تأويل الايات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة تأليف الفقية المفسر و العلامة المتبحر السيد شرف الدين علي الحسيني الاسترابادي النجفي من مفاخر إعلام القرن العاشر الجزء الاول تحقيق و نشر مدرسة الامام المهدي عليه السلام ( قم المقدسة ) - 22 الطبعة الاولى : شهر ( القرآن ) رمضان المبارك سنة 1407 ه ق - 1366 ه ش .أمير - قم بسم الله الرحمن الرحيم الاهداء : إلى سدة مجدك يا رسول الله ، يا مبين تأويل آياته الباهرات الظاهرات .يا من أنزل الله عليك الكتاب - كتابا ، احكمت آياته ، متشابها مثاني - ( منه آيات محكمات هن ام الكتاب ، و اخر متشابهات ) .يا من اصطفاك الله رسولا للعالمين ، و اختصك بأحسن الحديث .يامن فضلت على المرسلين ، و اوتيت منه فضلا عظيما ، إذ قال تعالى : ( و لقد آتيناك سبعا من المثاني و القرآن العظيم ) ( 1 ) .يا من نزل ( عليك الكتاب تبيانا لكل شيء ، و هدى ، و رحمة ) ( 2 ) ( لتقرأه على الناس ) ( 3 ) لتتلو عليهم آياته ، تعلمهم الكتاب و الحكمة ( لتحكم بين الناس بما أراك الله ) ( 4 ) ، ( لتبين للناس ما نزل إليهم ) ( 5 ) ( لتبين لهم الذي اختلفوا فيه ) ( 6 ) .إليكم يا أهل بيت النبوة ، و موضع الرسالة ، يا أئمة الهدى ( الاثنى عشر ) يا من قرن الله طاعة رسوله و إياكم بطاعته ، و فرض علينا طاعتكم ، و عرفنا بذلك منزلتكم ، حيث قال جل و علا ( .أطيعوا الله و أطيعوا الرسول و اولي الامر منكم فان تنازعتم في شيء فردوه إلى الله و الرسول .ذلك خير و أحسن تأويلا ) ( 7 ) و قال تعالى ( و لو ردوه إلى الرسول و إلى اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم .) ( 8 ) .يامن أذهب الله عنكم الرجس و طهركم تطهيرا .يا من اصطفاكم لوراثة الكتاب ، و نشر الرسالة ، فقال عز و جل : ( ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا .) ( 9 ) .يامن آتاكم الله علم الكتاب كله ، حيث قال عز و جل : ( قل كفى بالله شهيدا بيني و بينكم و من عنده علم الكتاب ( 10 ) و أنتم قلتم - و قولكم الحق - : هامش ص 1 .1 ) الحجر : 87 .2 ) النحل : 89 .3 ) الاسراء : 106 .4 ) النساء : 105 .5 ، 6 ) النحل : 44 ، 64 .7 ، 8 ) النساء : 59 ، 83 ) .أنظر أيها القاري اللبيب لماذا كرر الله عز و جل في آياته كلمتي : ( أطيعوا ) و ( إلى ) في ( الرسول ) دون ( أولى الامر ) ؟ أ هو لضرورة لغوية ، أدبية ؟ أم لافادة الوحدة بين الرسول و آله : أولى الامر الذين هم العترة الطاهرة ؟ أم ماذا ؟ ( أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب ) فتدبر ، أو فاسأل به خبيرا .9 ) فاطر : 32 .10 ) الرعد : 43 ، و قال تعالى : ( قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك .النمل : 40 ) .أنظر : أين الذي عنده ( علم من الكتاب ) من الذي عنده ( علم الكتاب ) فتدبر .
