أمریکا والعالم الإسلامی نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

أمریکا والعالم الإسلامی - نسخه متنی

الدکتور منوچهر محمدی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




و - العالم الإسلامي


لم يُطرح مصطلح العالم الإسلامي قبل انتصار الثورة الإسلامية. وقسّمت المناطق
التي يقطنها المسلمون وفقاً لأوضاعها الجغرافية وجغرافيتها السياسية الى الشرق
الأوسط وشمال افريقية وجنوب شرق آسيا والشرق الأدنى. واما مصطلح العالم الإسلامي
فقد طرح في قاموس العلاقات الدولية بعد انتصار الثورة الإسلامية وذكر مانتيغنون -
ضمن تقسيماته الثمانية - الحضارة الإسلامية المتقدمة. وهذه الوحدة الحضارية الكبيرة
ذات جغرافية تمتد الى مضيق جبل طارق غرباً وجزر ماداغشقر شرقاً موزعة على مايقارب
60 دولة ذات أنظمة مختلةف، ومع وجود المد الإسلامي الواسع في تلك الدول إلاّ انّ
نظام الدول - الشعب مازال يلقي بظلاله الثقيلة على شعوبها.


وفي الشرق الأوسط الذي تشكل الدول العربية أغلبيته مازال العرب يعيشون ومنذ 50
عاماً مشكلة أساسية مع الولايات المتحدة الاميركية، الواقعة تحت نفوذ وسيطرة اللوبي
الصهيوني وفي الدعم اللامحدود لاسرائيل الذي تقدمه أميركا وجاءت الانتفاضة بمرحلتين
لتضخّ دماً جديداً في عروق المقاومة ضد إسرائيل كما استطاعت الحركات الإسلامية
المختلفة في فلسطين أن تضيّق الخناق على الكيان الصهيوني الغاصب نتيجة تأثرها
بالثورة الإسلامية في إيران


وحزب الله في لبنان وباعتمادها على إيمانها وعقيدتها.


إنّ هذه النهضة لم تحيي الأمل لدى الفلسطينيين فحسب بل أحيته في قلوب المسلمين
كافة ولاسيما في الدول العربية كمصر والأردن وسورية والسعودية.


إنّ أصوات طبول الحركات المعادية لأميركا مازالت تسمع في كلّ البلاد العربية
إلاّ ان هؤلاء الناس كانوا أقل توقعاً بأن يكون لحادثة الحادي عشر من سبتمبر تأثير
كبير على التغيّر في المجتمعات العربية. إنّ قوّة أميركا تحوّلت لدى العرب
والمسلمين الى وحش سيغرق هذه المنطقة من العالم في بحد من الدماء بوقت قريب، وفي
الوقت ذاته حددت البلاد العربية والإسلامية مسيرتها منذ بداية التسعينات في مقابل
سياسة حشد الجيوش الأميركية المنتصرة في المنطقة، العقد الذي شهد حرباً أُخرى وقام
العرب والمسلمون فيه بتوجيه ضربات قوية الى الأميركان. الهجوم على مركز التجارة
العالمية بسيارة حمل مفخخة سنة 1993م وبتخطيط وتوجيه من الشيخ عمر عبدالرحمن كما
ادّعى الأميركيون ذلك، فانطلقت شرارة انتفاضة العرب المسلمين من الهجوم على مركز
التجارة العالمي واستمرت حتى الحادي عشر من سبتمبر.


وقلّما نشاهد اليوم أُسرة عربية أو مسلمة لاتحمل الكراهية لكل الرموز الثقافية
والسياسية الأميركية. ففي نظر الجماهير يجب قطع العلاقة مع أميركا بصفتها رمز الكفر
العالمي كما يجب القضاء على التلوّث الثقافي الذي تبثّه الفضائيات الغربية، وهذا
الهدف لايتحقق إلاّ باقتلاع جذور التواجد الأميركي في المنطقة العربية وخروج القوات
الأميركية منها.


ونظراً لهذه الأمور تلاحظ أنّ أحداث الحادي عشر من سبتمبر والتطورات التي حدثت
بعدها أفرزت ثلاث نتائج يمكن الإشارة اليها:


1 - سيادة جوّ من الكراهية لأميركا بين جميع الشخصيات الاجتماعية


والسياسية الشيعية منها والسنية وأدّى الإحساس الأميركي الى التقارب والوحدة
بين تلك التجمعات أكثر من ذي قبل.


