلوب التقرير:

و يجدر بنا أن نلفت النظر إلى أن السورة عرضت ما عرضت في أسلوبين بارزين لانكاد نجدهما بتلك الكثرة في غيرها من السور، فهي تورد الأدلة المتعلقة بتوحيد الله و تفرده بالملك و التصرف، و القدرة و القهر، في صورة الشأن المسلّم، الذي لا يقبلالإنكا أو الجدل، و تضع لذلك ضمير الغائب عن الحس، الحاضر في القلب، و تجري عليه أفعاله و آثار قدرته و نعمته البارزة للعيان، و التي لا يماري قلب سليم في أنه مصدرها ومفيضها و صاحب الشأن فيها: (هو الذي خلقكم من طين ثم قضى أجلا ًو أجل مسمى عنده، ثم أنتم تمترون، و هو الله في السموات و في الأرض، يعلم سركم و جهركم و يعلم ما تكسبون) (و هوالقاهر فوق عباده و هو الحكيم الخبير) (و هو الذي يتوفاكم بالليل و يعلم ماجرحتم بالنهار) (و هو الذي خلق السموات و الأرض بالحق و يوم يقول كن فيكون، قوله الحق و له المك). (وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر) (و هو الذي أنشأكم من نفس واحدة فمستقر و مستودع) (و هو الذي أنزل من السماء ماء فأخرجنا به نبات كل شىء) (و هو الذيأنشأ جنات معروشات و غير معروشات) (و هو الذي جعلكم خلائف الأرض و رفع بعضكم فوق بعض درجات).

هذا هو أحد الأسلوبين.

أسلوب التلقين:

أما الأسلوب الثاني فهو أسلوبتلقين الحجة و الأمر بقذفها في وجه الخصم حتى تأخذ عليه سمعه، و تملك عليه قلبه، و تحيط به من جميع جوانبه فلا يستطيع التفلت منها، و لا يجد بداً من الاستسلام لها؛ ففي حججالتوحيد و القدرة: (قل لمن ما في السموات و الأرض؟ قل لله، كتب على نفسه الرحمة) . (قل أغير الله أتخذ وليا فاطر السموات و الأرض و هُو يَطعِم و لا يطعَم؟ قل إني أمرت أن أكونأول من أسلم). (قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم)

(و قالوا لو لا نزل عليه آية من ربه، قل إن الله قادر على أن ينزل آية ولكن أكثرهم لايعلمون)(قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله أو أتتكم الساعة، أغير الله تدعون إن كنتم صادقين؟ ) (قل أرأيتم إن أخذ الله سمعكم و أبصاركم و ختم على قلوبكم، من إله غير الله يأتيكم به؟)(قل أندعو من دون الله ما لا ينفعنا و لا يضرنا).(قل أغير الله أبغي ربا و هو رب كل شىء).

و في حجج الوحي و بيان مهمة الرسول، و أن الرسالة لا تنافي البشرية، و في إيمانالرسول بدعوته و اعتماده فيها على الله، و عدم اكتراثه بهم، أو انتظار الأجر منهم: (قل أى شىء أكبر شهادة؟ قل الله شهيد بيني و بينكم) (قل لا أقول لكم عندي خزائن الله و لاأعلم الغيب و لا أقول لكم إني ملك، إن أتبع إلا ما يوحى إلي) (قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا و هدى للناس؟) . (قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون) (قل إني على بينة منربي وكذبتم به) (قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم) (قل إن صلاتي و نسكي و محياي و مماتي لله رب العالمين) (قل لا أسألكم عليه أجراً، إن هو إلا ذكرى للعالمين).

و في وعيدهمعلى التكذيب: (قل سيروا في الأرض ثم انظروا كيف كان عاقبة المكذبين) (قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله بغتة أو جهرة، هل يهلك إلا القوم الظالمون) (قل يا قوم اعملوا على مكانتكماني عامل فسوف تعلمون من تكون له عاقبة الدار) (قل انتظروا إنا منتظرون).

