• عدد المراجعات :
  • 2717
  • 7/27/2012
  • تاريخ :

اتجار النبي بأموال خديجة سلام الله عليها

خدیجة سلام الله علیها

كانت خديجة امرأة تاجرة ذات شرف ومال، تستأجر الرجال في أموالها وتضاربهم إياه بشيء تجعله لهم منه... فلما بلغها عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما بلغها من صدق حديثه، وعظيم أمانته، وكريم أخلاقه، بعثت إليه وعرضت عليه أن يخرج في مال إلى الشام تاجرا، وتعطيه أفضل ما كانت تعطي غيره من التجار مع غلام لها يقال له ميسرة، فقبله منها رسول الله (صلى الله عليه وآله) وخرج في مالها معه غلامها ميسرة.

وروي أن أبا طالب هو الذي اقترح عليه ورغبه بالخروج في تجارة خديجة إلى الشام، وعندما أخبر أبو طالب خديجة بقبول النبي(صلى الله عليه وآله) بذلك فرحت وقالت لغلامها ميسرة: أنت وهذا المال كله بحكم محمد.

وهذا لا يمنع من أن يكون ذلك العرض عن أمر خديجة لأبي طالب لاقناع محمد (صلى الله عليه وآله) في الذهاب إلى الشام بتجارتها بقرينة أنه لما اخبر أبو طالب خديجة بقبول محمد (صلى الله عليه وآله) فرحت فرحا شديدا وقال: إن هذا المال كله بحكم محمد.

فسافر(صلى الله عليه وآله) إلى الشام وربح في تجارته أضعاف ما كان يربحه غيره حتى أن خديجة قالت: فما ربحت ربحا أعظم من هذه السفرة.

أضف إلى ما ظهرت له في سفره بعض الكرامات الباهرة، وهذا ما يهم خديجة لكي يطمئن قلبها بأنه هو النبي المرسل.

ومن هذه الكرامات أن ملكين يظلانه من الشمس وهو يسير على بعيره وقت الهاجرة حينما يشتد الحر، وهذا ما رآه ميسرة.

وروي أن الغمامة على رأسه تسير حينما سار تظله بالنهار في سفره.

وكرامة أخرى حينما نزل رسول الله(صلى الله عليه وآله) تحت شجرة، ونزل الناس متفرقين، وكانت الشجرة التي نزل تحتها يابسة قحلة، قد تساقط ورقها، ونخر عودها، فلما نزل رسول الله (صلى الله عليه وآله) واطمئن تحتها، أنورت وأشرقت واعشوشب ما حولها، وأينع ثمرها، وتدلت أغصانها... وكان ذلك بعين الراهب فلم يتمالك أن انحدر من صومعته، فقال له الراهب: ما نزل تحت هذه الشجرة قط إلا نبي، فسرها ميسرة في قلبه.

وكرامة ليست بالحسبان، عندما كان ميسرة يأكل مع النبي(صلى الله عليه وآله) في جفنة حتى يشبعا ويبقى الطعام كما هو.

وعندما أخبر ميسرة خديجة بما شاهده من شأن وكرامة محمد (صلى الله عليه وآله) وكلام الراهب ومعجزة الشجرة، وعما رأى من إظلال الملائكة إياه، فقال ورقة: لئن كان هذا حقا يا خديجة، إن محمدا لنبي هذه الأمة، قد عرفت أنه كائن لهذه الأمة نبي ينتظر هذا زمانه.

فكانت الرغبة القصوى من خديجة لمحمد (صلى الله عليه وآله)، والتقرب إليه والزواج منه لما رجعت في ذلك من الخير، والفوز بذلك النعيم الأزلي مقابل بذل أموالها في خدمته ونشر دينه، لا كما يرجوه ويتقوله بعض الناس، إنها استأجرته بشيء، ولا كان أجيرا لأحد قط كما قال المۆرخ الأقدم اليعقوبي في تاريخه.

وبما انه الأمين الصادق فله موقع في قلوب الناس وثقتها به، فإن أراد مالا أعطوه وشاركهم في الربح مضاربة، كما يفعله معظم تجار قريش في المضاربة، ولا داعي ان يكون أجيرا لامرأة أو لأحد، وهذا ما يستشم من خلال ما قاله أبو طالب لمحمد (صلى الله عليه وآله): اعلم يا ابن أخي أن هذه خديجة قد انتفع بمالها أكثر الناس، وهي تعطي مالها سائر من يسألها التجارة ويسافرون بها، فهل لك يا ابن أخي ان تمضي معي إليها وتسألها أن تعطيك مالا تتجر فيه؟ قال نعم.

فهذا دليل واضح بأن أموال خديجة قسمان: قسم للمضاربة، وقسم للاستئجار، ولذلك قبل رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن يضاربها وتكون له حرية التصرف.

وروي أن خديجة هي التي اشترطت عليه في التجارة ومضاربتها لكي تتقرب إليه (صلى الله عليه وآله) وهذا ما اتضح لرسول الله (صلى الله عليه وآله) من خلال ما وضعت له المال تحت تصرفه، وإعطائه خادما له يخدمه في الطريق، كما يفعله السادة التجارة الذين يملكون المال، فلو كان أجيرا حقا لما طلبته خديجة أن يكون زوجا لها بعد رجوعه مباشرة من سفره.


شجرة الفخر والنجد 

بعض خصائص خديجة (س) علي لسان الرسول (ص)

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)