منهج الجدید و الصحیح فی الحوار مع الوهابیین نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

منهج الجدید و الصحیح فی الحوار مع الوهابیین - نسخه متنی

عصام علی یحیی العماد

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



كلمة المؤسسة



بين يدي الحقيقة:



إنَّ بين يدي الحقيقةِ مسافاتٍ من الشوق تستهوي عشّاق النُّور، فينطلقون نحوها يبتغونَ فضلاً من الله ورضواناً.



على أنَّ هذه المسافات دربٌ ملؤه منعطفاتٌ وظروفٌ لا يُحسنُ خوضها إلا مَنْ أُوتي حظاً مِنْ قلبٍ صبور، ونصيباً من عقلٍ شجاع..



وإنَّ هذا السَّفر المضني لحقيق بأنْ يكسرَ أشرعةً لم تُعدّ حقَّ الإعداد لهكذا مشوار عصيب. إذنْ؛ لِيُهيِّئْ عُشّاقُ النُّور ومسافرو هذا الدرب ما يعينهم على خوض الغمار وإتمام المسير، حتى لا تنكسر أشرعتُهم في وسط البحر المصطَفِق..



وهذا المشوار ـ وإنْ كُنَّا وسمناه بـ ((مسافات الشوق)) ـ فإنَّه مشوارٌ للعقلِ والعلم، لامكان فيه لإعمال المشاعر القلبية، وإيحاءات الميول العاطفية. وذلك أمرٌ غنيٌّ عن البيان حيث الكلام عن طلب الحقيقة والتعرّف عليها، وهو أجلى وأوضح حيث الكلام عن تيارات الفرق الإسلامية، وحيث البحث عن تمييزِ المحُقّ من المبُطل..



وقد يكون من نافلة القول أنْ نتحدَّث عمّا يتّصل بالحقيقة والوصول إليها وما يتطلبه ذلك من أدوات، ذلك أننّا بين يدي مثال حيٍّ لذلك كلِّه؛ هو هذا الكتاب ((المنهج الجديد والصحيح في الحوار مع الوهّابيين))، فمن المناسب إذنْ أنْ نستلهم حديثنا المقتضب مِنْ غُضُونه، ونستقرئ أطراف الحديث من طيات صحائفه...



بين يدي الـمؤلفّ والكتاب:



إنَّ مما يعطي البحث العلمي مصداقيَّته وقيمته؛ أنْ يكون بقلمٍ ذي اختصاص في مضمار ذلك البحث، ويزيده قيمةً إلى قيمته أنْ ينطلق مِن أُفُق التجربةِ التطبيقية. وقد تجلّى هذان الجانبان (الاختصاص والتجربة) بأحسن صورهما في مؤلفنا سماحة ((د. السيد عصام العماد)) ـ حفظه الله تعالى ـ، فقد عرف المجتمع السُّني والشِّيعي شخصية عُنيتْ بجانب الدراسات الإسلامية، وقدَّمَتْ من عمرها نصيباً وافراً في الاشتغال بالعلوم الدينية، وهو ـ سماحة المؤلّف حفظه الله تعالى ـ ينطلق في كل ذلك من آفاق تجربته النفيسة في عالم اكتشاف الحقيقية..



فهو ذلك السني المتشدّد (الوهابي) الّذي استطاع أن يتحرَّر من كهف الوهابية ـ بكل ما يحمله ((الكهف)) مِن معاني الظُّلمة والحَجَرية، ليٌحلِّق إلى رحاب أهل البيت عليهم السلام، ويرتبط بالطيبين الطاهرين فكراً وعقيدةً، بعد أن كان مرتبطاً بهم في انتمائه النَّسَبي الشريف، مارًّا في ذلك كلِّه بتجربة علمية ناضجة سيحدثنا عنها في طيات كتابه هذا...



وجديرٌ بالذكر أن تجربة سماحة السيد المؤلف تتميز بتلون خاص في أطوارها ومراحلها، فقد عرفه الشارع السُّنّي إماماً لأحد مساجد مدينة ((صنعاء)) ومُدرِّساً فيه، وهو طالب العلم الذي حضر عند كبار علماء الوهابية في بلاد اليمن؛ منهم: ((القاضي أحمد سلامة)) و((العلامة محمد بن اسماعيل العمران))، و((الدكتور عبد الوهاب الديلمي))، ثمَّ هو من طلاّب قسم الحديث بجامعة الامام محمد بن سعود في الرياض، وقد كتب له أيضاً أنْ ينال نصيباً من الحضور عند مفتي المملكة ((الشيخ ابن باز)).



وينتهي الأمر بصاحبنا إلى تَبنِّي خط فكري متشدِّد، وإلى اتخاذ موقف مُتطرِّف بالتشبة إلى مذهب الشيعة الإمامية على وجدِ الخصوص!.



