• عدد المراجعات :
  • 1212
  • 3/10/2012
  • تاريخ :

مصطفى لطفي المنفلوطي

مصطفى لطفي المنفلوطي

هو مصطفى لطفي بن محمد لطفي بن محمد حسن لطفي أديب مصري من أم تركية قام بالكثير من الترجمة والاقتباس من بعض روايات الأدب الفرنسي الشهيرة بأسلوب أدبي ذي صياغة عربية في غاية الجمال والروعة،لم يحظ بإجادة اللغة الفرنسية، لذلك استعان بأصحابه الذين كانوا يترجمون له الروايات ومن ثم يقوم هو بصيغتها وصقلها في قالب أدبي رائع. كتاباه النظرات والعبرات يعتبران من أبلغ ما كتب بالعربية في العصر الحديث.

ولد مصطفى لطفي المنفلوطي في منفلوط إحدى مدن محافظة أسيوط في سنة 1289 هـ الموافق 1876م ونشأ في بيت كريم توارث أهله قضاء الشريعة ونقابة الصوفية قرابة مائتي عام ونهج المنفلوطي سبيل آبائه في الثقافة وإلتحق بكتّاب القرية كالعادة المتبعة في البلاد آنذاك فحفظ القرآن الكريم كله وهو دون الثانية عشرة ثم أرسله أبوه إلى الجامع الأزهر بالقاهرة تحت رعاية رفاق له من أهل بلده، فتلقى فيه طوال عشر سنوات علوم العربية والقرآن الكريم والحديث الشريف والتاريخ والفقه وشيئاً من شروحات على الأدب العربي الكلاسيكي، ولاسيما العباسي منه.

وفي السنوات الثلاث من إقامته في الأزهر بدأ يستجيب لتتضح نزعاته الأدبية، فأقبل يتزود من كتب التراث في عصره الذهبي، جامعاً إلى دروسه الأزهرية التقليدية قراءة متأملة واعية في دواوين شعراء المدرسة الشامية(كأبي تمام والبحتري والمتنبي..)، بالإضافة إلى فحول النثركعبد الحميد وابن المقفع وابن خلدون وابن الاثير.

كما كان كثير المطالعة في كتب: العقد الفريد وزهرالآداب وسواها من آثارالعربية الصحيحة. وكان هذا التحصيل الأدبي الجاد، الرفيع المستوى، الأصيل البيان، الغني الثقافة،حرياً بنهوض شاب كالمنفلوطي مرهف الحس والذوق، شديد الرغبة في تحصيل المعرفة.

ولم يلبث المنفلوطي، وهو في مقتبل عمره أن اتصل بالشيخ الإمام محمد عبده، الذي كان إمام عصره في العلم والإيمان، فلزم المنفلوطي حلقته في الأزهر، يستمع منه شروحاته العميقة لآيات من القرآن الكريم، ومعاني الإسلام، بعيدا عن التزمت والخرافات والأباطيل والبدع، وقد أتيحت له فرصة الدراسة على يد الشيخ محمد عبده وبعد وفاة أستاذه رجع المنفلوطي إلى بلده حيث مكث عامين متفرغاً لدراسة كتب الأدب القديم فقرأ لإبن المقفع والجاحظ والمتنبي وأبي العلاء المعرّي وكوّن لنفسه أسلوباً خاصاً يعتمد على شعوره وحساسية نفسه.

أصيب المنفلوطي بشلل بسيط قبل وفاته بشهرين، فثقل لسانه منه عدة أيام، فأخفى نبأه عن أصدقائه، ولم يجاهر بألمه، ولم يدع طبيباً لعيادته، وكان صبح عيد الأضحى قد أشرقت شمسه ودبت اليقظة في الأحياء، فدب الموت في جسمه في سكون وارتفعت روحه مطمئنة إلى السماء بعدما عانت آلامها على الأرض سنة 1924 م.


ابن أعثم الكوفيّ

الرجل الذي أضاء العالم بمصباحه

الاسطورة في شعر الجواهري (1)

الاسطورة في شعر الجواهري (2)

طــــــه حســـــين عميد الأدب العربي

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)