(2)
( نحن الراسخون في العلم ، من عنده علم الكتاب ، نعلم تأويل الايات ) يا من أنزلكم الله منزلة رفيعة ، و جعلكم نقباء للنبوة ، بعدد نقباء بني إسرائيل ( 1 ) الذين أورثهم الله الكتاب ، يا من اختصكم الله بنبيه ، فجعلكم نفسه و أبناءه ، حيث قال تعالى : ( فقل تعالوا ندع أبناءنا و أبناءكم و نساءنا و نساءكم و أنفسنا و أنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنت الله على الكاذبين ) ( 2 ) .يا من قرنكم الرسول بكتاب الله حيث قال - و ما ينطق عن الهوى ، إن هو إلا وحي يوحى - : ( إني مخلف فيكم الثقلين : كتاب الله ، و عترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا من بعدي أبدا ) .فيا أبناء رسول الله ، و أولاد ريحانته ، و أقرباءه ، شعاركم ما قال تعالى فيكم : ( .آت ذا القربى حقه ) ( 3 ) و ( قل لا أسالكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) ( 4 ) صلى الله عليكم بما صبرتم فيما ارزيتم من أعدائكم ، و قلتم ( إنا لله و إنا إليه راجعون ) إليكم هذا الجهد المقل ، المتواضع ، راجين الاثابة يوم نلقاكم ، و أنتم لنا شفعاء و عنا راضون .و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .السيد محمد باقر الموحد الابطحي ( الاصفهاني ) هامش ص 2 .1 ) نظر كتابنا : المدخل إلى التفسير الموضوعي للقرآن الكريم ( آيات موسى ) قال تعالى : ( و لقد آتينا موسى الكتاب ، و جعلناه هدى لبني إسرائيل ، و جعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا و بعثنا منهم اثنى عشر ؟ قيبا ، و قطعناهم اثنتي عشرة أسباطا امما ) .ثم أنظر إلى قوله تعالى فيهم ( و لقد آتينا موسى الهدى و أورثنا بني إسرائيل الكتاب هدى و ذكرى لاولى الالباب ) غافر : 53 و 54 ثم إلى قوله : ( و الذى أوحينا إليك من الكتاب هو الحق .ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا .) فاطر : 31 و 32 .فتدبر ، و قارن بين آيات الله في موسى و نقباء بني إسرائيل ، و بين الرسول و وارث كتابه ، و أنصف أيها القاري الكريم .2 ) آل عمران : 61 .و القصة أشهر من أن تذكر ، و أنه صلى الله عليه و آله لم يدع على و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم السلام للابتهال إلى الله تعالى أما نصارى بني نجران .فيا أيها الغيارى انشدكم الله أين هؤلاء - الصفوة المنتجبة من العترة الهادية الذين هم نفس النبي الاكرم ، و أبناؤه - و أين .؟ ! ) الاسراء : 26 ، و الروم : 38 .4 ) الشورى : 23 .
(3)
3 بسم الله الرحمن الرحيم التعريف بالمؤلف الموالي لاهل البيت عليهم السلام : هو السيد الفاضل العلامة الزكي شرف الدين علي الحسيني الاسترابادي المتوطن في الغري .كذا وصفه فخر الامة المجلسي في البحار : 1 / 13 .و وصفه الحر العاملي في أمل الآمل : 2 / 131 ب ( كان فاضلا محدثا صالحا .) و في ص 176 ب ( عالم فقيه ) .و قال عنه الافندي في رياض العلماء : 4 / 66 ( فاضل عالم جليل زكي ذكي نبيل ، و هو من تلامذه الشيخ الاجل نور الدين علي بن عبد العالي الكركي ، المشهور صاحب شرح القواعد و غيره من المؤلفات ، و هذا السيد أيضا من أجلة العلماء .) و وصفه التستري في المقابس : 19 : ب ( العالم الفاضل الفقية الزكي ) .و قد عبر عن اسمه على النحو التالي : 1 - الشيخ شرف الدين بن ( 1 ) على النجفي ( 2 ) 2 - الشيخ شرف الدين علي الاسترابادي ( 3 ) 3 - السيد شرف الدين علي الحسيني الاسترابادي النجفي الغروي .( 4 ) و هذا ليس اختلافا في الحقيقة بل هي تعابير إجمالية أو تفصيلية موجهة .هامش ص 3 .1 ) من المحتمل قويا أن ( بن ) هو تكرار للمقطع الثاني من الد ( ين ) .2 ) أمل الامل : 2 / 131 ، إثبات الهداة : 1 / 28 ، رياض العلماء : 3 / 8 ، تنقيح المقال : 2 / 83 ، معجم رجال السيد الخوئي : 9 / 18 ، و البرهان : 1 / 30 .3 ) أمل الامل : 2 / 176 و رياض العلماء : 3 / 372 .4 ) البحار : 1 / 13 ، رياض العلماء : 3 / 322 وج 4 / 66 - 69 ( و فيه بحث ) ، الذريعة : 1 / 46 وج 3 / 30 وص 306 ، وج 5 / 66 وج 16 / 45 وص 352 ، وج 18 / 149 وج 19 / 29 ، أعيان الشيعة : 7 / 336 وص 337 ، وج 8 / 227 ( و فيهما بحث ) ذيل كشف الظنون : 3 / 6 وص 220 و فيه : السيد شرف الدين على بن محمد ، و أنه كان حيا في سنة 965 .