و في الرد عليهم في التحليل و التحريم من دون الله، و تفنيد شبهتهم في الشرك و آثاره ، و في بيانما حرم، خاصة في الطعام، و عامة في نظام الله: (قل آالذكرين حرم أم الأنثيين؟) (قل لا أجد فيما أوحي الى محرما على طاعم يطعمه، إلا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزيرفإنه رجس، أو فسقا أهل لغير الله به) (قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا؟) (قل فلله الحجةالبالغة) (قل هلم شهداءكم الذين يشهدون أن الله حرم هذا) (قل تعالوا أتل ما حر م ربكمعليكم).

سرمجيء السورة على هذين الأسلوبين:

هذان الأسلوبان: (هو كذا) و (قل كذا) ،قد تناوبا معظم ما تضمنته هذه السورة من الحجج و قضاياالتبليغ، و هما و إن جاءا من غيرها في سور القرآن، إلا أنهما و خاصة الأسلوب الثاني ، و هو أسلوب (قل كذا)، لم يوجدا في غيرها بهذه الكثرة التي نراها في هذه السورة، و همابعد ذلك، أسلوبان من أساليب الحجة القوية التي تدل على قوة المعارضين و إسرافهم في المعارضة، و أنهم بحالة تستوجب تلك الشدة التي تستخرج الحق من نفوسهم، و تدفعهم إليهدفعاً عن طريق الحجة التي تأخذ بالقلوب، عن طريق التحاكم إلى النظر العقلي، و إلى القضايا الفطرية التي لاتكلف الإنسان في إدراكها و الإيمان بها سوى الرجوع إلى الحسالباطن و شعور الوجدان فيلمس الحق في نفسه. و يراه في الافاق، و تلهمه به الفطرة المصونة من ظلمات المادة و الجمود، و الشهوة و التقليد.

و يدل الأسلوبان من جهة أخرى علىأنهما صدرا في موقف واحد، و إيحاء واحد، و في مقصد واحد، لخصم واحد بلغ من الشدة و العتو مبلغاً استدعى من القوي القاهر، الحكيم الخبير، تزويد المهاجم بعدة قوية تتضافرأسلحتها في حملة شديدة يقذف بها في معسكر الأعداء فتزلزل عمده، و تهد من بنيانه فيخضع للتسليم بالحق الذي يدعى اليه.

و من هنا كانت سورة الأنعام بين السور المكية ذاتشأن في تركيز الدعوة الإسلامية، تقرر حقائقها و تفند شبه المعارضين لها، و اقتضت لذلك الحكمة الإلهية أن تنزل - مع طولها و تنوع آياتها - جملة واحدة ، و أن تكون ذات امتيازخاص لا يعرف لسواها كما قرره جمهور العلماء.

و في ذلك يقول الإمام الرازي في أول تفسيره لهذه السورة:

(قال الأصوليون: امتازت هذه السورة بنوعين من الفضيلة: أحدهماأنها نزلت دفعة واحدة. و ثانيهما، أنه شيعها سبعون ألفاً من الملائكة) ثم قال و السبب في هذا الامتياز أنها مشتملة على دلائل التوحيد و العدل و النبوة و المعاد و إبطالمذاهب المبطلين و الملحدين).

و يقول الإمام القرطبي: (قال العلماء، إن هذه السورة أصل في محاجة المشركين و غيرهم من المبتدعين و من كذب بالبعثو النشور، و هذا يقتضي إنزالها جملة واحدة).

و بعد فهذه هي سورة الأنعام في جملتها، و في أسلوبها، و في مقارنتها بسواها، و فيما امتازت به عن غيرها، و منه يظهر أنه لامجال للقول بأن بعضها من قبيل المدني، و لا بأن آية كذا نزلت في حادثة كذا، فكلها جملة واحدة، نزلت بمكة لغاية واحدة، هي تركيز الدعوة بتقرير أصولها و الدفاع عنها، علىالوجه الذي رسمنا.

