• عدد المراجعات :
  • 1353
  • 10/23/2011
  • تاريخ :

كيف نلبي دعوة الله؟  أقم الصلاة

كيف نلبي دعوة الله؟  أقم الصلاة

لماذا أمرنا اللَّه بالصلاة؟

يقول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام: "خلق اللَّه الخلق حيث خلقهم غنياً عن طاعتهم آمنا لمعصيتهم لأنه لا تضره معصية من عصاه منهم ولا تنفعه طاعة من أطاعه منهم"1.

إن اللَّه عزّ وجلّ يعلم أننا في دار الدنيا تأخذنا مشاغل الحياة ومتاعبها وملاذها، حتى تنسينا أنفسنا وربما يسلبنا ما في الدنيا من زينة وملاهي وملاعب وأموال أعمارنا، ويأخذنا غرور الدنيا ولهوها بعيداً عن الأمور التي لأجلها خلقنا اللَّه. فننسى خالقنا ونضيع فلا نتذوق إلا حلاوة الأمور الدنيوية ونغفل عن لذائـذ العبادة معرفـة اللَّه.

واللَّه عزّ وجلّ لا يريدنا أن نحرم هذه اللذائذ المعنوية، ويريدنا أن نتذوق حلاوة قربه ومعرفته، ويريد أن ينتشلنا من وديان الغفلة والنسيان، ومن مراتع اللعب واللهو إلى الأنس بذكره وقربه ومعرفته.

وهو يعلم أننا نحتاج إلى رابطة وثيقة بيننا وبينه، وإلى ما يهديء نفوسنا ويطمئنها ويعلم أننا نحتاج إلى ما ينظف وينزه بواطننا وقلوبنا وأرواحنا من آثار الغفلة والذنوب، ولأجل ذلك تكرم علينا وشرع لنا وسيلة لإدامة الرابطة بيننا وبينه فكانت الصلاة.

فقال تعالى: (وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي)2.

 

إذن الصلاة لتذكر اللَّه وهذا الإله الكريم الذي خلقنا وأحسن خلقنا ويتابع نعمه علينا ويديم تلك النعم وتلك الألطاف وتلك العناية بنا يستحق منا أن نذكره ولا ننساه ولا نغفل عنه.

 نحن الذين نحتاج الصلاة وهو الغني الحميد، ونعمة إذن اللَّه لنا بأن نصلي له نعمة كبرى وعظمى:

يقول الإمام السجاد عليه السلام: "ومن أعظم النعم علينا جريان ذكرك على ألسنتنا"3.

ما هي حقيقة الصلاة؟

في الآية السابقة اعتبرت الصلاة ذكراً للَّه الذي بواسطته يتصل الإنسان باللَّه.

من أهم الأعمال التي فيها دوافع ذكر اللَّه ودوام ذكره تعالى والتي تكون شحنة معنوية لتوثيق علاقة الإنسان بربه، وتشكل كذلك عاملاً يوقظ الإنسان ويرشده إلى صراط اللَّه المستقيم، ويحفظه من الضياع والإنحراف الصلاة التي هي بمثابة جرس إنذار، يوقظنا من الغفلة والانغماس في ملذات الدنيا إلى أن هناك رباً، وأن هناك جنة، وأن هناك ناراً وأن هناك مسؤوليات غير العمل وغير النوم وغير اللعب وغير المال، أهم بدرجات مما ننشغل فيه. وهي تذكرنا بالأهداف الحقيقية لوجودنا حتى لا ننساها في غمرة انشغالاتنا الأخرى، فبالصلاة نتذكر ربنا، وبالصلاة نتذكر أهدافنا وبالصلاة نتذكر آخرتنا.

والصلاة ممارسة عملية لأصول الدين، ممارسة عملية للتوحيد، لأنها شاهد عملي من الإنسان على وحدانية اللَّه واستحقاقه العبادة، ونحن نذكر ذلك في الصلاة نفسها: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) وفي التشهد (أشهد أن لا إله إلا اللَّه)، وبالصلاة نقر بنبوة النبي محمد قولاً في التشهد.

"وأشهد أن محمداً عبده ورسوله".

وعملاً بنفس الصلاة، إذ أن الذي أمرنا بالصلاة وعلمنا كيف نصلي هو الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وبالصلاة نمارس عملياً الإيمان باليوم الآخر والجنة والنار، فنقوم خاشعين خائفين ونقر بيوم الدين (مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ).

ولذا ورد عن الإمام الباقر عليه السلام: "أن أول ما يحاسب به العبد الصلاة، فإن قبلت قبل ما سواها"4.

من هم المصلون؟

سؤال يطرح نفسه، هل كل من كبّر وقرأ وركع وسجد وتشهد وسلّم هو عند اللَّه من المصلين، أم أن المصلي عند اللَّه له شرائط؟.

عزيزي أيها الأخ المؤمن، الإجابة منك أولاً ستكون كلا، إذن من هم المصلون يا ترى؟!..:

والجواب: إن اللَّه عزّ وجلّ أراد بداية من الصلاة أن تكون وسيلة لذكر اللَّه، فكل صلاة مع نسيان اللَّه أو الغفلة عنه ليست مؤدية للغرض وبالتالي فهي ليست صلاة، ولذا قال تعالى: (فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ)5.

فاللَّه يذمهم على الغفلة مع كونهم مصلين لأنهم بمثابة من لم يصل لغفلتهم وسهوهم، وقال تعالى: (لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ)6.

تنبيه على سكر الدنيا الموجب لعدم التفات الإنسان إلى ما يقول ومن يخاطب بقوله:

أو لنكون من المصلين حقيقة بنظر اللَّه علينا أن نقف في صلاتنا خاشعين نشعر بعظمة من نكلمه (الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ)7.

