• عدد المراجعات :
  • 1307
  • 10/25/2011
  • تاريخ :

السينما الإيرانية خلال مئة عام

السينما الإيرانية خلال مئة عام

اعتبرت الباحثة الإيرانية فاطمة برجكاني أن السينما الإيرانية بدأت بصنع أول فيلم سنة 1929 وهو الذي تم على يد "آوانس أوهانيان (أوغانيس)" بمساعدة خان بابا معتضدي، فيعني ذلك أن السينما الإيرانية أنهت سنة 2008 تسعة وسبعين عاماً من حياتها كي تحتفل بسنتها الثمانين. وإذا أخذنا في الاعتبار أن دخول أول جهاز "سينما نوغراف" الى إيران سنة 1900، وهو نقطة بداية السينما الإيرانية، فبذلك تكون قد أمضت مائة وثماني سنوات من عمرها، إذ في تلك السنة سافر مظفر الدين شاه من ملوك عائلة القاجار الحاكمة في إيران الى فرنسا. وشاهد جهاز "سينما نوغراف" وأُعجب به، وأمر بشرائه، وبعد عدد من السنوات كثر استخدام هذا الجهاز للعروض العامة للأفلام، وتم افتتاح أول قاعة سينما سنة 1904 في طهران العاصمة.

وقد بدأت السينما في إيران كوسيلة لاستخدام أهل البلاط القاجاري والأعيان، حيث كان يتم عرض الأفلام المستوردة من روسيا بواسطة الجهاز الخاص، في المناسبات والحفلات، واستغرق الأمر بضع سنوات كي يستطيع العامة من الناس استخدام هذا الجهاز ومشاهدة الأفلام.

إنتاج الأفلام الإيرانية الناطقة قد بدأ سنة 1930، لكن أول فيلم ناطق بشكل جدي ظهر سنة 1932 وهو "دخترلُر" أي "فتاة من لورستان" الذي أخرجه "عبدالحسين سدنتا" وقد استوحى قصته من حكاية شعبية.

وكانت سنة 1930 مهمة في تاريخ السينما الإيرانية، إذ شهدت افتتاح (سينما بالاس) وهي أول صالة سينمائية فخمة كانت تعرض أفلاماً ناطقة، وهكذا انتشرت السينما الناطقة في إيران، وكان أولئك الذين يعرفون اللغة الأجنبية، يفهمون ما ترويه هذه الأفلام، ورحب الكثيرون من المثقفين والناطقين باللغات الأجنبية بالسينما، واستمرت الى أن بدأ دوبلاج الأفلام، فانتشرت الأفلام المستوردة وتعززت مكانتها عند الجمهور.

وتشير الكاتبة الى أن إنتاج الأفلام الإيرانية الناطقة قد بدأ سنة 1930، لكن أول فيلم ناطق بشكل جدي ظهر سنة 1932 وهو "دخترلُر" أي "فتاة من لورستان" الذي أخرجه "عبدالحسين سدنتا" وقد استوحى قصته من حكاية شعبية.

وهكذا كما تقول الكاتبة واصلت السينما الإيرانية طريقها التصاعدي من حيث عدد الأفلام من جهة، ومن حيث نوعها من جهة أخرى، وصولاً الى أواخر السبعينات من القرن العشرين التي أحدثت الثورة الإسلامية (1979) تغييراً كبيراً في إيران على المستويات الاجتماعية والثقافية والفنية كما معظم الثورات العالمية. واليوم بعد أكثر من ثلاثين سنة من الثورة الإسلامية نرى حضوراً قوياً وناجحاً للسينما، ليس فقط في المهرجانات الدولية، بل خارج إطارها أيضاً.

وتتابع المؤلفة: "إذا كانت السينما الإيرانية بعد الثورة لا تزال تعتبر شابة، لكنها مرّت بتجارب صعبة ومهمة وتحوّلت الى قسم جدي في الثقافة الإيرانية الى جانب الأقسام الأخرى كالموسيقى والأدب والمسرح. وكانت هناك محاولات لإرساء الاستقرار في السينما والإنتاج في السنوات الأولى، فاستطاعت متابعة طريقها مجبرة بذلك المسؤولين على اعتبارها أمراً جدياً في العلاقات العالمية.

