در المنثور فی التفسیر بالمأثور جلد 6

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

در المنثور فی التفسیر بالمأثور - جلد 6

جلال الدین عبد الرحمن ابن أبی بکر السیوطی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




(1)


( الجزء السادس ) من كتاب الدر المنثور في التفسير بالمأثور لامام أهل التحقيق و رئيس ذوى التدقيق عمدة الائمة المتقدمين و المتأخرين و خاتمة الحفاظ المحدثين الامام الكبير العلم الشهير جلال الدين عبد الرحمن ابن أبى بكر السيوطي رحمه الله تعالى آمين ( و لتمام النفع قد وضع بهامشه القرآن الشريف مع كتاب تنوير المقباس تفسير حبر الامة سيدنا عبد الله بن عباس و قد جعل القرآن الشريف بأعلى الصحيفة و تفسير ابن عباس رضى الله عنهما بأسفلها مميزا بينهما بجدول حلية من الطبع ) الناشر دار المعرفة للطباعة و النشر بيروت - لبنان


(2)


بسم الله الرحمن الرحيم ( سورة شورى مكية ) أخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال نزلت حم عسق بمكة و أخرج ابن مردويه عن ابن الزبير رضى الله عنهما قال أنزلت بمكة حم عسق و أخرج عبد الرزاق في المصنف عن جعفر بن محمد رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قرأ ذات ليلة حمعسق فرددها مرارا حم عسق في بيت ميمونة فقال يا ميمونة أ معك حمعسق قالت نعم قال فاقرئيها فلقد نسيت ما بين أولها و آخرها و أخرج الطبراني بسند صحيح عن ميمونة قالت قرأ رسول الله صلى الله عليه و سلم حمعسق فقال يا ميمونة أ تعرفين حمعسق لقد نسيت ما بين أولها و آخرها قالت فقرأتها فقرأها رسول الله صلى الله عليه و سلم و أخرج ابن جرير و ابن أبى حاتم و نعيم بن حماد و الخطيب عن ابن 7 قال جاء رجل إلى ابن عباس رضى الله عنهما و عنده حديفة بن اليمان رضى الله عنه فقال أخبرني عن تفسير حمسق فاعرض عنه ثم كرر مقالته فاعرض عنه ثم كررها الثالثة فلم يجبه فقال له حذيفة رضى الله عنه أنا انبئك بها لم كررتها نزلت في رجل من أهل بيته يقال له عبد اله أو عبد الله ينزل على نهر من أنهار المشرق يبنى عليه مدينتين يشق النهر بينهما شقا يجتمع فيها كل جبار عنيد فإذا أذن الله في زوال ملكهم و انقطاع دولتهم و مدتهم بعث الله على احداهما نارا ليلا فتصبح سوداء مظلمة قد احترقت كانها لم تكن مكانها و تصبح صاحبتها متعجبة كيف أفلتت فما هو الا بياض يومها و ذلك حتى يجتمع فيها كل جبار عنيد منهم ثم يخسف الله بها و بهم جميعا فذلك عدل منه سين يعنى سيكون ق يعنى واقع بهاتين المدينتين و أخرج أبو يعلى و ابن عساكر بسند ضعيف عن أبى معاوية رضى الله عنه قال صعد عمر بن الخطاب رضى الله عنه المنبر فقال يا أيها الناس هل سمع أحد منكم رسول الله صلى الله عليه و سلم يقرأ حمعسق فوثب ابن عباس رضى الله عنهما فقال ان حم اسم من أسماء الله تعالى قال فعين قال عاين المذكور عذاب يوم بدر قال فسين قال سيعلم الذين ظلموا أى منقلب ينقلبون قال فقاف فسكت فقام أبو ذر رضى الله عنه ففسر كما فسر ابن عباس رضى الله عنه و قال قاف قارعة من السماء تصيب الناس قوله تعالى ( تكاد السموات يتفطرن من فوقهن ) الآية أخرج الطبراني عن ابن عباس رضى الله عنهما


(3)


