• عدد المراجعات :
  • 1557
  • 5/21/2012
  • تاريخ :

الظلم الاجتماعي من عوامل ظهورالفقر

بيکاري

هناك لون آخر من ألوان الظلم الاجتماعي الذي يسبب نشوء ظاهرة الفقر ، وهو الظلم المتّصل بالعلاقات الاقتصادية بين أفراد المجتمع ، ففي غالب الأحيان يتّجه أفراد المجتمع إلى ترتيب معاملاتهم ، وتجاراتهم ومكاسبهم على أسس غير عادلة .

الظلم الاجتماعي الذي يمارسه بعض الأفراد تجاه بعض آخر ، يشكل ـ هو الآخر ـ عاملاً أساساً لظهور مشكلة الفقر . وللظلم الاجتماعي اتّجاهات عديدة تتغيّر تبعاً للظروف الاجتماعية ، وتبعاً للحالة التي يعيشها الفرد ، والمجتمع ، والسلطة .

وفيما يلي نسجل أهم اتّجاهات الظلم الاجتماعي :

1 ـ صياغة المجتمع على أسس جاهلية ( طبقية ، فكرية منحرفة ، عنصرية ) ، حيث يتمتّع ـ في ضوء هذه الصيغة ـ حفنة محدودة بكلّ فرص الثراء ، في حين تعيش الغالبية من الناس محرومة من أبسط حقوقها الأساس . وفي الواقع أنّ صوراً عديدة من حالات الفقر ، تستند إلى هذا العامل ، فالكثير من الناس هم فقراء لأنّهم ينتمون إلى قبيلة ، أو طبقة ، أو فئة معينة من الناس !! كما أنّ بعض الناس صار غنيّاً لأنّه ينحدر من طبقة ، أو قبيلة أو فئة معيّنة !! وهكذا يتّضح أن تشكيل فئات المجتمع على وفق تلك الموازين يساهم إلى حدّ كبير في نشوء ظاهرة الفقر .

2 ـ وهناك لون آخر من ألوان الظلم الاجتماعي الذي يسبب نشوء ظاهرة الفقر ، وهو الظلم المتّصل بالعلاقات الاقتصادية بين أفراد المجتمع ، ففي غالب الأحيان يتّجه أفراد المجتمع إلى ترتيب معاملاتهم ، وتجاراتهم ومكاسبهم على أسس غير عادلة . حيث يتّجه بعض أفراد المجتمع إلى رفع أسعار السلع بشكلٍ كبيرٍ ، أو إلى احتكارها ، أو استيفاء المنافع والخدمات بأجور زهيدة أقلّ من قيمتها بلحاظ منظومة الأسعار الرائجة ، أو بلحاظ نوع العمل المبذول ، وفي أحيان أخرى يمارس بعضهم التطفيف في الميزان . . وإلى ما هنالك من صور وحالات اقتصادية غير عادلة تؤدّي إلى سحب أموال الناس بالباطل ، واستغلال طاقات الناس بدون مقابل . وجميع هذه الحالات يؤدّي إلى ظاهرة الفقر ؛ وذلك لأنّها لا تظل محصورة ضمن علاقات فردية ، بل تمتد في عمق العلاقات الاقتصادية وتتحوّل إلى ظاهرة عامة ، وحيث إنّ أسعار الخدمات وأجور الأعمال مترابطة ، فإنّ ذلك التضخّم في أسعار السلع والتلاعب بالميزان ، أو حالات الغش الأخرى سوف تؤثّر مباشرة في دخل أفراد المجتمع بصورة حادة ، من خلال انخفاض القوة الشرائية لفئات المجتمع ، فتنمو بذلك ظاهرة الفقر وتتزايد مع استمرار تلك الممارسات .

والذي يعقّد المشكلة أنّ هذه الحالات والممارسات يصعب السيطرة عليها أو منعها ، وذلك إمّا لضعف السلطة عن الوصول إلى تلك الممارسات وضبطها ؛ لأنّها عادة تجري بصورة فردية لا يمكن السيطرة عليها إلاّ في إطار ممارسات حكومية خاصة ، أو لأنّ النظام الاقتصادي قائم على ذلك اللون من الممارسات بحيث يكون السلطان الحقيقي لقوانين العرض والطلب ومن ورائه شهوة حبّ المال ، والاختلاس ، كما هو الحال في الأسواق الحرّة في ظل الأنظمة الرأسمالية .

وفي ظلّ هذه الممارسات يتّجه تركيب الفئات الاجتماعية بحسب وضعها المالي ، اتّجاهاً تستحوذ فيه فئة خاصة من الناس على المزيد من الأرباح والفوائد . بينما تتّجه الفئات المتوسطة نحو الأسفل ، والفئات الفقيرة نحو المزيد من الحرمان .

فعلى الرغم من وفرة نعم الله التي تسع الجميع إلاّ أنّ نوعية العلاقات الاقتصادية الظالمة بين الناس أدّت إلى تكديس الثروة بيد فئة محدودة من الناس وإلى حرمان غالبية أفراد المجتمع من حقوقهم في الحياة المطمئنة .


فلسفة الفقر 

الفقر والغنى المادي والمعنوي

الدعـارة و الفقر

أمور تجلب الفقر للإنسان‎

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)