و لنأخذ في تفسير ما أردنا تفسيره من آيات هذه السورة، و هي آيات (الوصايا العشر) التي افتتح بها الربع الأخير منها:

قال الله تعالى:

(قل تعالواأتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا و بالوالدين إحسانا، و لا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم و إياهم، و لا تقربوا الفواحش ما ظهر منها و ما بطن، و لا تقتلواالنفس التي حرم الله إ لا بالحق، ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون، و لا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده، و أوفوا الكيل و الميزان بالقسط، لا نكلف نفسا ألاوسعها، و إذا قلتم فاعدلوا و لو كان ذا قربى، و بعهد الله أوفوا ذلكم وصاكم به لعلكم تذكرون، و أن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه و لا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله، ذلكموصاكم به لعلكم تتقون).

الوصايا العشر و مكانتها في الإسلام:

رسمت هذه الايات للإنسان طريق علاقته بربه الذي يرجع إليه الإحسان و الفضل في كل شىء (ألا تشركوا بهشيئا) و وضعت الأساس المتين الذي يبنى عليه صرح الأسر، التي تكوّن الأمة القوية الناجحة في الحياة: (و بالوالدين أحسانا) و سدّت منافذ الشر الذي يصيب الإنسان من الإنسان فيالأنفس و الأعراض و الأموال، و هى عناصر لابد لسلامة الأمة من سلامتها (و لا تقتلوا أولادكم) (و لا تقتلوا النفس) (و لا تقربوا مال اليتيم). ثم ذكرت أهم المباديء التي

تسمو بالتزامها و المحافظة عليها الحياة الاجتماعية الفاضلة (و أفوا الكيل و الميزان) (و إذا قلتم فاعدلوا) (و بعهدالله أفوا) - و ختمت بأن هذهالتكاليف، و تلك المباديء، هي الصراط المستقيم ، بعث به محمد، يبينه و يدعو اليه ، كما بعث به جميع الرسل السابقين.

و قد أطلق العلماء عليها اسم (الوصايا العشر) نظراًلتذييل آياتها الثلاث بقول الله (ذلكم وصاكم به). و قد روي عن ابن مسعود أنه قال: من سره أن ينظر إلى وصية محمد التي عليها خاتمه فليقرأ هؤلاء الايات (قل تعالوا أتل ما حرمربكم عليكم - إلى قوله - لعلكم تتقون) و عن عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم) (أيكم يبايعني على هذه الايات الثلاث؟ ثم تلا (قل تعالوا أتل ماحرم ربكم عليكم … الخ) ثم قال: فمن و فى بهن فأجره على الله ، و من انتقص منهن شيئاً فأدركه الله في الدنيا كانت عقوبته، و من أخره إلى الاخرة كان أمره إلى الله ، إن شاءآخذه، و إن شاء عفا عنه).

و روي عن على بن أبي طالب (رضى الله عنه)، قال: لما أمر الله نبيه (صلى الله عليه و آله و سلم) أن يعرض نفسه على قبائل العرب، خرج إلى منى، وأنا و أبوبكر معه، فوقف رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم) و سلم على منازل القوم و مضاربهم. فسلم عليهم و ردوا السلام ، و كان في القوم مفروق بن عمرو، و هانيء بنقبيصة، و المثنى بن حارثة، و النعمان بن شريك. و كان مفروق أغلب القوم لسانا، و أو ضحهم بيانا، فالتفت إلى رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم)، و قال له: إلام تدعويأخا قريش؟ فقال النبي (صلى الله عليه و آله و سلم): أدعوكم إلى شهادة أن لا أله الا الله وحده لا شريك له، و أني رسول الله، و أن تؤوني و تنصروني و تمنعوني حتى أؤدي حقالله الذي أمرني به، فان قريشاً قد تظاهرت على أمر الله، و كذبت رسوله و استغنت بالباطل عن الحق، و الله هو الغني الحميد، فقال له مفروق: و إلام تدعو أيضاً يأخا قريش؟ فتلارسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم) (قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم … الايات الثلاث) فقال له

مفروق، و إلام تدعو أيضاً يأخا قريش؟فوالله ما هذا من كلام أهل الأرض و لو كان من كلامهم لعرفناه ، فتلا رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم) (إن الله يأمر بالعدل و الاحسان … الاية، فقال له مفروق:دعوت و الله يا قرشي إلى مكارم الأخلاق و محاسن الأعمال، و قد أفك قوم كذبوك و ظاهروا عليك.