قال كنا نقرأ هذه الآية تكاد السموات ينفطرن من فوقهن و أخرج عبد بن حميد و ابن أبى حاتم و أبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس رضى الله عنهما تكاد السموات ينفطرن من فوقهن قال ممن فوقهن و قرأها خصيف بالتاء المشددة و أخرج عبد بن حميد و ابن جرير و أبو الشيخ عن قتادة رضى الله عنه تكاد السموات يتفطرن من فوقهن قال من عظمة الله تعالى و جلالة و أخرج عبد بن حميد و ابن جرير و ابن المنذر و أبو الشيخ و الحاكم و صححه عن ابن عباس رضى الله عنهما تكاد السموات يتفطرن من فوقهن قال من الثقل و أخرج عبد الرزاق و عبد بن حميد و ابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه في قوله و يستغفرون لمن في الارض قال الملائكة عليهم السلام يستغفرون للذين آمنوا و أخرج أبو عبيد و ابن المنذر عن إبراهيم قال كان أصحاب عبد الله يقولون الملائكة خير من ابن الكواء يسبحون بحمد ربهم و يستغفرون لمن في الارض و ابن الكواء يشهد عليهم بالكفر و أخرج ابن جرير عن السدي رضى الله عنه و تنذر يوم الجمع قال يوم القيامة قوله تعالى ( فريق في الجنة و فريق في السعير ) أخرج أحمد و الترمذى و صححه و النسائي و ابن جرير و ابن المنذر و ابن مردويه عن عبد الله بن عمرو رضى الله عنه قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم و في يده كتابان فقال أ تدرون ما هذان الكتابان قلنا لا الا ان تخبرنا يا رسول الله قال للذي في يده اليمنى هذا كتاب من رب العالمين بأسماء أهل الجنة و أسماء آبائهم و قبائلهم ثم أجمل على آخرهم فلا يزاد فيهم و لا ينقص منهم قال للذي في شماله هذا كتاب من رب العالمين بأسماء أهل النار و أسماء آبائهم و قبائلهم ثم أجمل على آخرهم فلا يزاد فيهم و لا ينقص منهم أبدا فقال أصحابه ففيم العمل يا رسول الله ان كان قد فرغ منه فقال سددوا و قاربوا فان صاحب الجنة يختم له بعمل أهل الجنة و ان عمل أى عمل ثم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم بيديه فنبذهما ثم قال فرغ ربكم من العباد فريق في الجنة و فريق في السعير و أخرج ابن مردويه عن البراء بن عازب رضى الله عنه قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم في يده كتاب ينظر فيه قال أنظروا اليه كيف و هو أمى لا يقرأ قال فعلمها رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال هذا كتاب من رب العالمين بأسماء أهل الجنة و أسماء آبائهم و قبائلهم لا يزاد فيهم و