(4)
كتاب تأويل الايات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة : جمع فيه المؤلف قدس سره تأويل الآيات التي تتضمن مدح أهل البيت عليهم السلام ، و مدح أوليائهم و ذم أعدائهم من طريق الفريقين : الشيعة و السنة ، و لم يكن المؤلف هو الاول في هذا المجال ، فقد اهتم السلف الصالح في هذا الموضوع ، و أشبعوه بحثا و رواية و تأليفا و جمعا ، و أفردوا له تآليفا قيمة جليلة بعناوين مختلفة ، الغرض منها تشخيص النصف أو الثلث أو الربع من الآيات الشريفة التي وردت في أخبار كثيرة متواترة تعبيرا عن نزولها في أهل البيت عليهم السلام و شيعتهم و مواليهم و أعدائهم .فجزاهم الله عن الاسلام و عن الائمة الطاهرين خير الجزاء ، و كان الله شكورا عليما .و الحمد الذي هدانا و جعل لنا فيهم اسوة حسنة ، فان من أهم ما تهوى به الافئدة و بذلنا فيه المهجة و الجهد الكبير إخراج كتاب كامل متكامل في تفسير القرآن روائيا جمعت فيه كل الروايات التي تناولتها أيدي التحقيق من مدرسة الامام المهدي عجل الله فرجه الشريف .و أخيرا نسأل الله تعالى أن يوفقنا لاتمامه ، و ما توفيقنا إلا بالله إنه ولي التوفيق و السداد .و قد عبر عن إسم الكتاب بصور شتى و ليست إلا اختصارا أو تصحيفا لما اختاره المؤلف عنوانا لكتابه القيم هذا ، و هذه العناوين هي : 1 - الآيات الباهرة في فضل العترة الطاهرة ( 1 ) .2 - الآيات الظاهرة في فضل العترة الطاهرة ( 2 ) .3 - تأويل الآيات الباهرة في العترة الطاهرة ( 3 ) .4 - تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة ( 4 ) .هامش ص 4 .1 ) الذريعة : 1 / 47 .2 ) أمل الامل ، 2 / 131 ، إثبات الهداة : 1 / 28 وص 31 ، وج 3 / 83 فصل 53 و فيه ( فضائل ) بدل ( فضل ) ، رياض العلماء : 3 / 8 ، الذريعة : 1 / 46 رقم 224 .3 ) مستدرك الوسائل : 1 / 279 ح 11 و مواضع اخر ، البرهان : 1 / 30 ، و الذريعة : 18 / 149 .4 ) المؤلف في ديباجة الكتاب ص 18 ، الشيخ علم بن سيف في ديباجة كتاب جامع الفوائد البحار : 1 / 13 وص 31 ، رياض العلماء : 3 / 321 ، الذريعة : 3 / 304 وص 306 وج 5 / 66 ، وج 19 / 29 ، أعيان الشيعة : 7 / 336 وج 8 / 227 .