و قال هانيء بن قبيصة: قد سمعت مقالتك و استحسنت قولك يأخا قريش، و يعجبني ماتكلمت به، فبشرهم الرسول - إن هم آمنوا - بأرض فارس و أنهار كسرى، فقال له النعمان: اللهم و إن ذلك لك يأخا قريش، فتلا رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم) (إنا أرسلناكشاهداً و مبشراً و نذيراً و داعياً إلى الله بإذنه و سراجاً منيراً) ثم نهض رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم).

هذه مكانة آياتنا الثلاث، و هذا مبلغ تأثيرها فينفوس العرب، أهل الجاهلية كما نقول. و كيف لا تكون لها تلك المكانة، و قد جمعت بأسلوبها الاخذ بالقلوب، أصول الفضائل و عمد الحياة الطيبة التي تنبع من الفطر السلمية، والتي دعا إليها كل رسول، و نزل بها كل كتاب، و أيدها كل اجتماع.

مجيئها بأسلوب السورة التلقيني كنتائج بعد المقدمات:

نزلت هذه الوصايا العشر على النبي (صلى اللهعليه و آله و سلم)، لا نكاد نعرف شيئا من تعاليم القرآن و أحكامه نزل بمثله، فقد بدأت بكلمة (قل) و البدء بكلمة (قل) على وجه العموم - كما قلنا و كما يظهر من تتبعها فيالقرآن - يدل على نوع خاص من العناية و الاهتمام بالإرشاد أو الإرشادات التي سيقت بها: (قل أعوذ برب الفلق) (قل أعوذ برب الناس) (قل من يكلؤكم بالليل و النهار) (قل لن ينفعكمالفرار إن فررتم) (قل إنما بشر مثلكم) (قل يحييها الذي أنشأها أول مرة) … الخ.

و البدء بكلمة (قل) و إن كان كثيرا في القرآن، و تحظى منه سورة الأنعام دون غيرها من السوربالنصيب الأكبر، إلا أنه في هذه الوصايا العشر، قد جاء بعد أن سبحت السورة سبحا طويلا في حجاجها القوي و براهينها القطعية التي تكون هذه الوصايا نتيجة حتمية لما أثبتتهتلك البراهين و دلت عليه من حقيقة

هذا التشريع و صدوره عن العليم بطيات النفوس و دخائلها، الخبير بما يصلحها و ما يفسدها، و لذلك كانت لهاوقع النتائج بعد المقدمات، و المقاصد بعد الوسائل، و الغايات بعد البدايات.

و من جهة أخرى قد اقترن هذا الأسلوب بجملة من دلائل العناية و الأهمية، ترشد إليها كلماتهاو دلالتها. و بذلك كان هذا الأسلوب، الأسلوب الوحيد الذي انفرد به بيان تلك الوصايا، كما انفردت الوصايا نفسها بما لها من المكانة الكبرى في السمو بحياة الفرد و حياةالمجتمع.

هدى جامع، في أسلوب بارع:

و لتصحبني قليلا في النظر إلى كلمات (تعالوا) (أتل) (ما حرم ربكم عليكم) فكلمة (تعالوا) تتضمن إرادة تخليص المخاطبين و رفعتهم منانحاطط هم فيه، إلى علو يراد لهم، و يدعون إليه، و تدل في الوقت نفسه على طلب المتكلم إقبالهم عليه، و انضمامهم تحت لوائه، فتتحد و جهتهم و لا تذهب بهم الأهواء و السبل فيمناحي الغي و الفساد، و ليس من ريب في أن هذا أسلوب قد قرت في النفوس قوته: يقرب البعيد ، و يؤلف النافر، و يشعره بمعاني العطف و المحبة و الرحمة، و قد امتن الله على نبيه أنهداه في الدعوة إلى اللين و الرحمة، و أشار إلى الأثر الطيب الذي يحدثه ذلك: الأسلوب من إقبال الناس عليه، و استجابتهم له، و التفافهم حوله (فبما رحمة من الله لنت لهم، و لوكنت فظاً غليظ القلب لا نفضوا من حولك) ثم أمر به في كتابه و حث عليه كل من يتصدى للدعوة اليه سبحانه (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة و جادلهم بالتي هى أحسن) (و لاتستوي الحسنة و لا السيئة ادفع بالتي هي أحسن، فإذا الذي بينك و بينه عداوة كأنه ولي حميم).

