• عدد المراجعات :
  • 4422
  • 12/29/2012
  • تاريخ :

هل الإنسان محكوم بالجبر الاجتماعي؟

الليل

فإن كان الأساس هو الجبر المطلق للإنسان، وأن الفرد في مقابل المجتمع مجبور مطلقاً، ومقيد اليدين؛ إذن، فما معنى الحسن والقبح، والعقاب والجزاء، سواء في الدنيا أو الآخرة.

يجد الإنسان نفسه أحيانا مثل قشة يتقاذفها السيل يميناً وشمالاً، ولا شك أن المجتمع له حكم السيل، فيأخذ افراده حيثما يشاء، لكن ليس بمعنى أنه يملك جبراً مطلقاً يحكم الإنسان. فالمحيط والمجتمع والأوضاع الاجتماعية المختلفة لا تتحكم بالإنسان تحكماً جبرياً مطلقاً، بمعنى، أن الإنسان لا يمكنه أن يتخذ لنفسه قراراً في هذا السيل الجارف، أو يتحكم بموقعه فيغيِّره، أو حتى أن يختار مسيراً خلاف مسير التيار! القضية ليست كذلك. الإنسان يستطيع أن يتخذ لنفسه حركة مخالفة لمسار السيل الاجتماعي الجارف، فيسير خلاف مساره ، بل وأحياناً كثيرة قد يۆثر في مصير هذا السيل واتجاه سيره، فيعيِّن له مسيراً مخالفاً.

وتعاليم الإسلام السّمحاء مبنية على هذه النظرة، وعلى هذا الأساس من الاختيار؛ وإلا فلا معنى للمسۆولية والتكليف، ولا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولا الجهاد، وأمثال ذلك، ولا معنى أصلا حتى للعقاب والثواب.

فإن كان الأساس هو الجبر المطلق للإنسان، وأن الفرد في مقابل المجتمع مجبور مطلقاً، ومقيد اليدين؛ إذن، فما معنى الحسن والقبح، والعقاب والجزاء، سواء في الدنيا أو الآخرة.

هذه المسائل لا معنى لها بالنسبة للإنسان، وتعاليم الدين الإسلامي مخالفة لهذا الفكر أصلاً.

 

اعداد: سيد مرتضى محمدي

المصدر:

کتاب تعليم وتربيت در اسلام - الشهيد مرتضى مطهري


الجبر والتفويض

معنى تطهير النفس البشرية

في العدل والتكليف والقضاء والقدر

التقدير هو الراسم للحياة عند المشركين

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)