• عدد المراجعات :
  • 1164
  • 6/23/2009
  • تاريخ :

الغرض من امتلاك القوة

الطائرات الحربية

الإنسان ظلوم جهول ، قد يمتلك القوة في أول أمره ، ليحافظ بها على نقسه ، و ما ملكت يداه ، فإذا شعر بالقوة و القدرة على فعل ما يريد ، من غير أن يدفع ثمنا باهظا مقابل ذلك بادر بفعله ، ولو ظلما أو قتلا للآخرين ، و الحروب الكثيرة التي دارت بين الناس في قديم الزمن و حديثه ، كثير منها دليل على تلك الجملة السابقة ، و الإنسان لا يتخلص من طبيعته الظالمة الجاهلة ، إلا بشيء خارج عنه من قوة مكافئة ، تخيفه من سوء فعله ، أو قانون رادع أو خلق يمليه عليه دين أو عقيدة ، لذلك تعمد كل القوى الشريرة في العالم على تطوير قدراتها القتالية ، حتى تتمكن من العلو بالباطل و الاستطالة على الآخرين ، و فرض إرادتهم عليهم.

لكن القوة في شريعة رب العالمين ، التي أمر المسلمون بإعدادها ، لم يرد منها مثل هذه الغايات الظالمة ، بل يراد منها على الصعيد الخارجي أمران :

 أولا: الدفاع عن دار الإسلام ، بما تحويه من الناس و الموجودات،

 ثانيا: العمل على إزالة كل كيان ، يفرض نفسه على الناس ، و يحكم فيهم بغير شريعة رب الناس خالقهم ، و رازقهم و مميتهم و محييهم ، كما قال تعالى : " و قاتلوهم حتى لا تكون فتنة ، و يكون الدين كله لله

فالقتال له غاية ينتهي إليها : ألا يفتن مسلم عن دينه ، و أن يكون الدين أي الطاعة كلها لله تعالى ،

فليس لأحد كائنا من كان الحق في الحكم و الولاية على الناس بغير شرع الله تعالى ، ثم من شاء بعد ذلك من الكفار و المشركين ، أن يؤمن آمن و صار من المسلمين له ما للمسلمين و عليه ما على المسلمين ، و من شاء أن يبقى على كفره بقي ، و لم يجبر على ترك دينه ، و كانت له ذمة الله و ذمة رسوله ، ما دام وفيا محافظا على عهده و لم ينقضه.

و من أجل هذه المهام العظيمة و الغايات الحميدة ، التي أنيطت بالقوة في شريعة رب العالمين ، فإن الشريعة حضت على الإعداد للقوة بكل ما يستطاع و الاستعداد للمواجهة ، لكن من غير اعتداء ، و لاعدوان ، فإن الله لا يحب المعتدين ، قال الله تعالى : " وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ، و من رباط الخيل ، ترهبون به عدو الله و عدوكم و آخرين من دونهم ، لاتعلمونهم الله يعلمهم " ،

فالقوة المطلوب إعدادها تبلغ غاية الاستطاعة ، حتى يكون منها التخويف و الزجر و الردع لأعداء الله و المسلمين

 فقال : " وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ" أي، مهما أمكنكم ،" مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ"، لكن إعداد ما يستطاع من قوة السلاح ، لايقتضي استعماله في كل حال .

 قال تعالى : " يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا ، فلا تولوهم الأدبار ، و من يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة ، فقد باء بغضب من الله و مأواه جهنم ، و بئس المصير " ، [الأنفال 15-16].

و من ثم فإن صناعة و إنتاج الأسلحة ، التي تردع العدو و تخيفه ، و تزجره ، و تلقي في نفسه الوهن و منها أسلحة الدمار الشامل ذات القوة الفائقة في التدمير ، ينبغي أن تكون من أولويات الصناعة العسكرية لدى المسلمين ، ما دام العدو ينتج هذه الأسلحة ، لكن لا ينبغي استعمالها ضد الأعداء إلا على سبيل المعاملة بالمثل ، كما قال تعالى : " و جزاء سيئة سيئة مثلها "  .

و قال : " فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم "، و قال تعالى : "و إن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به "، و هنا نجد في تلك النصوص وضوح التماثل في معاملة المعتدين ، فمن اعتدى علينا جاز لنا ، أن نعاقبه بمثل عدوانه ، ولا شك أن امتلاك هذا النوع من الأسلحة ، يمثل إحدى الضمانات ، التي تمنع العدو من استخدامها ، لأنها تحدث توازنا بين الطرفين ، حيث يشعر الطرف المعتدي أنه ليس بمنأى عن العقوبة و المعاملة بالمثل ، في حين أن عدم امتلاكها سوف يجعل من لا يمتلكها في الموقف الأضعف في مواجهة المالك لها ، و من ثم يرضخ له و يبتز من قبله ، و لعل ذلك يفسر الحرص الشديد لمحاربة الدول المنتجة لهذه الأسلحة لكل من يحاول إنتاج هذه الأسلحة  

والسلاح يراد منه في الجهاد كسر شوكة الكفار من أجل إعلاء كلمة الله تعالى، لا يراد منه الإبادة الجماعية أو العلو في الأرض بالباطل، أو مغنما دنيويا، بعكس ما يقوم به العالم الغربي حيث يهدف من أسلحة الدمار الشامل الإبادة الإنسانية التي تلقي الذعر والرعب في القلوب من أجل العلو و الإفساد في الأرض، وانتهاب خيرات البلاد و ثرواتها، و إرغام البلاد على التخلي عن عقيدنها و ثوابتها و متابعتها في نموذجها الثقافي و الحياتي. 


أنواع أسلحة الدمار الشامل

حجم أسلحة التدمير الإسرائيلية وأسباب الصمت الدولي عليها

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)