الترفق في الخطاب أولى في الموعظة:

و جدير بمن يتصدى لدعوة الناس إلىالخير و حثهم على الفضيلة أن ينهج في دعوته و توجيه خطابه، هذا الأسلوب الذي يجمع و لا يفرق، و يؤلف

و لا ينفر، و أن يعمل جاهداً في تطهيرأسلوبه من الكلمات الجافة المنفرة التي تحمل العنف و الغلظة، أو الشتم و التجهيل، أو تسجل على السامعين - و هم مؤمنون- ضياع الدنيا و الاخرة، و استمراء المعاصي و الفسوق،إلى غير ذلك مما يجرح الصدور، و يذهب بأمل الناس و رجائهم في عفو الله و مغفرته، أو يجعل قلوبهم في أكنة مما يدعوهم إليه.

و في الاقتصار على التلاوة (أتل) إيحاء قويلتقدير المتكلم مكانة المخاطبين، و ارتفاعهم إلى درجة لا تكلفه في لفت الأنظار إلى ما يقول أكثر من أن يتلو عليهم، فهم عنده بعقلهم، و حسن استعدادهم لقبول الحق، حريصونعلى أن يسمعوا، و حريصون على أن يعملوا بما يسمعون، فاقتصر على أن يتلو عليهم، دون أن يكلفهم شيئاً ما حتى السماع، فضلا عن التنفيذ، و كأنه قدر أن السماع و التنفيذ مماتكفله فطرهم السليمة، دون حاجة إلى أن يؤمروا به، أو يطلب منهم، و هذا غاية في اللطف، و غاية في التكريم، و غاية في حسن الموعظة و توجيه الخطاب.

توجيه الدعوة باسمالربوبية من بواعث قبولها:

(تعالوا أتل) ماذا أتلوا؟ (أتل ما حرم ربكم عليكم) و عنوان الربوبية، تشع من جوانبه نعم الخلق و التربية، و الفضل و الإحسان، و الهداية إلىطرق الخير و السعادة، و إذا كان الرب هو الذي يحرم، فهو لا يحرم بمقتضى ربوبيته؛ منبع الخير و الإحسان، إلا ما يخرج عن الفطر، و يفسد العقول، و يحدث العداوة، و يشيعالمظالم، و يقطع الأرحام. و ما أروع الخطاب بعنوان الربوبية، ففيه إحياء الشعور بالضعف أمام القوة، و بالذلة أمام العزة، و بالحاجة أمام الغنى، و فيه إحياء الشعور بمحبةالرب و عطفه و رحمته، و إحياء الشعور بقوة الرجاء في التقبل و استجابة الدعاء.

و قد كان عنوان الربوبية لذلك شعار الأنبياء و المؤمنين في دعائهم لربهم، و دعوتهملأممهم، فإبراهيم يقول (ربنا تقبل منا) (ربنا و اجعلنا مسلمين لك) (ربنا و ابعث فيهم رسولا منهم) (ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع

عندبيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم و ارزقهم من الثمرات) (ربنا إنك تعلم ما نخفي و ما نعلن) (إني مهاجر إلى ربي). و عيسى يقول (إن الله ربي وربكم فاعبدوه) (اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء) و شعيب يقول (ربنا افتح بيننا و بين قومنا بالحق) و موسى يقول (رب اشرح لي صدري و يسر لي أمري). و في دعوة الأنبياءلأممهم (أبلغكم رسالات ربي) و في دعوة محمد (ذلكم الله ربكم فاعبدوه) و في الإرشاد إلى دعاء الله (أدعو ربكم) (ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا) (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة) (ربنا و لا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ، ربنا و لا تحملنا ما لا طاقة لنا به) (ربنا فاغفرلنا ذنوبنا و كفر عنا سيئاتنا و توفنا مع الأبرار).

