• عدد المراجعات :
  • 1514
  • 6/14/2011
  • تاريخ :

قشرة فروة الرأس.. أسباب وحلول

قشرة فروة الرأس

بعض المشكلات الصحية ربما لا تكون ضارة بشكل مؤثر على أعضاء الجسم ولا تكون كذلك مهددة لسلامة الحياة، إلا أنها قد تكون شائعة ويعاني منها الكثيرون نفسيا وبدنيا. وفي هذه النوعية من المشكلات الصحية يكون من المفيد جدا بذل الجهد في القراءة والاطلاع عنها لفهم كيفية حصولها وكيفية التخفيف منها. وهذا ما ينطبق على مشكلة «قشرة فروة الرأس» .

إن «قشرة فروة الرأس» إحدى المشكلات الصحية الشائعة والمزمنة في رؤوس الكثيرين، وتتميز بالحكة وبظهور رقائق من قشور طبقة الجلد لفروة الرأس. وعلى الرغم من أنها حالة صحية غير معدية، ومن النادر أن يعني وجودها أهمية صحية مؤثرة، فإنها تتسبب بالإحراج والخجل للمصاب جراء منظر القشور المتناثرة في ثنايا شعر رأسه أو المتساقطة على ملابسه الداكنة.

وصحيح أن ثمة حالات شديدة من «القشرة»، التي يصعب معالجتها وإزالة آثارها، إلا أن غالبية حالات «القشرة» هي من النوع الخفيف أو المتوسط، التي يمكن السيطرة عليها.

وما يحتاج إلى إدراك منّا في شأن «القشرة»، أنها لا تحصل صدفة أو دونما أسباب، ولذا فمن المفيد مراجعة ما يذكر في الأوساط الطبية والمراجع العلمية حول العوامل المؤدية إلى إثارة حصولها أو تفاقمها، وآليات عمل وسائل معالجتها وعوامل نجاحها في تخفيف حدة هذه المشكلة.

 

أعراض ومعاناة

بداية، من السهل على أي واحد منا تمييز وتشخيص وجود «القشرة» لدى أحد المراهقين أو الشباب، من الجنسين. وذلك من ملاحظة وجود رقائق قشرية صغيرة بيضاء اللون ودهنية المظهر، توجد بين ثنايا الشعر. وبالأصل، فإن القشرة هي تسلخات قشرية للطبقة الخارجية الميتة من طبقة الجلد الخارجية.

ومعلوم أن الجلد غلاف من الأنسجة الحية التي تحيط بالجسم، ويفصل بين أعضائه الداخلية وبين محيط البيئة التي حول الإنسان. وبالتالي يتعرض الجلد لمختلف أنواع العوامل البيئية الخارجية التي قد يوجد الإنسان فيها، ويتفاعل معها. وغالبية أنواع العوامل البيئية تلك، ذات تأثيرات متلفة للطبقات الخارجية من الجلد. ولذا يعمل الجلد باستمرار على تكوين طبقة خارجية جديدة، ذات نضارة وحيوية، كي تحل محل الطبقة التي تلفت وأزيلت. ولأن الجلد مكون من طبقات عميقة وأخرى متوسطة وثالثة سطحية خارجية، فإن نمو خلايا الجلد يبدأ من الطبقة السفلية. ويتم دفع هذه الطبقة من الخلايا الجديدة، إلى أعلى كي تزيح وتزيل الطبقات الخارجية التالفة والميتة. وعملية التجديد هذه سريعة نسبيا في «عضو» الجلد، مقارنة بأجزاء الأعضاء الأخرى في الجسم. وتتم باستمرار في كل الوقت، مما يعني أن الجسم يزيل عنه في كل يوم جزءا من الطبقة الخارجية الرقيقة، ويضع بدلا عنها طبقة حية جديدة.

وفي مناطق الجسم المختلفة، كاليدين والرجلين والظهر والبطن والصدر، تتساقط تلك القشور خلال الاستحمام أو تعلق بالملابس أو أغطية سرير النوم. وفي منطقة شعر الرأس، تخرج قشور تلك الطبقات الخارجية لتعلق لفترة وجيزة في ما بين شعر فروة الرأس، ثم تتساقط عنها إلى الخارج.

