• عدد المراجعات :
  • 1636
  • 12/24/2008
  • تاريخ :

آليات إحياء الذكرى أو الشعائر الحسينية
الامام الحسين عليه السلام

إنّ آليات إحياء ذكرى أهل البيت (عليهم السلام) أو الشعائر الحسينية بحاجة إلى تجميع الطاقات وتكثيف الجهود، وتنسيق الخطط والبرامج،وتنظيم الأعمال وتوزيع المسؤوليات، وبحاجة إلى التشاور بين جميع المعنيين بإحياء هذه الشعائر ومنهم:

1- المراجع والفقهاء وطلاّب الحوزة العلمية.

2- الخطباء والشعراء و(الرواديد).

3- مسؤولوا المساجد والحسينيات والمواكب.

4- الكتاب والمؤلفون.

5- الممثلون ومطلق الفنانين.

6- القوى المؤثرة في الواقع الاجتماعي والسياسي كرجال الدولة أن كانت دولة إسلامية، والمعلمين وطلاب الجامعة.

والتشاور ضرورة يفرضها الواقع لكي يتوصل الجميع إلى آليات واحدة مقبولة شرعاً وعرفاً، وهذه الآليات تحددها مجموعة من العوامل أهمها:

1- الشرعية.

2- الظروف العالمية والمحلية.

3- المصلحة الإسلامية العامة.

4- مصلحة المذهب.

وينبغي التركيز على الآليات التي ورد فيها نص بالدرجة الأولى من المعصومين (عليهم السلام) ومن الفقهاء ثم التوجه إلى الآليات المباحة التي تحيي الذكرى أو تقع في طريق إحيائها.

فأمّا ما ورد به نصّ من قبل المعصومين (عليهم السلام) فكثير جداً ومن أهمه البكاء وإظهار الحزن بأي أسلوب أمكن وحياة الأئمة (عليهم السلام) ترشدنا إلى ذلك وخصوصاً حياة الإمام زين العابدين (عليه السلام) الذي عدّ من البكائين، وإقامة المجالس الحسينية، وقراءة المقتل، وإقامة المهرجانات الشعرية، فكان أهل البيت (عليهم السلام) يستأجرون الشعراء لرثاء الإمام الحسين (عليه السلام) أيام موسم الحج.

ومن آليات الإحياء وتعظيم الشعائر زيارة الإمام الحسين (عليه السلام) النظرية والعملية والمتمثلة بقراءة زيارة عاشوراء وزيارة وارث وزيارة القبر الشريف وخصوصاً عن طريق المشي على الأقدام فهي ظاهرة تستحق الاهتمام لأنها قد تكون جامعة لجميع الآليات، ففي الطريق إلى الإمام الحسين (عليه السلام) أو احد الأئمة (عليهم السلام) تقام التعازي والمجالس وتلقى القصائد ويرتقي الخطباء المنبر المتجوّل حيث الوعظ والإرشاد والتذكير بالمصيبة، إضافة إلى لفت الأنظار المحلية والعالمية لهذه الظاهرة التي تمارس بصورة جماعية تحمل فيها الرايات السود ويرتدي فيها المحبون لباس الحزن.

ومن آليات الإحياء تمثيل واقعة الطف وواقعة مقتل مسلم بن عقيل وواقعة السبايا، وياحبذا لو تظافرت الجهود لأحياء هذه الظاهرة التي كانت الوسيلة الوحيدة المؤثرة في الأطفال والأحداث والناشئين، فلها دور كبير في تثقيف المجتمع بثقافة الواقعة وبتفاصيلها التاريخية، وينبغي أن تؤدّى شعبياً ورسمياً.

وهنالك آليات أخرى معمول بها في أوساطنا الاجتماعية كاللطم وضرب (الزنجيل) والمسيرات المتجولة في الشوارع العامة، فلا ينبغي التقليل من شأنها، بل لا ينبغي التقليل من شأن أي ظاهرة مادامت مشروعة ومباحة، فلنترك الحرية للجميع في إطار الحدود الشرعية لإحياء الذكرى وتعظيم الشعائر.

ومن آليات إحياء الذكرى وتعظيم الشعائر إقامة الندوات المستطيلة والمستديرة يشترك فيها المحاضر والمتحدث والخطيب مع المستمع والمتلقي، حيث يخصص لكل منهم الوقت الكافي للحديث والتعقيب والحوار وإبداء وجهات النظر لنشرك أكبر عدد من أبناء الأمة في إبداء آرائهم حول النهضة الحسينية أو حول الشعائر الحسينية، وفي ذلك يتم تطوير الخطاب والخطيب والشعر والشاعر والموعظة والواعظ بما ينسجم مع تطوير آليات الدعوة للإسلام وآليات الإصلاح وأداء مسؤولية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

وينبغي إشراك اكبر عدد من المراجع والفقهاء والعلماء في مثل هذه الندوات أو في المجالس الحسينية، وعلى سبيل المثال يتم التناوب على المنبر من قبل الخطيب ذي الصوت الشجي الحزين ومن قبل المرجع أو الفقيه، فهذا ينعى ويقرأ الشعر وذلك يرشد ويوجّه أو كلاهما يؤدي الدورين معاً.

وإضافة إلى جميع ما تقدم ينبغي إقامة مسابقات تتعلق بتعظيم الشعائر وإحياء الذكرى في كتابة الشعر أو النثر أو القصة أو التأليف في مختلف مجالات إحياء النهضة، وينبغي تكريم المبدعين وتشجيعهم على الإبداع في الآليات والأساليب التي تعمق ارتباط الناس بالإمام الحسين (عليه السلام) خصوصاً وبمنهج أهل البيت (عليهم السلام) عموماً، فبالتكريم المادي والمعنوي تتوسع آفاق المبدعين وأن كان الثواب والجزاء بالحسنى هو المقدم على ذلك.

وفي جميع الأحوال ينبغي استثمار كل الامكانات والطاقات من أجل إحياء ذكرى أهل البيت (عليهم السلام) وتعظيم الشعائر الحسينية، وليس من الصحيح تجاوز أي إمكانية وأي طاقة في هذا المجال، وليس من الصحيح انتقاد هذه الآلية أو تلك أو السعي للتقليل من شأنها أو تعطيلها.

ولا ننسى أنّ هدف الإمام الحسين (عليه السلام) من حركته ونهضته هو هداية الإنسان والمتمثلة بتغيير محتواه الداخلي في عقله وقلبه وإرادته لينسجم مع المنهج الإلهي في الحياة التي أرسى أركانها

رسول الله (صلى الله عليه وآله) وائمة أهل البيت (عليهم السلام).

اصحاب الامام الحسين عليه السلام يوم الطف

 عاشوراء لكلّ العصور

 الهدف السامي من انتفاضة الإمام الحسين (ع)

 حدث عاشوراء الجلل.. كيف نكتبه؟

 هل هناك عهد بيننا وبين الحسين عبر رسول الله أم لا؟

 حركة كربلاء وواقعنا المعاصر

 

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)