• عدد المراجعات :
  • 1646
  • 6/12/2012
  • تاريخ :

ابن العلقمي واحفاده -2

جنگ نرم

 

هنا، ساحاول ان اكون موضوعيا جدا، وانا اتتبع (احفاد ابن العلقمي) خلال السنين المئة الاخيرة.

فاول احفاده هم الشريفيون، بقيادة جدهم الاكبر الشريف الحسين، الجد الاكبر لملك الاردن الحالي الملك عبد الله الثاني، فلقد تخابر الشريف حسين مع (الكفار) وهم بريطانيا العظمى آنئذ، لتدمير دولة (الخلافة الاسلامية) المتمثلة آنذاك بالخلافة العثمانية، في اطار ما يعرف بالثورة العربية الكبرى، والتي اسميها انا بالخيانة العربية العظمى.

فعندما قرر البريطانيون تدمير (دولة الخلافة) بحثوا كثيرا عن احفاد ابن العلقمي هنا وهناك، فلم يجدوا الا الشريفيون في الجزيرة العربية والذين ابدوا استعدادا منقطع النظير لمساعدة البريطانيين في مهمتهم التاريخية هذه، مقابل وعود كاذبة لم يف بها الانجليز، وبالفعل فقد شكل (الكفار) جيشا سموه بالجيش العربي بقيادة احد انجال الشريف حسين وهو الامير فيصل، الذي نصبه البريطانيون فيما بعد ملكا على دولة العراق حديثة التاسيس، ليذروا به الرماد في عيون الشعوب العربية المخدوعة بالشعارات البراقة ولافتات التحرير الكاذب، وحصان طروادة يدفع به البريطانيون الى الامام وهم يدفعون بجيوشهم الجرارة خلفه لفتح بلاد (المسلمين) الواحدة تلو الاخرى، كان آخرها فلسطين التي سلموها فيما بعد لليهود ليقيموا دولتهم القومية.

بعد اقل من عقد من الزمن، بدا الشريف حسين يلعب بذيله ضد المصالح العليا للدولة العلية، بريطانيا العظمى، وكانه يفكر في لي ذراعها ببعض الحركات البهلوانية، فبدا (الكفار) يبحثون عن احفاد ابن العلقمي مرة اخرى فوجدوا في آل سعود وحزبهم الوهابي خير معين على تنفيذ خطتهم الرامية الى القضاء على نفوذ الشريفيين في الجزيرة العربية، وبالفعل وضع احفاد ابن العلقمي، آل سعود هذه المرة، ايديهم بايدي الانجليز ليشنوا الغارات تلو الغارات فيقتلوا ويدمروا ويسلبوا ويذبحوا كل من مر في طريقهم حتى استتب لهم الامر فاستولوا على الجزيرة العربية برمتها، بالقتل والبطش والتدمير، ليعلنوا عن قيام دولتهم الثالثة، الحالية، ويطلقوا عليها اسم الاسرة، وهي اول بادرة تاريخية لم يشهد مثلها العالم لا القديم ولا الحديث، فيسمونها بـ (المملكة العربية السعودية) وذلك في اواخر العشرينيات من القرن الماضي.

ولمزيد من التفاصيل المتعلقة باحفاد ابن العلقمي، آل سعود، بهذا الشان، يمكن العودة الى كتاب الباحث وعالم الاجتماع المرحوم الدكتور علي الوردي (الشريفيون وآل سعود) ففيه ما يثلج الصدر.

ولقد وقع احفاد ابن العلقمي، آل سعود، وبخط يد كبيرهم، على وثيقة يتعهد فيها بخدمة مصالح (الكفار) هو واسرته واولاده واحفاده لازال فيهم نفس، وانه يتعاطف مع اليهود في معاناتهم وانه سيبذل كل ما في وسعه من اجل مساعدتهم على اقامة وطنهم القومي في فلسطين، مقابل حماية (الكفار) لعرشه الجديد.

جنگ نرم

وتمر الايام والسنين، ليحتل احد زعماء (الاخوان) وهي القوة المسلحة التي شكلها جد الاسرة الكبير (سعود) لمحاربة القبائل في الجزيرة العربية لبسط نفوذه عليها، واسمه جهيمان العتيبي، بيت الله الحرام في اليوم الاول من شهر محرم الحرام عام 1400 للهجرة، ومعه المئات من انصاره واعوانه، فلم يكن من احفاد ابن العلقمي، آل سعود، الا ان اتصلوا بالكفار مرة اخرى، ولكن هذه المرة لم يكونوا البريطانيين وانما الفرنسيين، ليبعثوا بقوات التدخل السريع مدججة بكل انواع الاسلحة الفتاكة للقضاء على حركة التمرد هذه التي يقودها العتيبي من داخل الحرم المكي، ظنا منه بان من دخله او لاذ به كان آمنا، اذا بقوات (الكفار) تنفذ اكبر عملية انزال جوي على سطح بيت الله الحرام، وتطلق النار في الاتجاهات الاربعة لتصيب البيت العتيق وجدرانه واسطواناته، والتي لازالت ثقوب الرصاص شاهدة على خيانة احفاد ابن العلقمي، آل سعود لبيت الله الحرام.