والسؤال: إذا كان جلد فروة شعر الرأس لدى كل الناس ينتج باستمرار القشور التي تحتوي على طبقات الخلايا الجلدية الميتة، لماذا يعاني البعض من مظاهر وجود القشور تلك بشكل واضح، بينما آخرون لا يعانون منها؟

 

وتيرة سريعة

ولكي نفهم السبب علينا معرفة تركيب القشور المتساقطة لدى من يعانون من مشكلة «القشرة»، واختلافها عن القشور لدى عامة الناس. وللتوضيح، تتكون «القشرة» من تراكمات للخلايا القرنية الميتة لطبقة الجلد الخارجية، التي تتشكل بالتراكم على هيئة طبقة قشرية بفعل الدهون. ولدى غالبية الناس في الحالات الطبيعية، تكون قشور الخلايا الميتة والمواد المحيطة بها، على هيئة قطع صغيرة جدا، لا ترى بالعين المجردة. وفي حالات مشكلة «القشرة»، تكون الوتيرة «سريعة» لإنتاج طبقات تحتية جديدة من خلايا الجلد، وبالتالي تصبح وتيرة إزالة الطبقات الخارجية الميتة، أيضا وتيرة «سريعة». وبالمقارنة الزمنية، تشير المصادر الطبية إلى أن لدى الناس العاديين تتم إزالة الطبقة الجلدية الخارجية مرة كل نحو شهر، ولدى من عندهم وتيرة «سريعة»، يتم تغيير نفس الطبقة الجلدية الخارجية الميتة مرة كل ما بين يومين إلى 7 أيام.

 

وعليه يحصل التالي لدى هؤلاء:

 

* زيادة في كمية قشور طبقات الخلايا الجلدية الميتة التي تتخلل شعر فروة الرأس لديهم.

* يكون حجم القشور تلك كبيرا لدرجة يمكن للعين المجردة أن تراها واضحة بلونها الأبيض.

* لا تتوفر لديهم فرصة زمنية كافية لتجفيف القشور من كميات الدهون الطبيعية الموجودة في الطبقة الخارجية للجلد، وبالتالي تتراكم تلك القشور على بعضها بفعل وجود المواد الدهنية فيها بكميات وافرة

. أي بعبارة أخرى، تنشأ بشكل ظاهر مشكلة «القشرة» لدى هؤلاء الناس.

 

وبالمراجعة، هناك 3 عناصر في آلية نشوء مشكلة «القشرة»، وهي:

- وجود بشرة جلدية دهنية، تفرز الغدد الدهنية فيها كميات عالية وغير معتادة من إفرازات «مادة سيبوم الدهنية».

- وجود مواد تنتجها بشكل جانبي عارض بعض أنواع الميكروبات التي قد تعيش على طبقة الجلد بصفة شبه طبيعية وغير ضارة، مثل فطريات «مالاسيزيا» .

- وجود استعداد شخصي لجسم المرء بأن يكون الجلد في فروة رأسه تلك، القشور بحجم وكمية واضحة وغير طبيعية.

 

فطريات «مالاسيزيا»

«مالاسيزيا» فصيلة من الفطريات الموجودة بشكل طبيعي على سطح الجلد لدى الكثير من الحيوانات وكذلك لدى البشر. ومن الصعوبة بمكان دراسة هذا النوع من الفطريات نظرا للصعوبات التقنية في زراعتها وتنمية تكاثرها في المختبرات، ولذا تأخر التصنيف العلمي لأنواعها وفهمها.

وتم لأول مرة اكتشاف هذه الفطريات في أواخر القرن التاسع عشر، وتم الربط بينها وبين «القشرة» في أوائل القرن العشرين. وهناك الكثير من أنواع الفطريات في هذه الفصيلة، بعضها يعيش فقط على جلد الإنسان ويحتاج للدهون في تغذيته. والبعض الآخر لا يحتاج للدهون في تغذيته ويوجد على جلد معظم الحيوانات.