إلاّ أنّ (الله وليُّ الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور...).



وإلاّ أنّ (الله يفعل مايريد).



ويذوبُ قلب ذلك الوهابي المتشدِّد، وينصهر هذا الرجل المُحبّ لله تعالى في بُوتقة الحقيقة التي تبدتْ له خيوطها النورية، ويكتشف أوّل خلل في المنهج السني في التعامل مع علم الجرح والتعديل، ويَتحسَّسُ شواهد خروج القوم عن منهج الوسطية الذي يؤمنُ به، ليكون ذلك أول بصيصٍ مِن النور، وبدايات الاستبصار.



وإنْ كُنّا لا نتحدث عن ذلك إلا على سبيل الإشارة؛ فلأن سماحةّ المؤلّف ـ حفظ الله ـ قد بين أكثر ذلك في كتابه، وحكى لقارئه طرفاً من قصّة مشواره العظيم في أكثر من موضع فيه..



ولا ينبغي لنا أنْ نُغْفلَ في حديثنا المقتضب أمراً آخر لا يقلّ أهمية عن جمع ما ذُكر؛ هو هذا الهدف السامي الذي يتحرك سماحة السيد المؤلف ـ حفظ الله ـ وهو نصب عينيه، لا تحيدان عَنهُ قيد أنمله، نعني السعي إلى توحيد السف الإسلامي، أو ما نعبّر عنه بـ ((الوحدة الإسلامية))، وهو ما يبدوا جلياً لكلّ من تصفح هذا الكتاب، بل هو أمرٌ معروف عن سماحة السيد العماد في كل ما يطرحه ويتبناه، ويبدوا ذلك واضحاً لمن امتحن سماحة السيد في محاضراته ومناظراتهٍ، خصوصاً على برامج الشبكة العالمية (الانترنت).



وما أحوجنا إلى تأصيل ذلك ـ نعني فكر الوحدة الإسلامية ـ في كلِّ ما نتبنّاه من فكر ومنهج، فعسى الله أن يرزقنا بذلك لَـمَّ الشَّعَث وشَعْب الصدع، ولعلَّنا حينئذٍ نقوى على ردِّ كيد أعدائنا أعداء الأمّة الإسلامية، ولنطمع حينئذ في إعلان كلمة الله سبحانه وتعالى، وتثبيت راية الحقّ في هذه البسيطة.



أمَّا الكتاب فلا نرى مِن حاجةٍ إلى أنْ نتكلم ونبسط الحديث عنه؛ فإنّا نحسبُه قد نطق فأحسن البيان عنْ كُنْهه. وإذا كان ثمَّة جانب يُتَكلَّم عَنْه في هكذا مقامٍ فإنّما هو مدى ما يلتزم به صاحب الكتاب من منهج علمي، ومدى ما يتوخّاه مِن موضوعيةٍ في ما يتناوله مِنْ مادّةٍ في كتابه.. بيد أنّ الحديث كذلك ـ ها هنا ـ ليُعدُّ من نافلةِ القول بعد أنْ سمّى سماحة السيد المؤلف كتابه بـ ((المنهج الجديد والصحيح...))، فهو ـ الكتاب ـ منهج كلُّه، فلم يبقَ إذنْ إلا أنْ نطالع الكتاب لننظر إلى أيِّ مدىً كان كاتبه موفقاً في رسم المنهج الذي سمّى به الكتاب.



فأمّا نحنُ فقد قرأنا الكتاب، ووجدنا سماحة الدكتور العماد موفّقاً إلى حدٍّ غير يسير في اختيار منهجه وعرضه بأحسن ما أمكن.. وهذا دور القارئ الكريم..



فليَمْضِ إذنْ على بركة الله.



(والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإنَّ الله لمع المحسنين) العنكبوت (69)

والحمد لله رب العالمين.



مؤسسة الكوثر للمعارف الإسلامية



قم المقدسة



14 ربيع الأول 1423 هـ



27 / 5 / 2002 م










الإهداء




إلى والدي العلامة (علي يحيى العماد) الذي نهلت من علمه ومن أخلاقه..




إلى ذلك الاب العظيم الذي عاش الإسلام حقيقةً وواقعاً لا خيالاً وآمالاً..




إلى ذلك الأب العظيم الذي انبثقت سيرته وأخلاقه من كتاب الله الكريم..




إلى ذلك الأب العظيم الذي جاهد باسم الله من أجل حل مشكلات المسلمين ومن أجل أن ينشئ أبناءً يبتعدون عن الظلمات ويعيشون في ظل آيات الكتاب المبين...




اليك أُقدم هذا العمل.




ابنك: عصام





/ 153