(5)
5 - تأويل الآيات الظاهرة الباهرة في فضائل العترة الطاهرة ( 1 ) .6 - تأويل الآيات الباهرة في فضل العترة الطاهرة ( 2 ) .7 - الآيات الباهرات ( 3 ) .و من شاء أن يتعمق في تفاصيل هذا البحث فليراجع المصادر المذكورة في هامش الفقرات السبع .كتاب كنز جامع الفوائد و دافع المعاند أو مختصر تأويل الايات قال العلامة في البحار : 1 / 31 ( و كتاب كنز جامع الفوائد ، و هو مختصر من كتاب تأويل الآيات .) و قال في ص 31 : كتاب تأويل الآيات ، و كتاب كنز جامع الفوائد رأيت جمعا من المتأخرين رووا عنهما ، و مؤلفهما في غاية الفضل و الديانة .و قال في الذريعة : 5 / 66 : جامع الفوائد و دافع المعاند ، هو مختصر و منتخب من ( تأويل الآيات الظاهرة ) تأليف السيد شرف الدين علي الاسترآبادي .انتخبه منه الشيخ علم بن سيف بن منصور النجفي الحلي .قال في ديباجته : ( و بعد فاني تصفحت كتاب ( تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة ) فرأيته قد احتوى على بعض تعظيم عترة النبي صلى الله عليه و آله أهل التفضيل في كتاب الله العزيز الجليل ، فأحببت أن أنتخب منه كتابا قليل الحجم كثير الغنم ، و سميته ب ( جامع الفوائد و دافع المعاند ) و جعلت ذلك خالصا لوجه الله تعالى ) .رأيت منها النسخة المحتملة أنها خط المؤلف في النجف بمكتبة المولى محمد علي الخوانساري مكتوب في آخرها هكذا : ( فرغ من تنميقه منتخبه العبد الفقير إلى الله الغفور علم بن سيف بن منصور غفر الله له و لوالديه بالمشهد الشريف الغروي في ( 937 ) سبع و ثلاثين و تسعمأة ) .و رأيت نسخا اخرى أيضا مكتوب في آخر بعضها ( و سميته ( كنز الفوائد و دافع المعاند ) فلعله بدا للمصنف فسماه أخيرا بذلك ، و أما التعبير عنه ب ( كنز جامع الفوائد و دافع المعاند ) كما في بعض المواضع فلعله من الجمع بين الاسمين .) هامش ص 5 .1 ) رياض العلماء : 4 / 67 .2 ) ذيل كشف الظنون : 3 / 220 .) الذريعة : 16 / 352 :
(3)
6 و في ج 18 / 149 : ( كنز جامع الفوئد و دافع المعاند ، هو بعينه جامع الفوائد .) و قال في الرياض : 3 / 322 : ( أعلم أن اسم هذا الكتاب - له أيضا - قد اختلف فيه فقد عبر عنه الاستاد الاستناد المشار إليه ب ( كنز جامع الفوائد ) ، و الذي وجدته في في بعض المواضع يدل على أن اسمه ( كتاب كنز الفوائد و دافع المعاند ) و الذي رأيته في أول هذا الكتاب يظهر منه أن اسمه ( جامع الفوائد و دافع المعاند ) .و قال السيد الامين في أعيان الشيعة : 7 / 377 : ( و حكى في رياض الخلاف في إسمه هل هو ( كنز الفوائد ) أو ( جامع الفوائد ) أو ( كنز جامع الفوائد ) ؟ و لكن الظاهر أن اسمه أحد الاولين ، أما الثالث فاشتباه نشأ من كتابة ( جامع ) بعد ( كنز ) على أنها نسخة بدل .مؤلف مختصر تأويل الايات ؟ قال عنه في الرياض : 3 / 321 : ( الشيخ علم بن سيف بن منصور فاضل جليل و هو من العلماء المتأخرين عن العلامة ( 1 ) ، و رأيت في بعض المواضع أن اسمه ( علي ) و لكن الموجود في عدة مواضع و كذا المذكور في فهرس البحار .هو علم بن سيف بن منصور .) و قال في ج 4 / 104 : ( الشيخ علي بن سيف بن منصور ، كان من أجلة العلماء المتأخرين .) و ذكر اسمه بنفسه في آخر كتاب جامع الفوائد ( فرغ من تنميقه منتخبه العبد الفقير إلى الله الغفور علم بن سيف بن منصور غفر الله له و لوالديه بالمشهد الشريف الغروي في سبع و ثلاثين و تسعمأة ) .( 2 ) و ذكره في الذريعة : 5 / 66 بعنوان ( النجفي الحلي ) فيظهر أنه حلي أصلا أو مولدا و نجفي سكنا .و قال في الرياض : 3 / 322 ( يظهر من التاريخ المذكور أن مؤلف كتاب تأويل الآيات ، و مؤلف مختصره متقاربا العصر ، بل هما معاصران ) .أقول : يستفاد من قول إسماعيل باشا ( 3 ) أن السيد شرف الدين كان حيا في سنة 965 ، و من قول الشيخ علم أنه قد اختصر ( تأويل الآيات ) في سنة 937 ، أن عملية هامش ص 6 .1 ) الحلى ( 648 - 726 ) 2 ) رياض العلماء : 2 / 322 و الذريعة : 5 / 66 .) في ذيل كشف الظنون : 3 / 220 .