و هكذا كان عنوان الربوبية على لسان الأنبياء و المرسلين، و هكذا أحست الفطرة النقية التي لم تدنسها الأهواء و لم تطمسها الظلمات بروعته، و دلالته القوية على معانىالرحمة و العطف و الإمداد، و هكذا اتخذ وسيلة في استمطار الرحمة و تفريج الكرب، و تليين القلوب النافرة المعرضة و صار الالتجاء به الى الله، المنقذ الذي لا يجد الإنسانسواه حينما يعجز عن تفريج مصابه، فلا يجد بدا من أن يقول: يا رب، يا رب، فتكون بردا و سلاما على قلبه، يملؤه بالأمل، و يشعره بمصدر الرحمة، فتقوى عزيمته في مكافحة ما ألمبه، و صار كذلك في نزعة الفطر، السلاح القوي الذي يجرده الضعيف في وجه الظالم المتجبر، يستنصر بعظمته، و يهدد بسلطانه، فيكون للتهديد به أثره في وجه المعتدي الجبار.

وهكذا يجب أن يكون عنوان الربوبية، أسلوب الوعظ الذي يرجى نفعه، و سبيل التذكر للتخلص من غطرسة المتغطرسين، و جبروت المتكبرين، و سبيل النعمى بسكينة الإيواء إلى الرءوفالرحيم.

أوامر و نواه واضحات و إن تكلف الصناعيون:

(تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم) و تلاوة ما حرمه الله، قراءة الايات المشتملة على الأشياء المحرمة، و اشتمالهاعليها، تضمنها إياها، و إرشادها إليها.

و للايات في هذا الإرشاد طريقان:

أحدهما: أن يذكر المحرم نفسه مقترنا بأداة النهي و التحريم، و ذلكحيث يكون الضرر مترتبا على فعله ، و منه في آياتنا هذه، الشرك بالله، و قتل النفس و الأولاد، و قربان الفواحش و مال اليتيم.

و ثانيهما: أن يذكر المحرم بذكر مقابله و هوالذي يترتب الخير على فعله، و منه في الايات: الإحسان إلى الوالدين، و إيفاء الكيل و الميزان، و العدل في الأقوال ، و الوفاء بالعهود.

و قد جاءت كل وصية من هذه الوصايا،بالوجه الذي يدل على مناط الخير فيها، فمناط الخير في الأول، ترك المحرمات، فلا شرك، و لا قتل … الخ فذكرت منهيا عنها، و مناط الخير في الاخر فعل ما يقابل المحرم،الإحسان و الإيفاء، و الوفاء، و العدل، فذكرت مأموراً بها، و هكذا يكون الأسلوب الحكيم الذي يتحسس موضع الحاجة و منشأ الخير في التكاليف.

و لعلنا بهذا البيان نستريح ونريح من عناء التخريج الصناعي و اللفظي الذي شغل الناس، و شغلنا عن روح القرآن و هدايته.

تحليل علمي للوصايا العشر:

الإشراك بالله:

(ألا تشركوا به شيئاً)الإشراك بالله، هو أن يتخذ له سبحانه شريك فيما هو من خصائص الألوهية، و هي السلطة الغيبة المهيمنة وراء الأسباب و السنن، و التي بها يتعلق الرجاء في الحصول على المحبوب،أو دفع المكروه؛ فهذه السلطة، لله وحده، خالق المحبوب و المكروه. خالق الأسباب و حاكمها و مدبرها، و ليست أو ليس منها شىء لأحد سواه، لا بطريق الذات ، و لا بطريق المنح والعطاء، حتى يصح أن يُد°عى أو يتجه إليه بالخوف أو الرجاء. و على هذا فمن اعتقد أن شيئا من هذه السلطة لغير الله ، فقد أشرك بالله. و كان في الوقت نفسه مؤمنا بالله. و من هناكان الشرك بالله مقتضيا للإيمان بالله، و في ذلك يقول الله (و ما يؤمن أكثرهم بالله إلا و هم مشركون).