لا ينقص منهم و قال فريق في الجنة و فريق في السعير فرغ ربكم من أعمال العباد قوله تعالى ( و ما اختلفتم فيه من شيء ) الآيتين أخرج عبد بن حميد و ابن جرير و ابن المنذر عن مجاهد و ما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله قال فهو يحكم فيه و أخرج عبد بن حميد و ابن جرير عن قتادة جعل لكم من أنفسكم أزواجا و من الانعام أزواجا يذرؤكم فيه قال عيش من الله يعيشكم الله فيه و أخرج الفريابي و عبد بن حميد و ابن جرير و ابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه يدرؤكم فيه قال نسلا من بعد نسل من الناس و الانعام و أخرج ابن جرير عن السدي في قوله يذرؤكم قال يخلقكم و أخرج عبد بن حميد و البيهقى في الاسماء و الصفات عن أبى وائل رضى الله عنه قال بينما عبد الله رضى الله عنه يمدح ربه اذ قال مصعد نعم الرب يذكر فقال عبد الله انى لاجله عن ذلك ليس كمثله شيء و هو السميع البصير قوله تعالى ( يبسط الرزق لمن يشاء ) الآية أخرج عبد بن حميد و ابن المنذر و الطبراني و أبو الشيخ في العظمة و ابن مردويه و أبو نعيم في الحلية عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه قال ان ربكم ليس عنده ليل و لا نهار نور السموات من نور وجهه و ان مقدار كل يوم من أيامكم عنده ثنتا عشرة ساعة فيعرض عليه أعمالكم بالامس أول النهار و اليوم فينظر فيه ثلاث ساعات فيطلع منها على ما يكره فيغضبه ذلك و أول من يعلم بغضبه الذين يحملون العرش و ؟ رادقات العرش و الملائكة المقربون و سائر الملائكة و ينفخ جبريل في القرن فلا يبقى شيء الا سمعه الا الثقلين الجن و الانس فيسبحونه ثلاث ساعات حتى يمتلئ الرحمن رحمة فتلك ست ساعات ثم يؤتى بما في الارحام فينظر فيها ثلاث ساعات فيصوركم في الارحام كيف يشاء لا اله الا هو العزيز الحكيم يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثا و يهب لمن يشاء الذكور حتى بلغ عليم فتلك تسع ساعات ثم ينظر في أرزاق الخلق كله ثلاث ساعات فيبسط الرزق لمن يشاء و يقدر انه بكل شيء عليم فتلك ثنتا عشرة ساعة ثم قال كل يوم هو في شان فهذا شأن ربكم كل يوم قوله تعالى ( شرع لكم من الدين ) الآيات أخرج الفريابي و عبد بن حميد و ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم عن مجاهد رضى الله عنه في قوله شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا قال وصاك يا محمد و انبياءه كلهم دينا واحدا و أخرج عبد الرزاق و عبد