وفي عام 1980 جمع احفاد ابن العلقمي فلولهم مرة اخرى ليقفوا خلف الطاغية الذليل صدام حسين ليشن حربه الضروس ضد الجمهورية الاسلامية الفتية في ايران، لانها اسقطت عرش شرطي الخليج، الشاه، الذي كانت ترتعد من ذكر اسمه فرائص الحكام في المنطقة، خاصة الاسر الحاكمة في الخليج، فقضت بذلك على اقوى حليف لاسرائيل في المنطقة والعالم بعد الولايات المتحدة الامركية، واغلقت سفارة اسرائيل في طهران ثم سلمتها لممثل الشعب الفلسطيني الوحيد آنذاك، واقصد به منظمة التحرير الفلسطينية، ولان احفاد ابن العلقمي مجبولون على مساعدة اليهود والنصاري ضد المسلمين، لذلك شحذوا هممهم هذه المرة للدفاع عن البوابة الشرقية من الهجمة الفارسية الصفراء، وقالوا للطاغية الذليل منك الدم، والمقصود هو دماء العراقيين، ومنا المال.

ولم يكتف احفاد ابن العلقمي بذلك، فلتوكيد طبيعتهم الخيانية الخسيسة المبنية على التآمر مع اليهود والنصارى ضد المسلمين، تعاهدوا مع الولايات المتحدة والدول الاوربية على اهداء هذه الحرب لهم مقابل ان تقدم واشنطن وعواصم الغرب كل الدعم اللوجستي والاستخباراتي والعسكري للطاغية لديمومة الحرب، وبالفعل فلقد سخرت السي آي أي جهازها الاستخباراتي وطائراتها التجسسية المنتشرة في اجواء المنطقة لصالح الطاغية، من خلال تسخير كل المعلومات الاستخباراتية التي تحصل عليها من ارض المعركة له ليستفيد منها في خططه العسكرية، من دون ان تبخل الاسر الفاسدة الحاكمة في الخليج، خاصة آل سعود، باغداق المال الوفير على كل انواع الدعاية التضليلية التي حركت ماكينتها لصالح حرب الطاغية.

ثم يغزو الطاغية الذليل صدام حسين الجارة دولة الكويت، في الثاني من آب 1990، وهي الفرصة الذهبية التي قدمها للولايات المتحدة الاميركية وحليفاتها للتدخل عسكريا في المنطقة، والاستيطان فيها الى ما شاء الله، ولكن، كيف لهم ان يحققوا حلمهم هذا وفي وضح النهار؟.

مرة اخرى كان احفاد ابن العلقمي، آل سعود، رهن الاشارة وفي الخدمة لتنفيذ المهمة، فاتصل كبيرهم، فهد بن عبد العزيز، بالادارة الاميركية طالبا منها نصف مليون جندي (كافر) ليستعين بهم على (المسلمين) الخونة الذين نقضوا العهد ولم يراعوا حرمة الجار، الذي اوصى به رسول الله (ص) بقوله {ما نزل علي جبرائيل الا واوصاني بالجار، حتى ظننت انه سيوثهم}.

ولشرعنة الخيانة، بادر احفاد ابن العلقمي، آل سعود، الى استصدار فتاوى شرعية من فقهاء البلاط، وهي عادة فتاوى تحت الطلب، اجازوا فيها لاحفاد ابن العلقمي الاستعانة بالكفار لدفع ضرر اكبر، الغزو هنا، فيما قرراوا في فتاواهم تلك بان صدام حسين كافر لا يستتاب، وهو من اصحاب السعير مهما اعتذر او تاب.

ومن اجل ان يتستر احفاد ابن العلقمي، آل سعود، على جريمتهم النكراء، بادروا الى توزيع الاموال الطائلة على كل الحكام العرب ليشاركوهم خيانتهم، وبالفعل فقد صوتت المجموعة العربية في مجلس الامن الدولي على قرار الغزو الاميركي للعراق وتدميره وتحطيم بناه التحتية وقتل الملايين، وبذلك تكون دائرة احفاد ابن العلقمي قد اتسعت لتشمل كل العرب هذه المرة، وليس آل سعود فحسب.

 

الكاتب: نزار حيدر


ابن العلقمي واحفاده -1

ابن العلقمي واحفاده -3

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)