و الشرك بالله على هذا، غير انكارالربوبية و الألوهية، الذي يرجع إلى إنكار مبدأ هذه السلطة على الإطلاق، و بعبارة أخرى، إنكار أن تكون سلطة غيبية وراء هذه المادة، لها تصرف و اتصال تدبيري بهذا العالم. ومقتضى هذا الإنكار المطلق: اعتقاد أن هذا الكون قديم بعناصره الأولى، و أن مركباته و سيره و نموه ، تحصل بتفاعل هذه العناصر، و بما فيها من القوى الطبيعية التي لا علم لها،و لا حكمة لها، و لا هدف لها، و مقتضاه أيضا أن العالم لا يصل ألى العدم المطلق، و أنما يتقلب في التحلل و الالتئام، و الاجتماع و الافتراق، و الارتفاع و الانخفاض، منالأزل إلى الأبد بقواه المكتومة . دون أن يكون له مدبر حكيم، مهيمن خبير، له السلطان المطلق في أيجاده، و في إبقائه، و في إفنائه.

الشرك الذي اهتم القرآن و جميعالأنبياء بمحاربته:

و إذا كان الشرك بالله على المعنى الأول الذي يقتضي الاعتراف بمبدأ السلطة الغيبية محرماً و أول المحرمات، و أكبر الكبائر؛ كان الشرك بالمعنىالثاني أشد تحريماً ، و أكبر جرماً و أعظم كفرا. و القرآن في أكثر آيات التوحيد و الإيمان لم يعرض لهذا النوع الثاني لأن جحود الربوبية جحوداً مطلقاً، ليس من فطرة الإنسان، و لا مما يساعده في البقاء عليه شىء في الكون. و لذلك كثيرا ما يحكي القرآن عن المشركين اعترافهم بالربوبية، مبدأ السلطة الغيبية: (و لئن سألتهم من خلق السموات و الأرضليقولن الله)( فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين) (و إذا مس الناس ضر دعوا ربهم منيبين إليه، ثم إذا أذاقهم منه رحمة إذا فريق منهم بربهم يشركون).

و على هذاكانت دعوة الرسل موجهة إلى عبادة الله وحده، و إلى محاربة الذين أشركوا معه غيره فيما هو من خصائص الألوهية. و قد اتخذ القرآن في أكثر آياته التي وجه بها دعوة التوحيدإيمان القوم بالربوبية سبيلا إلى إلزامهم بالألوهية (يأيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم و الذين من قبلكم لعلكم تتقون) (يأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة).

و في سورة الأنعام بعد أن ذكر لهم دلائل الربوبية قال (ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو خالق كل شىء فاعبدوه و هو على كل شىء وكيل).

و قد تنوعتالشركاء عند المشركين في جميع الأعصار، حسب تنوع الأسباب التي أفسدت عليهم تصورهم لمعنى الألوهية و العبادة، و أوقعتهم في الشرك و الضلال، و طمست عليهم سبيل الفطرة التيفطر عليها الإنسان، تنوعت الشركاء، فكان منها الجسم العظيم، يفيض أسباب الحياة و الحس و الحركة على الإنسان و الحيوان و النبات، و بذلك عبدت الشمس، و القمر، و النيل، والنار. و من هذا السبيل، أو ما يشبهه عبدت المرأة و البقرة، لما رأوا في الأولى من النسل و الولادة، و في الثانية من الحرث و الزراعة. و كان منها احياء قر في النفوس أن لهمقرباً معنوياً من الله، فاتجه إليهم بالعبادة و الدعاء و الاستغاثة. و بذلك: عبدت الملائكة و الأنبياء، و قربت القرابين للأولياء، و نذر و ذبح بأسمائهم، (و لقد جئتمونافرادى كما خلقناكم أول مرة، و تركتم ما خولناكم وراء ظهوركم، و ما نرى معكم شفعاءكم الذين زعمتم أنهم فيكم شركاء، لقد تقطع بينكم، و ضل عنكم ما كنتم تزعمون).