(4)


ابن حميد و ابن جرير عن قتادة شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا قال الحلال و الحرام و أخرج عبد بن حميد و ابن جرير عن قتادة رضى الله عنه قال بعث نوح عليه السلام حين بعث بالشريعة بتحليل الحلال و تحريم الحرام و أخرج ابن المنذر عن زيد بن رفيع بقية أهل الجزيرة قال بعث الله نوحا عليه السلام و شرع له الدين فكان الناس في شريعة نوح عليه السلام ما كانوا فما أطفاها الا الزندقة ثم بعث الله موسى عليه السلام و شرع له الدين فكان الناس في شريعة من بعد موسى ما كانوا فما أطفاها الا الزندقة ثم بعث الله عيسى عليه السلام و شرع له الدين فكان الناس في شريعة عيسى عليه السلام ما كانوا فما أطفاها الا الزندقة قال و لا يخاف على هلاك هذا الدين الا الزندقة و أخرج عبد بن حميد و ابن المنذر عن الحكم قال شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا قال جاء نوح عليه السلام بالشريعة بتحريم الامهات و الاخوات و البنات و أخرج ابن جرير عن السدي رضى الله عنه ان أقيموا الدين قال اعملوا به و أخرج عبد بن حميد و ابن جرير و ابن المنذر عن قتادة ان أقيموا الدين و لا تتفرقوا فيه قال تعلموا ان الفرقة هلكة و ان الجماعة ثقة كبر على المشركين ما تدعوهم اليه قال استكبر المشركون ان قيل لهم لا اله الا الله ضائها إبليس و جنوده ليردوها فأبى الله الا ان يمضيها و ينصرها و يظهرها على ما ناواها و هي كلمة من خاصم بها فلج و من انتصر بها نصر و أخرج عبد بن حميد و ابن جرير و ابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه الله يجتبى اليه من يشاء قال يخلص لنفسه من يشاء و أخرج عبد بن حميد و ابن المنذر عن سعيد بن جبير رضى الله عنه بغيا بينهم قال كثرت أموالهم فبغى بعضهم على بعض و أخرج ابن جرير عن السدي في قوله و يهدى اليه من ينيب قال من يقبل إلى طاعة الله و في قوله و ان الذين أورثوا الكتاب من بعدهم قال اليهود و النصارى و أخرج عبد بن حميد عن كعب رضى الله عنه و ما تفرقوا الا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم قال في الدنيا قوله تعالى ( و أمرت لاعدل بينكم ) أخرج عبد بن حميد و ابن جرير عن قتادة و أمرت لاعدل بينكم قال أمر نبى الله صلى الله عليه و سلم ان يعدل فعدل حتى مات و العدل ميزان الله في الارض به يأخذ للمظلوم من الظالم و للضعيف من الشديد و بالعدل يصدق الله الصادق و يكذب الكاذب و بالعدل يرد المعتدي و يوبخه و أخرج الفريابي و عبد بن حميد و ابن جرير و ابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه في قوله لا حجة بيننا و بينكم قال لا خصومة بيننا و بينكم قوله تعالى ( و الذين يحاجون في الله ) أخرج ابن جرير و ابن أبى حاتم و ابن مردويه عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله و الذين يحاجون في الله من بعد ما استجيب له قال هم أهل الكتاب كانوا يجادلون المسلمين و يصدونهم عن الهدى من بعد ما استجابوا لله و قال هم قوم من أهل الضلالة و كان استجيب على ضلالتهم و هم يتربصون بان تأتيهم الجاهلية و أخرج عبد بن حميد و ابن جرير و ابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه و الذين يحاجون في الله من بعد ما استجيب له قال طمع رجال بان تعود الجاهلية و أخرج عبد الرزاق و عبد بن حميد و ابن جرير و ابن المنذر عن قتادة رضى الله عنه في قوله و الذين يحاجون في الله الآية قال هم اليهود و النصارى حاجوا المسلمين في ربهم فقالوا أنزل كتابنا قبل كتابتكم و نبينا قبل نبيكم فنحن أولى بالله منكم فانزل الله من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه و ما كان يريد حرث الدنيا نؤته منها و ماله في الآخرة من نصيب و أما قوله من بعد ما استجيب له قال من بعد ما استجاب المسلمون لله وصلوا لله و أخرج عبد بن حميد عن الحسن رضى الله عنه و الذين يحاجون في الله من بعد ما استجيب له الآية قال قال أهل الكتاب لاصحاب محمد صلى الله عليه و سلم نحن أولى بالله منكم فانزل الله و الذين يحاجون في الله من بعد ما استجيب له حجتهم داحضة عند ربهم يعنى أهل الكتاب و أخرج ابن المنذر عن عكرمة رضى الله عنه قال لما نزلت إذا جاء نصر الله و الفتح قال المشركون بمكة لمن بين أظهرهم من المؤمنين قد دخل الناس في دين الله أفواجا فاخرجوا من بين أظهرنا فعلام تقيمون بين أظهرنا فنزلت و الذين يحاجون في الله من بعد ما استجيب له الآية قوله تعالى ( الله الذي أنزل الكتاب ) و أخرج عبد بن حميد و ابن جرير و ابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه الله الذي أنزل الكتاب بالحق و الميزان قال العدل و أخرج الحاكم و صححه عن ابن عمر رضى الله عنه انه كان واقفا بعرفة فنظر إلى الشمس حين تدلت مثل الترس للغروب فبكى و اشتد بكاؤه و تلا قول الله تعالى الله الذي أنزل الكتاب بالحق و الميزان إلى العزير فقيل له فقال


