• عدد المراجعات :
  • 2154
  • 7/27/2012
  • تاريخ :

وفاء النبي لخديجة سلام الله عليها

السیدة خدیجة

من فرط حبه لخديجة فاح من جوى قلب رسول الله (صلى الله عليه وآله) الوفاء، والوفاء عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) الثبات في كل الأحوال على حبها وحب أبنائها وحب محبيها، فمن الوفاء مراعاة جميع ما يتعلق بها.

ولا جنة أوقى من الوفاء، ومن آثاره هو أن تحب صديق صديقك وتبغض عدوه وهل الدين إلا الحب والبغض.

فمن خلال حسن سيرتها معه كان الوفاء بابا يتلهج في ذكرها، ووفاء منه أنه لم يتزوج امرأة قبل وفاتها ولا تسرى إلى أن قضت نحبها.

ولعميق حب رسول اللّه(صلي الله عليه وآله) للسيدة خديجة ، فانه کان يصرّح بهذه المودة جهاراً طوال حياته ، بل کان يصرّح بحب من يحبها ويکرمه .

وهذا الاعلان النبوي عن حبه لأم المۆمنين الاولي(عليها السلام) لم تحکمه العاطفة العادية ، فعواطف الرسول(صلي الله عليه وآله) محکومة هي الاخري بقيم السماء وضوابط الحق ، ومن أجل ذلک ، فقد أمر اللّه عزوجل الناس أن يتبعوا رسول اللّه(صلي الله عليه وآله) فيما يشرع ويرشد ، وفيما ينهي ويمنع ما يقرره في رضاه حق کما يقرره في عضبه : (ما أتاکم الرسول فخذوه وما نهاکم عنه فانتهوا) (قل ان کنتم تحبون اللّه فاتبعوني يحببکم اللّه..) .

فقد أخرج البخاري ومسلم وغيرهما من اصحاب الصحاح والسنن عن عائشة بنت الخليفة أبي بکر مايلي : «ما غرتُ علي أحد من نساء النبي صلي اللّه عليه وسلم ما غرت علي خديجة ، وما رأيتها قط ، ولکن کان يکثر من ذکرها وربما ذبح الشاة ثم يقطعها أعضاءً ثم يبعثها في صدائق خديجة ، وربما قلت له : کأنه لم يکن في الدنيا امرأة إلاّ خديجة ، فيقول : (انها کانت وکانت ، وکان لي منها ولد) وفي رواية مسلم : (وکان إذا ذبح الشاة يقول : ارسلوا بها إلي أصدقاء خديجة ، قالت فأغضبته يوماً فقلت : (خديجة ؟ فقال رسول اللّه صلي اللّه عليه وسلم : (اني قد رزقت حبها)».

وروي أنَّه لما توفِّيت خديجة ( عليها السلام ) أخذ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في تجهيزها  ، وغسَّلها وحنَّطها  ، فلمَّا أراد أن يكفِّنها هبط الأمين جبرئيل وقال : يا رسول الله! إن الله

يقرۆك السلام  ، ويخصُّك بالتحية والإكرام  ، ويقول لك : يا محمد! إن كفن خديجة وهو من أكفان الجنة أهدى الله إليها  ، فكفَّنها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بردائه الشريف أولا  ، وبما جاء به جبرئيل ثانياً  ، فكان لها كفنان  ، كفن من الله  ، وكفن من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) (1).

    وليت جبرئيل ( عليه السلام ) نزل يوم الطفِّ بكفن من الجنّة لسيِّد الشهداء ( عليه السلام ) الذي بقي على بوغاء كربلاء ثلاثة أيام بلا كفن ولا مواراة. ولله درّ الشيخ عبد الحسين الحياوي إذ يقول : يَعُزُّ على الطُّهْرِ الْبَتُولِ بأَنْ تَرَى يَعُزُّ عليها أَنْ تَرَاه مَحَرَّماً يَعُزُّ على المختارِ أنَّ سليلَهُ فَلاَ صَبْرَ محمودٌ بِقَتْلِ ابنِ فَاطِم   عزيزاً لها مُلْقىً وأكفانُهُ الْعَفْرُ عليه فُرَاتُ الْمَاءِ وهو لها مَهْرُ يُرَضُّ بعَتْبِ العادياتِ له صَدْرُ وليس لِمَنْ لَمْ يَجْرِ مَدْمَعُهُ عُذْرُ (2) 

    وقال الشيخ صالح الكواز عليه الرحمة : فَلْتَلْطِمِ الخيلُ خَدَّ الأرضِ عاديةً وَلُْتمْلأ الأرضُ نَعْياً من صَوَارِمِكُمْ وَلْتَذْهَلِ اليومَ فيكم كُلُّ مُرْضِعَة نَسِيتُمُ أم تَنَاسَيْتُمْ كَرَائِمَكُمْ   فَخَدُّ عَلْيَا نزَار للثَّرَى ضَرَعَا فإنَّ ناعي حُسَين في السَّمَاءِ نَعَى فَطِفْلُهُ من دِمَا أَوْدَاجِهِ رَضَعَا بَعْدَ الكِرَامِ عليها الذُّلُّ قد وَقَعَا (3) 

المصادر:

1 ـ شجرة طوبى  ، الشيخ محمد مهدي الحائري : 2/232 ـ 235.

2 ـ مثير الأحزان  ، الجواهري : 146.

3 ـ مثير الأحزان  ، الجواهري : 158.


شأن السيدة خديجة عند اللّه

بعض خصائص خديجة (س) علي لسان الرسول (ص)

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)