• عدد المراجعات :
  • 2244
  • 11/18/2012
  • تاريخ :

السلام عليکِ يا ابنه الحسين الشهيد الذبيح العطشان

السیدة رقیه

اثناء مسير قافله السبايا بعد ان غابت الشمس , توقفت القافله قليلاً , وحين ارادوا اکمال المسير وجدوا الرمح الذي کان عليه راس الامام الحسين (عليه السلام) ثابتا في الارض لا يتحرک ..

رغم محاولات حامله ان يحرکه او ينتزعه فلم يستطع .. فاستعان بمن کان معه فلم يفلحوا .

فلجاوا للامام السجاد (عليه السلام) سائلين فامرعمته السيده زينب (عليها السلام) بتفقد الاطفال, وتتاکد من عدم فقدان احدهم فاخذت السيده زينب تتفقدهم واحداً واحداً فاکتشفت فقدان الطفله ( رقيه ) .

فاخبرت الامام زين العابدين علي السجاد (عليه السلام) بذلک , فاخبر الامام السجاد (عليه السلام) الجنود ان الراس لن يتحرک قبل العثور على الطفله .. وحين بحثوا عنها ولم يجدوها ..اشار عليهم الامام ان يبحثوا في الجهه التي ينظر اليها الراس الشريف ,, وحين توجهوا وجدوا الطفله نائمه تحت فيء نخله بعد ان اتعبها السير المتواصل , فجاءها احد الجنود و ايقظها برفسهٍ من رجله ثم ضربها بسوطه , وبعد ان عاد بها احتضنتها السيده زينب (عليها السلام) ومسحت دموعها , وعند ذلک تحرک الرمح من مکانه .

ثم قصه وفاتها .. وهي الاشهر عنها .. وقد کانت خلال ملحمه کربلاء تعالج من المرض دون علم بما جرى لابيهاالحسين (عليه السلام) .

وفي الشام حين شفيت .. قامت بما هي معتاده عليه من اعداد السجاده لوالدها (عليه السلام) وقت الصلاه ..

وانتظرته کثيراً دون جدوى ..

فظلت تسال عنه وهي تبکي .. و نساء اهل البيت في حيره بما يخبرنها وحين سمع نداءها يزيد لعنه الله .. سال عما تطلبه فاجيب بانها تطلب والدها الحسين (عليه السلام) .

وهنا ارسل لها الراس على طبق وهو مغطى .. فجاووا بالراس الشريف اليها مغطى بمنديل فوضع بين يديها وکشف الغطاء عنه فقالت: ما هذا الراس؟ قالوا: انه راس ابيک، فرفعته من الطّشت حاضنه له وهي تقول: يا ابتاه من الذي خضّبک بدمائک؟ يا ابتاه من الذي قطع وريدک؟ يا ابتاه من الذي ايتمني على صغر سني؟

يا ابتاه من بقي بعدک نرجوه؟ يا ابتاه من لليتيمه حتى تکبر؟

ثم انها وضعت فمها على فمه الشريف وبکت بکاءً شديداً حتى غشي عليها .. وهنا قال الامام السجاد (عليه السلام) لعمته زينب : يا عمه ارفعي رقيه عن راس ابي فقد فارقت الحياه ! .

فلما راى اهل البيت (عليهم السلام) ما جرى عليها اعلوا بالبکاء واستجدوا العزاء وکل من حضر من اهل دمشق، فلم ير ذلک اليوم الا باک وباکيه.

مما جدد البکاء والحزن على قافله اهل البيت (عليهم السلام) ..

فقد بذلک تجديد للاحزان و الآلام ..

ودفنت في مکان وفاتها بالشام .. وقبرها معروف ومشهور ويقصده الآلاف .

ولم يعرف في التاريخ سابقه لتعلق ابنه بوالدها الا جدتها فاطمه الزهراء (عليها السلام) وتعلقها بابيها رسول الله (صل الله عليه واله) ..

وذلک لما تميز به الامام الحسين (عليه السلام) من رحمه وحنو .. على الجميع

وخصوصاً اطفاله .. ونساءه .

قال الشاعر سيف بن عميره النخعي الکوفي ـ من اصحاب الامام الصادق والکاظم ( عليهما السلام ) ـ :

وعبدکم سيف بن عميره ** لعبد عبيد حيدر قنبر

وسکينه عنها السکينه فارقت ** لما ابتديت بفرقه وتغيّر

ورقيه رقّ الحسود لضعفها ** وغدا ليعذرها الذي لم يعذر

ولاُم کلثوم يجد جديدها ** لئم عقيب دموعها لم يکرر

لم انسها سکينه ورقيه ** يبکينه بتحسّر وتزفّر

 قال الشاعر السيّد مصطفى جمال الدين ـ مکتوبه بماء الذهب على ضريحها ـ :

في الشام في مثوى يزيد مرقد ** ينبيک کيف دم الشهاده يخلد

رقدت به بنت الحسين فاصبحت ** حتّى حجاره رکنه تتوقّد

هيّا استفيقي يا دمشق وايقظي ** وغدا على وضر القمامه يرقد

واريه کيف تربّعت في عرشه ** تلک الدماء يضوع منها المشهد

سيظل ذکرک يا رقيه عبره ** للظالمين مدى الزمان يخلد

 قال الشاعر السيّد سلمان هادي آل طعمه :

ضريحک اکليل من الزهر مورق ** به العشق من کل الجوانب محدّق

ملائکه الرحمن تهبط حوله ** تسبّح في ارجائه وتحلّق

شممت به عطر الربى متضوعاً ** کانّ الصبا من روضه الخلد يعبق

اليه غدا الملهوف مختلج الروى ** وعيناه بالدمع الهتون ترقرق

کريمه سبط المصطفى ما اجلّها ** لها ينحني المجد الاثيل ويخفق

يتيمه ارض الشام الف تحيه ** اليک وقلبي بالمودّه ينطق

زيارتها :

( السلام عليک يا ابا عبد الله يا حسينُ بن علي يا ابن رسول الله ، السلام عليک يا حجّه الله وابن حجّته ، اشهد انّک عبد الله وامينه ، بلّغت ناصحاً وادّيت اميناً ، وقلت صادقاً وقتلت صدّيقاً ، فمضيت شهيداً على يقين لم توثر عمىً على هدى ، ولم تمل من حق الى باطل ، ولم تجب الاّ الله وحده .

السلام عليکِ يا ابنه الحسين الشهيد الذبيح العطشان ، المرمّل بالدماء ، السلام عليک يا مهضومه ، السلام عليک يا مظلومه، السلام عليک يا محزونه ، تنادي يا ابتاه مَن الذي خضّبک بدمائک ، يا ابتاه من الذي قطع وريدک ، يا ابتاه من الذي ايتمني على صغر سنّي ، يا ابتاه من لليتيمه حتّى تکبر . لقد عظمت رزيّتکم وجلّت مصيبتکم ، عظُمت وجلّت في السماء والارض ، فانا لله وانا اليه راجعون ، ولا حول ولا قوّه الاّ بالله العلي العظيم ، جعلنا الله معکم في مستقرّ رحمته ، والسلام عليکم ساداتي وموالي جميعاً ورحمه الله وبرکاته.

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)