(5)


ذكرت رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو واقف بمكاني هذا فقال أيها الناس لم يبق من دنياكم هذه فيما مضى الا كما بقي من يومكم هذا فيما مضى و أخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك رضى الله عنه قال قد كان الرجل منا يدخل الخلاء فيحمل الاداوة من الماء فإذا خرج توضأ خشية من ان تقوم الساعة و ان يكون عنده الفضلة من الطعام فيقول لا آكلها حتى تقوم الساعة و أخرج أحمد و هناد بن السري و الطبراني و ابن مردويه و الضياء عن جابر بن سمرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم بعثت أنا و الساعة كهاتين قوله تعالى ( يستعجل بها ) الآية أخرج ابن المنذر عن ابن مسعود رضى الله عنه قال لا تقوم الساعة حتى يتمناها المتمنون فقيل له يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها و الذين آمنوا مشفقون منها قال انما يتمنونها خشية على ايمانهم قوله تعالى ( من كان يريد حرث الآخرة ) الآية أخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله من كان يريد حرث الآخرة قال عيش الآخرة نزد له في حرثه و من كان يريد حرث الدنيا نؤته منها الآية قال من يؤثر دنياه على آخرته لم يجعل له نصيبا في الآخرة الا النار و لم يزدد بذلك من الدنيا شيا الا رزقا قد فرغ منه و قسم له و أخرج عبد بن حميد و ابن جرير عن قتادة من كان يريد حرث الآخرة قال من كان يريد عيش الآخرة نزد له في حرثه و من كان يريد حرث الدنيا نؤته منها و ماله في الآخرة من نصيب قال من يؤثر دنياه على آخرته لم يجعل الله له نصيبا في الآخرة الا النار و لم يزدد بذلك من الدنيا شيا الا رزقا قد فرغ منه و قسم له و أخرج ابن مردويه من طريق قتادة عن أنس رضى الله عنه و من كان يريد حرث الدنيا نؤته منها و ماله في الآخرة من نصيب قال نزلت في اليهود و أخرج أحمد و الحاكم و صححه و ابن مردويه و ابن حبان عن أبى بن كعب رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال بشر هذه الامة بالسنا و الرفعة و النصر و التمكين في الارض ما لم يطلبوا الدنيا بعمل الآخرة فمن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا لم يكن له في الآخرة من نصيب و أخرج الحاكم و صححه و البيهقى في شعب الايمان عن أبى هريرة رضى الله عنه قال تلا رسول الله صلى الله عليه و سلم من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه الآية ثم قال يقول الله ابن آدم تفرغ لعبادتي أملا صدرك غنى و أسد فقرك و الا تفعل ملات صدرك شغلا و لم أسد فقرك و أخرج الحاكم و صححه عن ابن عمر رضى الله عنهما مرفوعا من جعل الهم هما واحدا كفاه الله هم دنياه و من تشعبته الهموم لم يبال الله في أى أودية الدنيا هلك و أخرج ابن أبى الدنيا و ابن عساكر عن على رضى الله عنه قال الحرث حرثان فحرث الدنيا المال و البنون و حرث الآخرة الباقيات الصالحات و أخرج ابن المبارك عن مرة رضى الله عنه قال ذكر عند عبد الله بن مسعود رضى الله عنه قوم قتلوا في سبيل الله فقال انه ليس على ما تذهبون و ترون انه إذا التقي الزحفان نزلت الملائكة فكتبت الناس على منازلهم فلان يقاتل للدنيا و فلان يقاتل للملك و فلان يقاتل للذكر و نحو هذا و فلان يقاتل يريد وجه الله فمن قتل يريد وجه الله فذلك في الجنة و أخرج ابن النجار في تاريخه عن رزين بن حصين رضى الله عنه قال قرأت القرآن من أوله إلى آخره على على ابن أبى طالب رضى الله عنه فلما بلغت الحواميم قال لي قد بلغت عرائس القرآن فلما بلغت اثنتين و عشرين آية من حم عسق بكى ثم قال أللهم انى أسألك اخبات المخبتين و إخلاص الموقنين و مرافقة الابرار و استحقاق حقائق الايمان و الغنيمة من كل بر و السلامة من كل اثم و رجوت رحمتك و الفوز بالجنة و النجاة من النار ثم قال يا رزين إذا ختمت فادع بهذه فان رسول الله صلى الله عليه و سلم أمرني ان أدعو بهن عند ختم القرآن قوله تعالى ( أم لهم شركاء ) الآية أخرج عبد بن حميد و ابن المنذر عن مجاهد في قوله و لو لا كامة الفصل قال يوم القيامة أخروا اليه و في قوله روضات الجنة قال المكان الموفق قوله تعالى ( لهم ما يشاؤن ) أخرج ابن جرير عن أبى ظبية رضى الله عنه قال ان السرب من أهل الجنة لتظلهم السحابة فتقول ما أمطركم قال فما يدعو داع من القوم بشيء الا أمطرتهم حتى ان القائل منهم ليقول امطرينا كواعب أترابا قوله تعالى ( قل لا أسالكم عليه أجرا الا المودة في القربى ) أخرج أحمد و عبد بن حميد و البخارى و مسلم و الترمذى و ابن جرير و ابن مردويه من طريق طاوس عن ابن عباس رضى الله عنهما انه سئل عن قوله الا المودة في القربى فقال سعيد بن جبير رضى الله عنه قربى آل محمد فقال ابن عباس رضى الله عنه عجلت ان النبي صلى الله عليه و سلم لم


(6)