أما الحرب الإيرانية العراقية التي بدأت سنة 1980 وامتدّت ثماني سنوات، فلم تؤد الى توقف السينما، بل أصبحت مادة إضافية لها، وأحدثت نوعاً من "سينما الحرب" سُمّي سينما "الدفاع المقدس" لكن هذا النوع لم ينته بانتهاء الحرب، بل استمر بعدها، وأخذ أبعاداً جديدة أيضاً. وهكذا فإننا وبعد مرور اثنين وعشرين سنة من انتهاء هذه الحرب لا نزال نشاهد أفلاماً جديدة من هذا النوع، كما كانت أفلام سينما الدفاع المقدس من الأفلام البارزة في المهرجانات الدولية التي تقام سنوياً في طهران.

هذه المواضيع وغيرها من المواضيع التي تتضمن المرأة والسينما الإيرانية، والأفلام الوثائقية، وسينما الأطفال، والسينما الكوميدية، ومسيرة السينما صعوداً ونزولاً، والأحداث السينمائية كالمهرجانات كلها، تشكل أقسام هذا الكتاب المختلفة.

وتشير الكاتبة أنه إذا كانت الكتب والمقالات المنشورة عن السينما الإيرانية لم تغب عن الأوساط السينمائية الإيرانية والعالمية.

من ناحية أخرى:

تعتبر الميلودراما من اقدم المضامين السينمائية في السينما الايرانية التي لا تزال موجودة. وكانت الخمسينيات من القرن المنصرم فترة اساسية في تثبيت عناصر الميلودراما.

وقدر ارتبطت الميلو دراما في السينما الايرانية بثقافة الموعظة والتوصية، وقويت العلاقة بينها وبين الأدب الايراني القديم. وفي هذا المجال من الضروري الاشارة الى دور الافلام الهندية التي كثر عرضها في تلك السنوات والتي كانت تعتمد على الموعظة، وقوبلت بترحيب كبير من المشاهد الايراني.

من الموضوعات الميلودرامية يمكن الاشارة الى:

 غياب الأب في "كلنار: لسرج آزرياني. والمرأة التي تقتل زوجها في "اشتباه" لحسن فرد والرجل الذي أهلك زوجته في "عهره آشنا" و"الأولاد الهاربون من البيت في "برهنة خوشحال" لعزيز رفيعي، و"الهروس الهاربة في "عروس مزاري" لاسماعيل كوشان، كل هذه الافلام في زمن الشاه.

يمكن اعتبار السنوات الممتدة بين 63 و1969 من أفضل السنوات من حيث انتاج الافلام، لكن من دون تطور بالغ ولافت اذ قلما لقي فيلم نجاحاً كبيراً، ويمكن اعتبار سنة 1970 سنة مثمرة من حيث انتاج الافلام الجيدة، اذ ظهر خلالها نحو سبعة وخمسين فيلما قوبلت باستحسان كبير.

سنة 1991 ألغيت المساعدات الرسمية للافلام، بالرغم من انها خصصت لبعض الافلام، لذلك احتاج السينمائيون الى بذل جهود كبيرة لجذب المشاهدين، ومن ثم الوصول الى الاكتفاء الذاتي في هذه الفترة، وحتى نهايات العقد التاسع برزت ظاهرة النجوم السينمائيين من جديد، فزاد دخول السينمائيين الشباب الى عالم السينما، وتجاوزت افلام كثيرة حدود البلاد فوصلت الى المهرجانات الدولية وحصدت جوائز عدة مثل "تحت اشجار الزيتون (زير درختان زيتون) و"طعم الكرز" لعباس كبار ستمي، و"السجادة" لمحسن مخملياف الخ..

وفي بداية الحرب مع العراق ظهرت أفلام عديدة عن هذه الحرب خصوصا بعد اسشهاد العديد من الرجال في الحرب، وبرزت ظاهرة جديدة في المجتمع الايراني. وهي ظاهرة عائلة الشهداء والاسرى المفقودين. وفي هذه السينما تبرز المرأة بالمعاناة التي عليها ان تتحملها. والأولاد الذين عليها ان تربيهم. وقيم الشهيد التي عليها ان تحافظ عليها؛ وهذه المرأة هي زوجة الشهيد أو أخته أو أمه. ولكل منها دورها المميز في الحياة العائلية والاجتماعية، وقد برزت هؤلاء النساء في أعمال بعض السينمائيين من خلال ابعاد ونواح مختلفة.

اعداد وتقديم : سيد مرتضى محمدي

القسم العربي – تبيان


وقفة عند غزليات حافظ الشيرازي

ملخص الشاهنامه

هوية الشعرالايراني

نظرة في الشعر الايراني الحديث

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)