و لقد ضعفإدراك قوم، و ضاق عقلهم عن أن يعبدوا غير مرئي لا تدركه الأبصار فتخيلوا عظمة المعبود في شىء مادي يصنعونه بأيديهم في تمثال نحتوه، أو شكل رسموه، ثم عبدوا و تقربوا إلى مانحتوا أو رسموا (و إن تدعهم إلى الهدى لا يسمعوا و تراهم ينظورن إليك و هم لا يبصرون).

الشرك بمختلف ألوانه شذوذ في الإنسانية:

و الشرك بجميع أسبابه و صوره و ألوانه،شذوذ في الإنسانية، و نوبة مرضية تلحق العقل البشري فتجعله يتخبط في عبادته و تدينه، و ليس الشرك ظاهرة انحراف و آية شذوذ خاصة بزمن محمد، و لا بقوم محمد، و لا بعبادةالأحجار و الأصنام ، و لا بعبادة الشمس و القمر، و إنما هي ظاهرة تسوخ جذورها، و تمتد عروقها في جوف الإنسانية الفاسدة اللاهية ما دامت تخطو على جسر هذه الحياة، إلى أن تقعفي دائرة الحياة الأخرى، حياة النعيم أو الجحيم.

و إن أشد أنواع الشرك بالله، لهو الشرك الذي يخرج الإنسانية من مكانتها و ينزل بها كأنما خرت منالسماء فتخطفتها الطير، أو هوت بها الريح في مكان سحيق، هو شرك الهوى و الغي، شرك الأثرة و الانحلالية، شرك الوهم و الخيال، شرك الضغط ينزل بالضعيف من القوي، و بالفقير منالغني، شرك الاستكانة و الذلة و المهانة (أفرأيت من اتخذ إلهه هواه و أضله الله على علم و ختم على سمعه و قلبه و جعل على بصره غشاوة).

أليس كل ما ذكرت شركا؟ أليس كل شركمما ذكرت آخذاً طريقه إلى واحد منا أو إلى طائفة من طوائفنا؟ دعني من كلمة (الإيمان بالله) فنحن قد نكون حقا مصدقين بوجود الله. ولكن الإيمان بالله شىء وراء التصديقبوجوده، شىء وراء اعتقاد أنه الخالق للكون، فقد كان القوم إذا سئلوا من خلق السموات و الأرض؟ قالوا: خلقهن العزيز العليم. إن معنى الإيمان بالله امتلاء النفس بسلطانه ، وأنه الموجه، و أنه الحاكم، و أنه المدبر، و أنه صاحب الأمر الذي يطاع، و أنه راسم المنهج الذي يتبع (قل إن صلاتي و نسكي و محياي و مماتي لله رب العالمين، لا شريك له و بذلكأمرت و أنا أول المسلمين). أو ليس قد سجل الله على هؤلاء - مع اعتقادهم أنه الخالق - أنهم مشركون؟ و إذا كان الإيمان يجلو نوره ما غشاه من شرك الهوى و ما كان به أصحابه في حكمالله مشركين، و كان الشرك أول المحرمات في وصايا الله، فيا ويلنا و قد فشا فينا الشرك بالله، و اتخذنا له ألواناً و ألوانا: الرياء في عبادة الله شرك بالله، الإعراض عن شرعالله شرك بالله، التفريق بين جماعة الموحدين بالله شرك بالله، موالاة أعداء الله الساعين في أرض الله بالفساد، شرك بالله، الضن على عباد الله بنعم الله، شرك بالله،الإعتماد على شفاعة الشفعاء في مغفرة الذنوب، دون عمل و لا رجوع إلى الله وحده شرك بالله، الخنوع للجبارين الطغاة و إهمال أوامر الله في مكافحتهم و رد طغيانهم، شرك بالله، نفاق الفرد للفرد، و نفاق الفرد للجماعة، و نفاق الجماعة للفرد، شرك بالله، (و ما يؤمن أكثرهم بالله إلا و هم مشركون).

أما بعد فيأيها المسلمون، (تعالوا أتل ما حرمربكم عليكم، أن لا تشركوا به شيئا). و إلى اللقاء في العدد القادم إن شاءالله.

/ 1