يكن بطن من قريش الا كان له فيهم قرابة فقال الا ان تصلوا ما بيني و بينكم من القرابة و أخرج ابن أبى حاتم و الطبراني و ابن مردويه من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قال لهم رسول الله صلى الله عليه و سلم لا أسالكم عليه أجرا الا ان تودونى في نفسى لقرابتى منكم و تحفظوا القرابة التي بيني و بينكم و أخرج سعيد بن منصور و ابن سعد و عبد بن حميد و الحاكم و صححه و ابن مردويه و البيهقى في الدلائل عن الشعبي رضى الله عنه قال أكثر الناس علينا في هذه الآية قل لا أسالكم عليه أجرا الا المودة في القربى فكتبنا إلى ابن عباس رضى الله عنه نسأله فكتب ابن عباس رضى الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه و سلم كان واسط النسب في قريش ليس بطن من بطونهم الا و قد ولدوه فقال الله قل لا أسالكم عليه أجرا على ما أدعوكم اليه الا المودة في القربى تودونى لقرابتى منكم و تحفظونى بها و أخرج ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبى حاتم و الطبراني من طريق على عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله الا المودة في القربى قال كان لرسول الله صلى الله عليه و سلم قرابة من جميع قريش فلما كذبوه و أبوا ان يبايعوه قال يا قوم اذ أبيتم ان تبايعوني فاحفظوا قرابتى فيكم و لا يكون غيركم من العرب أولى بحفظى و نصرتي منكم و أخرج ابن أبى حاتم و ابن مردويه من طريق الضحاك عن ابن عباس رضى الله عنهما قال نزلت هذه الآية بمكة و كان المشركون يؤذون رسول الله صلى الله عليه و سلم فانزل الله تعالى قل لهم يا محمد لا أسالكم عليه يعنى على ما أدعوكم اليه أجرا عوضا من الدنيا الا المودة في القربى الا الحفظ لي في قرابتى فيكم قال المودة انما هى لرسول الله صلى الله عليه و سلم في قرابته فلما هاجر إلى المدينة أحب ان يلحقه باخوته من الانبياء عليهم السلام فقال قل ما سالتكم من أجر فهو لكم ان أجرى الا على الله يعنى ثوابه و كرامته في الآخرة كما قال نوح عليه السلام و ما أسالكم عليه من أجر ان أجرى الا على رب العالمين و كما قال هود و صالح و شعيب لم يستثنوا أجرا كما استثنى النبي صلى الله عليه و سلم فرده عليهم و هي منسوخة و أخرج أحمد و ابن أبى حاتم و الطبراني و الحاكم و صححه و ابن مردويه من طريق مجاهد رضى الله عنه عن ابن عباس رضى الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم في الآية قل لا أسالكم على ما أتيتكم به من البينات و الهدى أجرا الا ان تؤدوا الله و ان تتقربوا اليه بطاعته و أخرج عبد بن حميد و ابن المنذر عن مجاهد رضى الله عنه في قوله قل لا أسالكم عليه أجرا الا المودة في القربى قال أن تتبعوني و تصدقونى و تصلوا رحمى و أخرج عبد بن حميد و ابن مردويه من طريق العوفي عن ابن عباس رضى الله عنهما في الآية قال ان محمدا قال لقريش لا أسالكم من أموالكم شيأ و لكن أسالكم ان تودونى لقرابة ما بيني و بينكم فانكم قومى و أحق من أطاعنى و أجابنى و أخرج ابن مردويه من طريق ابن المبارك عن ابن عباس في قوله الا المودة في القربى قال تحفظونى في قرابتى و أخرج ابن مردويه من طريق عكرمة عن ابن عباس رضى الله عنهما في الآية قال ان رسول الله صلى الله عليه و سلم لم يكن في قريش بطن الا و له فيهم أم حتى كانت له من هذيل أم فقال الله قل لا أسالكم عليه أجرا الا ان تحفظونى في قرابتى ان كذبتموني فلا تؤذوني و أخرج ابن جرير و ابن أبى حاتم و ابن مردويه من طريق مقسم عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قالت الانصار فعلنا و فعلنا و كأنهم فخروا فقال ابن عباس رضى الله عنهما لنا الفضل عليكم فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم فاتاهم في مجالسهم فقال يا معشر الانصار ألم تكونوا أذلة فاعزكم الله قالوا بلئ يا رسول الله قال أفلا تجيبونى قالوا ما تقول يا رسول الله قال ألا تقولون ألم يخرجك قومك فآويناك أو لم يكذبوك فصدقناك أو لم يخذلوك فنصرناك فما زال يقول حتى جثوا على الركب و قالوا أموالنا و ما في أيدينا لله و رسوله فنزلت قل لا أسالكم عليه أجرا الا المودة في القربى و أخرج الطبراني في الاوسط و ابن مردويه بسند ضعيف من طريق سعيد من جبير قال قالت الانصار فيما بينهم لو لا جمعنا لرسول الله صلى الله عليه و سلم ما لا يبسط يده لا يحول بينه و بينه أحد فقالوا يا رسول الله انا أردنا أن نجمع لك من أموالنا فانزل الله قل لا أسالكم عليه أجرا الا المودة في القربى فخرجوا مختلفين فقالوا لمن ترون ما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال بعضهم انما قال هذا لنقاتل عن أهل بيته و ننصرهم فانزل الله أم يقولون افترى على الله كذبا إلى قوله و هو الذي يقبل التوبة عن عباده فعرض لهم بالتوبة إلى قوله و يستجيب الذين آمنوا و عملوا الصالحات و يزيدهم من فضله هم الذين





/ 62