• عدد المراجعات :
  • 1668
  • 1/6/2013
  • تاريخ :

اعتراف أميل دير مانجم بعظمة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)

رسول الله ص

إن إخلاص محمد لا يمكن أن يكون في العصر الحاضر موضع شك، فإن حياته كلها تشهد أنه كان يۆمن برسالته إيمانا عميقا، وأنه تقبلها -لا بغير بطولة- كعبء يجب عليه أن يتحمل ثقل أوزاره

قال (أميل دير مانجم) في كتابه (حياة محمد):

(إن محمدا لم يكن شخصيا إلا رجلا أميا خلوا من الثقافة تقريباً كجميع بني بلدته في عصره، ولكنه كان يعلم أن الإله رحيم رحمة لا حدّ لها، فاجهد نفسه في أن يعلو على الطبيعة البشرية، وأن يقهر في نفسه الميول الانتقامية)

ثم قال: (إن إخلاص محمد لا يمكن أن يكون في العصر الحاضر موضع شك، فإن حياته كلها تشهد أنه كان يۆمن برسالته إيمانا عميقا، وأنه تقبلها -لا بغير بطولة- كعبء يجب عليه أن يتحمل ثقل أوزاره).

وقال: (إن قوة عبقرية محمد الإنشائية واتساعها، وذكاءه العظيم ونظره الصائب إلى الحقائق، وسيادته لنفسه، وقوة إرادته، وحكمته واستعداده للعمل، وحياته الواقعية، كل ذلك يجعل الزيف في مبدأ رسالته يستحيل القبول. فكيف يتصور أن ينقلب كاذبا فجأة، ذلك الذي كان نجاحه يظهر له كبرهان ساطع على تأييد الإله لدعواه، وكيف يمكن أن يجرأ على تشويه رسالته في الوقت الذي كان يرى فيه أنها مقدسة مۆيدة من الإله).

وقال: (وهكذا نهض محمد رسول الإسلام) ليدعو بني جنسه إلى دين واحد هو دين الإله الواحد، وليوقظ جزءا من آسيا وأفريقيا، وليحرر من عبودية الجامدين كل الذين يفهمون رسالته الحقيقية، ولكي يحرر فارس التي كان النعاس يشملها، ولينعش المسيحية الشرقية التي شوهتها المجادلات البيزنطية الخالية من الحماسة، ومن الاعتقاد المجرد من الوحدة).

وقال: (إن محمدا كان يجهل كل ما ليس علما مطلقا، وكان أمياً بالمعنى الكامل لهذه الكلمة، وليس معناها، فيما أرى، العامية أو الخلو عن التأدب، وإنما الأمي هو بالأحرى الرجل النقي الذي جمع بين الطبيعة وما فوق الطبيعة، والبرئ من الأحكام المتسرعة، ومع ذلك فقد نهض لكي يدعو العلماء إلى أن يفهموا ما يقولون، وليقوّم الطرق الملتوية التي يضل فيها من يزعمون أنهم حكماء).

ثم قال: (إن الناس حالة سماعهم خطب محمد المهمة، وكتاباته الملتئمة مع عصره، قد أحسوا بجاذبية تصلهم بالسر الخفي الذي يقودهم إليه، فخضعوا للإله، فرأوا كيف يستطيعون أن يهذبوا وجودهم المۆقت، وهكذا وجدوا فيه مثالا حياً لا يستطيع الفلاسفة ولا رجال الحكومة أن يقدموه).

(إن محمداً رسول الإسلام (عليه الصلاة والسلام) قد أوجدت دعوته في جزيرة العرب تقدماً غير قابل للاعتراض، سواء أكان ذلك في دائرة الأسرة أم في دائرة المجتمع أم الناحية الصحية، وإن حظ المرأة قد تحسن، وإن الفحش والزواج المۆقت، والمعاشرة الحرة (الزنا) قد حظرت وقد حرم ايضاً إكراه الإماء على أتخاذ الفحش وسيلة لثراء مواليهن، كما كان متبعاً في ذلك العهد (ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصناً) القرآن.

ثم قال دير مانجم:

(إن محمداً قد أباح الرق، ولكنه نظمه، وضيق حدوده، وجعل العتق عملاً خيراً، بل كفارة عن بعض المعاصي).

نقول: إن اعتراق أميل دير مانجم ناشئ عن دراسته الصحيحة لحياة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، ولكتابه القرآن المجيد.

هذا ونضيف على قوله (قد أباح الرق.. الخ قائلا: لأن الاسترقاق كان منتشراً كنظام حيوي في جميع الملل قبل البعثة، فلم يكن من الحكمة الاستعجال في القضاء عليه، ولهذا اتخذ وسائل لإلغائه بالتدريج، طبق تعاليم القرآن الكريم.

(إن محمداً رسول الإسلام (عليه الصلاة والسلام) قد أبدى في أغلب حياته، (بل في طول حياته) اعتدالا لافتاً للنظر فقد برهن في انتصاره النهائي على عظمة نفسية قل أن يوجد لها مثيل في التاريخ، إذ أمر جنوده أن يعفو عن الضعفاء والمسنين والأطفال والنساء وحذرهم أن يهدموا البيوت أو أن يسلبوا التجار، أو أن يقطعوا الاشجار المثمرة، وأمرهم أن لا يجردوا السيوف إلا في حالة الضرورة القاهرة، بل قد سمعناه يۆنب بعض قواده ويصلح أخطاءهم إصلاحاً مادياً).

ثم قال دير مانجم

(إنه لم يكن ليستطيع أن يغير أخلاق شعبه تغييراً تاماً، ولكنه نجح في أن يقومها في نقط كثيرة).

اعداد : سيد مرتضى محمدي

القسم العربي : تبيان


اعتراف جولد تسيهر بعظمة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)

اعتراف توماس كارليل بعظمة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)

الرسول في عيونهم

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)