ويؤكد الباحثون أن هذه الفطريات تعيش على جلد رؤوس غالبية الناس دونما أن تتسبب لهم بأي مشكلات. إلا أن نموها وتكاثرها في بعض الأحيان قد يخرج عن السيطرة، مما يتسبب بحصول تغيرات في نمو وتكاثر خلايا الجلد. وهنا مربط الفرس في آلية حصول غالبية حالات «القشرة»، وهو ما سيأتي تفصيله لاحقا. ويضيفون أنه لا يعرف علميا بشكل دقيق السبب وراء حصول هذا الانفلات في نمو وتكاثر الفطريات المسالمة هذه والموجودة في فروة غالبية الناس، ولماذا لا يحصل هذا لدى البعض دون غيرهم. ولكنهم يذكرون أن عدة عوامل قد يكون لها دور في الأمر، مثل وجود البشرة الدهنية الغنية، والتغيرات الهرمونية التي تحصل في مرحلة المراهقة أو الحمل، والتعرض للضغوط النفسية وتوترات إيقاع الحياة اليومية وأحداثها، والإصابة بأي نوع من الوعكات الطارئة، أو الاضطرابات العصبية كمرض باركنسون وتدني مستوى مناعة الجسم تحت تأثير عوامل شتى، والحساسية الخاصة لدى البعض ضد تلك النوعية من الفطريات الشائعة.

وتشير الدراسات الطبية التي تناولت هذه النوعية من الفطريات بالبحث إلى أنها ذات علاقة بـ«القشرة» و«إكزيما الجلد الدهنية» وبالكثير من الأمراض الجلدية. وآلية ذلك أنها فطريات تتطلب الدهون كي تنمو وتتكاثر، ولذا توجد بالقرب من الغدد الدهنية على جلد فروة الرأس والوجه والكتفين والظهر، أي الأجزاء العلوية من الجسم. وتمتلك هذه الفطريات منظومة من الأنزيمات التي تفتت الدهون الثلاثية، كي تحصل على غذائها. ومن المواد الناتجة عن هذه التفاعلات، أحماض أوليك .

ويتسبب وجود كميات عالية من أحماض أوليك على سطح طبقة الجلد بتهييج تفاعلات الالتهابات فيها، مما يؤدي إلى حالة شاذة من زيادة وتيرة الانقسامات لخلايا الجلد. وبالتالي تتكون بسرعة خلايا جلدية جديدة، وتعمل على إزاحة الطبقات الجلدية الخارجية بوتيرة أسرع من المعتاد، ومن ثم تنشأ حالة «القشرة».

ولذا تعمل بشكل مباشر بعض أنواع علاجات «القشرة»، على تعطيل بعض الفقرات المهمة من منظومة أنزيمات الفطريات التي تفتت الدهون الثلاثية، إضافة إلى أن البعض الآخر من العلاجات يعمل بشكل محدد على خفض وتيرة تكاثر هذه الفطريات أو القضاء عليها، كما سيأتي.

أسباب متعددة تسبب إلى أن نشوء حالة «القشرة» مرتبط، بشكل أو بآخر، بـ7 أسباب. وإضافة إلى الفطريات المتقدمة الذكر، هناك 6 أسباب أخرى. وهي:

 

1 - جفاف الجلد.

وجفاف الجلد من الممكن أن يحصل خلال الشتاء نتيجة برودة الأجواء الخارجية والعمل على التدفئة داخل المنازل بدرجة لا داعي لها. وهذا الجفاف الجلدي هو السبب الغالب للشعور بحكة جلد فروة الرأس وظهور «القشرة». وقشور جفاف الجلد تكون عادة ذات حجم أصغر وأقل تشبعا بالدهون، مقارنة بالأسباب الأخرى لـ«القشرة» كما سيأتي. ويعاني المصاب بالأعراض الأخرى لجفاف الجلد في مناطق أخرى من الجسم، غير فروة الرأس، كالساقين واليدين.

2 - تهيج الجلد الدهني، أو ما يسمى «إكزيما الجلد الدهنية».

وهو أيضا أحد الأسباب الرئيسية لـ«القشرة». وتتميز باحمرار وتشحم بشرة الجلد، التي تعلوها رقائق من قشور بيضاء أو صفراء. وحالة «إكزيما الجلد الدهنية» لا تتأثر منها فروة الرأس فقط، بل حتى المناطق الجلدية الأخرى الغنية بالغدد الدهنية، مثل الحواجب وجانبي أرنبة الأنف وما خلف الأذنين ومنطقة الأعضاء التناسلية وحتى الإبطين.

 

3 - عدم تنظيف الشعر بالشامبو كما يجب وبشكل كاف.

وحينما لا يتم تنظيف جلد فروة الرأس بما يكفي، تتراكم الدهون وخلايا الجلد الميتة، مما يتسبب في «القشرة».

 

4 - مرض صدفية الجلد.

