• عدد المراجعات :
  • 2066
  • 6/25/2008
  • تاريخ :

دعاة السفور و أثرهم السيء على الأخلاق
الحجاب

 لا يخلو زمان من الأزمان ، من اناس فاسدين ، ضالين مضلين يزرعون بذور الفساد في النفوس البريئة . و ها هم اليوم يتقولون ، إن الإسلام ضرب الحجاب على المرأة لتكون رهينة البيت ، و ضمن نطاق الجدران لاتصلح إلاللخدمة ، إذ لا يمكنها و هي محجبة الانسجام مع الأجيال المتطورة و المدنية الحديثة . و قبل كل شيء لا بد لنا من طرح بعض الأسئلة على محبذي السفور ، و الخلاعة ، الذين يرونهما من أهم أسباب الحضارة و المدنية ، التي تمكن المرأة من أن تماشي التطور في عصرنا الحاضر .

ليت شعري ... ، هل التطور هو أن تخرج المرأة الى الملاهي والمراقص و دور الخلاعة ؟ ، على شكل مناف للغيرة و الحمية ، لاحياء يردعها ، و لاحجاب يسترها ؟

ولكن أين هي المرأة المسلمة الآن من الإسلام ؟ ، و قد استعبدتها شياطين الانس و الجان ... ، و هذه المدنية الزائفة التي أعمتها ، و أعمت بصيرتها ، و أوحت لها ان التقدم و الرقي ، هو ترك ما كان عليه الأجداد من الدين ... ، و الحياء ... ، و الخلق الكريم .  فتحررت من تراثها العظيم حتى لاتتصف بالرجعية و انحطت ، و انحدرت إلى أسفل درك بفضل الاستهتار و الخلاعة و التبرج السافر . لو كانت الفتاة المسلمة قد راعت الاحتشام في ملبسها ، و تصرفاتها ، و حركاتها ، لو أنها اخفت زينتها ، ولم تعرض النهود و الأرداف و الأذرع و السيقان ، لكان اولى بها و أعف و أتقى ، و كانت في حصن حصين من ان تقع في مزالق الفوضى ، مخدوعة ببريق كلام المفسدين دعاة السفور العابثين . و ما أحسن ما قيل :

 

أفـوق الـركبتيـن تشمـرينـا  
بربـك أي نهــر تعبـرينـا
وما الخلخال حين الساق صارت
       تطـوقها عيـون الناظـرينـا
عيـون المعجبين لديـك جمـر  
ستشعـل إن أردت هـوى دفينا
فتـاة الجيـل مثلك لا تجـاري                      
سفيهـات يبعـن تقـى ودينـا
فبـالتقصير طالتنـا الأعـادي
و باللـذات ضيعنـا العـرينـا
أبنـت ( خديجة ) كونـي حياء                      
كأمـك تنجبـي جيـلاً رزينـا
خذيهـا قـدوة ننهـض جميعـاً
  وتبـق ديـارنا حصناً حصينـا
ولا يشغلـك قشـر عـن لباب   
       ولا تضلـك ( صوفياهم ولينا )

          

 و لو أن الفتاة المسلمة لم تتفنن في تجميل وجهها بالاصباغ و المساحيق ، و قضاء وقت طويل في تصفيف شعرها عند المزين ( الكوافير ) لهان الخطب .

 ألم يكن الأولى بها أن ترتدي ثوب العفة و الحياء ؟

 و كما قيل :

سيري لمجدك تحت ظل عفاف
و تجملي بمطارف الألطاف
ما الدر وهو مجرد عن حرزه 
  بمقدر كالدر فـي الأصداف

                 

 لاأجافي الصدق ، و لااجانب الحق إن قلت ، ان النساء في عصرنا الحاضر ، ضائعات في متاهات ، لايدرين اي طريق سلكن وقد تقاذفتهن التيارات ، و اختلطت عليهن سبل الحياة . نحن في القرن العشرين عصر العلم و الأدب ... ، عصر النور و الثقافة ... ، عصر الذرة ... ، عصر الصعود الى القمر و المريخ ، و اكتشاف المغيبات و اختراق الحجب و الأجواء . و أيضاً عصر المستهترين الضالين ، الذين لايعون ما يفعلون ، و لايرعون ( و هم دعاة السفور و الخلاعة ) ، الذين يدعون المرأة المسلمة الى التحرر من سجنها المزعوم و الانطلاق من عشها المظلم ، و هم يهتفون بأصوات عالية و نداءات جريئة و ألفاظ براقة خلابة .

 يدعونها الى خلع الحجاب عن رأسها و الاسفار عن مفاتن جسمها ، بدعواهم ان الحجاب من مخلفات العصور المتخلفة ، و من خرافات السنين الغابرة ، و العهود المظلمة ، و من بقايا الأديان و الطقوس البائدة .

مساكين هؤلاء الذين ينادون بسفور المرأة ... ، و يدعونها الى ترك حجابها قد ضيعوا انفسهم ... ، و ضيعوها ، و خدعوا انفسهم ... ، و خدعوها ، و أساؤا الفهم و التصرف ، و ما دروا أي ذنب اقترفوا ؟! و في أي هاوية أوقعوا المرأة ، و في أي بلاء رموها ، و أي عز لها هدموا ؟!  ، لقد زينوا لها السفور حتى أخرجوها من خدرها ، و عزها ، و دلالها و حشمتها و وقارها و بيتها الذي هو حصنها الحصين . أخرجوها الى الشارع سافرة تفتن الناظرين بجمالها ، لتسحر الناس بانوثتها ، و هم لا يبالون ، و لايردعهم رادع من ضمير او دين .

المصدر : كتاب / المرأة في ظل الاسلام / مريم نور الدين فضل الله


تشويه الحجاب

لماذا الخوف من الحجاب؟

الحجاب بين الشريعة و الشبهات

العفة و الستر علاقة متفاعلة بين الرجال و النساء

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)