2 - العزلة التدريجية الثقافية العلمانية والليبرالية الموالية للغرب وأميركا،
وفقدآنهالبريقها، وزوال الأرضية المساعدة لنموها في الأوساط الاجتماعية.


3 - تعرض الحكومات المحافظة الى ضغوط مزدوجة: ضغوط من قبل أميركا لدفعها الى
الالتحاق وقبول سياستها العسكرية من جهة، ومن جهة أُخرى تمارسها التجمعات
الاجتماعية ولاسيما الإسلامية والتقليدية لدفع تلك الحكومات للابتعاد عن السياسة
المحافظة ومواجهة أميركا وستؤدي هذه الضغوط المزدوجة الى تغيير السياسة لصالح
الشعوب والى مواجهة أميركا.


إنّ استمرار الولايات المتحدة الأميركية في افتعال الأزمات في المنطقة، ودرج
بعض الدول العربية مثل اليمن والسودان والصومال في قائمة الدول التي ستهاجم بعد
العراق وافغانستان أدّيا الى زيادة الضغوط على هذه الحكومات فأعلنت عن معارضتها
الجدية والعلنية للسياسة الأميركية، بنحو دفع بالامير عبدالله ولي العهد السعودي
الى التهديد بأنّ السعودية ستفصل طريقها في حال استمرار أميركا بافتعال الأزمات
وحتى إنّه طلب من أميركا أن تسحب قواعدها العسكرية من السعودية.


إنّ مجموع هذه العوامل الثلاثة التي حدثت في الساحة العربية، أي تزايد الكراهية
العامة من السياسات الأمريكية، واتساع واستمرار الانتفاضة في فلسطين المحتلة،
والضغط الاميركي المتزايد على الحركات الإسلامية في المنطقة، ستؤدّي الى ابتعاد
أكثر للدول العربية عن أميركا وقيام جبهة متّحدة ومنسجمة لمواجهة الاطماع
الأميركية.


أمّا في الشرق الأقصى - الذي تحكم فيه الحكومتان الاندونيسية والماليزية


على عدد كبير من المسلمين - ولهم دور مؤثر فان الكراهية لأميركا هي التي تسود
الأجواء ولاسيما بعد الأزمة الاقتصادية التي مرَّ بها البلدان سنة 1996 و 1997م، إذ
أن الازمات الاقتصادية في هذين ا لبلدين ناجمة عن سيطرة الدولار الأميركي الذي
استطاع بسهولة أن يعرض الاقتصاد الوطني فيهما الى أزمة تسبّبت في اضطرابات شعبية في
اندونيسيا وسقوط سوهارتو من الحكم. وبعد الحادي عشر من سبتمبر ازدادت حدّة الموجة
المعادية لأميركا في هذه المنطقة من العالم الإسلامي بحيث انتشرت المظاهرات
المعادية لأميركا انثاء الهجوم على افغانستان، وأُحرقت الاماكن التي كانت تمثل
رموزاً اميركية مثل مطاعم ماك دونالد، كما تشدّد يوماً بعد يوم مواقف حكومة ماهاتير
محمد - رئيس وزراء ماليزيا - المعادية للسياسات الاميركية، حيث اخذ يهاجم تلك
السياسات بصورة علنية.


أمّا في دول آسيا الوسطى ومنطقة القفقاس فأن أميركا غير قادرة في المدى البعيد
على التغلغل في هذه المنطقة والحصول على القواعد اللازمة هناك بسبب الاوضاع
الجغرافية للمنطقة والنفوذ العسكري والسياسي الروسي فيها من جهة، وحاجة تلك الدول
الى الجمهورية الإسلامية للوصول الى المياه الحرة وتصدير النفط والغاز الى العالم
عبر أراضيها من جهة أُخرى.


ومما يزيد في الموانع أمام النفوذ الأميركي في تلك المنطقة بين أذربيجان
ارمنستان أو ما يجري في افخازيا في جورجيا.


أما الجمهورية الإسلامية - فما لاشك فيه - ستكون هي المحور والمركز لجميع
التطورات التي تستجد في اطار أي تعامل مع العالم الإسلامي بسبب ايدلوجيتها.


وكونها الدولة والمؤسسة الوحيدة التي تقوم بإجراء أحكام الإسلام وما


تتخذه من مواقف ثورية ضد الاستكبار من جهة، ولموقعها من ناحية الجغرافية
السياسية والجغرافية الاستراتيجية والجغرافية الاقتصادية، حيث ستشكّل قلب العالم
الإسلامي، من جهة أخرى.


/ 17