وفي هذا المرض يحصل خلل في انقسام وتكاثر الخلايا الجلدية في الطبقة العميقة من الجلد. وهو ما يتسبب بدفع كميات كبيرة من خلايا الجلد إلى أعلى، وبالتالي سرعة إزالة الطبقات الخارجية للجلد على هيئة رقائق من قشور الجلد الميت ذات لون فضي أشبه بالأصداف البحرية. وهي ما تظهر في فروة الرأس وعلى جلد الركبتين والمرفقين والظهر. وأحيانا قد يصعب التفريق في تشخيص الصدفية و«إكزيما الجلد الدهنية».

 

5- الإكزيما .

وهي حالة من التهيج الجلدي، الذي قد يثيره أحد أنواع المهيجات. وإذا كانت لدى الشخص حالة الإكزيما في جلد فروة الرأس، ربما رافقها حصول «القشرة».

6 - حساسية جلد فروة الرأس من مستحضرات العناية بالشعر لتنظيفه أو تصفيفه أو تعطيره أو صبغه أو غير ذلك.

أي أنها نوع من «حساسية التهاب التلاقي الجلدي». وهناك عدة عناصر من المركبات الكيميائية، ضمن تراكيب هذه المستحضرات، التي قد تحفز إثارة تفاعلات الحساسية الموضعية نتيجة تلاقي وتلامس الجلد معها. ومن أشهر أمثلتها مادة «بارافينايل دايامين» في غالبية المستحضرات الصناعية وغير الطبيعية لصبغ الشعر. التي تتسبب باحمرار وحكة بفروة الرأس، مع ظهور «القشرة» في الشعر. وهناك كثير من أنواع الشامبو وغيره لدى البعض حساسية من بعض العطور أو المواد الكيميائية الموجودة فيها.

 

 عوامل متنوعة ترفع من احتمالات الإصابة بالقشرة

 

* كل إنسان عرضة للإصابة بمشكلة «القشرة»، إلا أن ثمة عناصر قد تجعل شخصا ما أكثر عرضة للإصابة بها، أو عرضة للمعاناة منها بشكل أكبر، ومن أهمها:

* العمر، فغالبا ما يبدأ ظهور مشكلة «القشرة» في مرحلة المراهقة أو بدايات فترة الشباب، وتستمر في الغالب خلال فترة أواسط العمر. ومع هذا، قد تبدأ المشكلة في مراحل متقدمة من العمر، وقد يعاني منها كبار السن، وقد تستمر طوال العمر.

* الذكورة، يلاحظ أن الذكور أكثر عرضة للإصابة بـ«القشرة» من الإناث، ومن المحتمل أن يكون الأمر ذا علاقة بالهرمونات أو ذا علاقة بكبر حجم الغدد الدهنية بالجلد لدى الذكور مقارنة بالإناث.

* الفروة الجلدية والشعر الدهنيان، فالفطريات من نوع «مالاسيزيا» تحتاج لوجود وفرة من الدهون الجلدية كي تتغذى عليها لتنمو وتتكاثر. ولهذا، فإن وجود هذه النوعية من الجلد والشعر الدهنيين يرفع من احتمالات الإصابة بـ«القشرة».

* سوء التغذية، وهو جانب قلما ينال ملاحظة علاقته بـ«القشرة»، وتشير المصادر الطبية إلى أن نقص عنصر الزنك ونقص مجموعات فيتامين «بي» لدى الشخص يرفع من احتمالات إصابته بهذه المشكلة الجلدية.

* أمراض معينة، لأسباب بعضها معلوم، وكثير منها مجهول، تلاحظ الأوساط الطبية ارتفاع احتمالات الإصابة بـ«القشرة» و«إكزيما الجلد الدهنية» والبشرة الدهنية، لدى المصابين ببعض الأمراض العصبية، مثل مرض باركنسون الذي يكون الخلل فيه في أنظمة الأعصاب المتحكمة بالحركة. كما يعاني من نفس الأمور أولئك الذين فرغوا للتو من المرور بحالات مرضية طارئة كالجلطات القلبية، أو توترات الحياة اليومية وضغوطها النفسية.

 


صبغات الشعر

أسباب تساقط الشعر وعلاجاته

طرق آمنه لتجعيد الشعر

وصفه مفيدة للشعر الضعيف ، و المقصف ، و الجاف ، و الباهت

کيف يتم الکشف عن اضطرابات نمو الشعر؟

هل يجعلك شعرك تبدين أكبر سنا؟

معلومات مهمةعن الشعر

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)