فقد كان أمير المؤمنين عليه السلام "إذا أخذ في الوضوء يتغير وجهه من خيفة اللَّه"8.

وكان إذا حضر وقت الصلاة يتزلزل ويتلوّن فقيل له مالك يا أمير المؤمنين؟ فيقول عليه السلام "جاء وقت أمانة عرضها اللَّه على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها واشفقن منها"9.

هذا من جهة ومن جهة ثانية فإن الصلاة الحقيقية لا بد لها من أثر في حياة الإنسان، فالإنسان المصلي حقيقة هو الإنسان الصالح المستقيم في سلوكه، لأن للصلاة الحقيقية أثرها المأمول وهو صناعة الإنسان الصالح بقول اللَّه تعالى: (وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ)10.

 

البذيء اللسان ليس من المصلين، والمعتدي على أموال الناس وأعراضهم وسمعتهم والمستحل للحرمات وآكل المال الحرام ليس من المصلين، ولذا قال الحديث الشريف: "من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لا صلاة له".

قم للصلاة

1- بعد الوضوء أو الغسل قف مستقبلاً القبلة.

2- كبر تكبيرة واحدة فقط هي تكبيرة الإحرام.

3- اقرأ سورة الحمد.

4- اقرأ سورة أخرى صغيرة (التوحيد مثلاً).

5- كبِّر وانحن واضعاً يديك على ركبتيك (الركوع) وقل: "سبحان ربي العظيم وبحمده".

6- ارفع رأسك من الركوع، ثم كبِّر واهو للسجود.

7- اسجد على مساجدك السبعة الجبهة ــ الكفين ــ الركبتين ــ ابهامي القدمين وبعد استقرار جبهتك على السجدة قل: «سبحان ربي الأعلى وبحمده».

8- كبِّر وارفع رأسك من السجود واستو قليلاً ثم كبِّر للسجدة الثانية وافعل ما فعلت بالسجدة الأولى.

9- قم إلى الركعة الثانية وافعل تماماً كما فعلت في الأولى ما عدا تكبيرة الإحرام. فإذا انتهيت من السجدة الثانية وكنت في صلاة الصبح فتشهد وقل: "أشهد أن لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله: اللهم صل على محمد وآل محمد" ثم سلم قائلاً: "السلام عليك أيها النبي ورحمة اللَّه وبركاته السلام علينا وعلى عباد اللَّه الصالحين السلام عليكم ورحمة اللَّه".

انتبه

1- يجب أن تكون السجدة التي تسجد عليها مما لا يؤكل ولا يلبس وأن تكون طاهرة.

2- لا تتكلم أثناء الصلاة ولا تلتفت.

3- تكبيرة الإحرام مرة واحدة لا أكثر فلو كبرتها ثانية بطلت الأولى والثانية.

4- إذا كانت الصلاة ثلاثية أو رباعية فتقتصر بعد السجدة الثانية من الركعة الثانية على التشهد ثم تقوم لإكمال عدد الركعات ولك في القراءة أن تقرأ إما الفاتحة وحدها أو تسبح مرة بالقول: "سبحان اللَّه والحمد للَّه ولا إله إلا اللَّه واللَّه أكبر" أو ثلاثاً وعندما تنتهي من العدد المطلوب من الركعات تتشهد وتسلم كما علمت تقبل اللَّه منا ومنكم.

خلاصة

في خضم انشغالنا وانغماسنا في الدنيا، يعلم اللَّه تعالى أننا نحتاج إلى رابطة وثيقة لكي لا نغفل عنه وأيضاً لكي تطمئن نفوسنا والحاجة إلى ما ينظف وينزه بواطننا. ولأجل ذلك كانت الصلاة لادامة الرابطة بيننا وبينه تعالى والصلاة هي تجسيد عملي لأصول الدين وممارسة عملية تؤكد عليها.

أسئلة

1- لماذا أمرنا اللّه تعالى بالصلاة مع أنه غني عن هذه العبادة؟

2- ما هي الأمور التي يجب أن ننتبه إليها في الصلاة؟

3- أجب بـ(صح أم خطأ):

أ- الجلوس بعد السجدة غير واجب.

ب- اللّه لايقبل أعمال المستخفين بالصلاة.

ج- اللّه تعالى يقبل الصلاة برحمته من كل المصلين.

د- الصلاة تعطينا قوة في مواجهة المحرمات.

للمطالعة

حرّ أم عبد؟!

كانت أنغام المعازف والمغنين تلعب بالرؤوس التي لعبت الخمرة بها لعبتها.

وفي الأثناء فتح باب الدار، وأطلت جارية من البيت لترمي بالقاذورات في الطريق فصادفت رجلاً مارّاً من هناك وقد بدت على سيمائه آثار العبادة والورع فسألها: صاحب هذا البيت حر أم عبد؟

ــ حر.

ــ صدقت فلو كان عبداً لخاف من مولاه.

ولمّا دخلت البيت، كانت قد أبطأت بسبب حديثها مع الرجل، فسألها مولاها: ما أبطأك؟

فقالت: رجل كان ماراً في الطريق تبدو عليه آثار الصلاح والتقوى، فسألني بكذا وأجبته بكذا.

فلّما أنهت حديثها فكرّ مليّاً فيما نقلته إليه سيما في هذه الجملة لو كان عبداً لخاف من مولاه. حيث وقعت على قلبه موقع السهم. فخرج حافياً يريد الرجل فلما وصل إليه وجده الإمام موسى بن جعفر عليه السلام فتاب على يده معتذراً ولم ينتعل من يومه ذاك حتى مات.

كان قبل ذلك اليوم يُعرف بأبي نصر بشر بن الحارث بن عبد الرحمن المروزي وبعد الحادثة صار يعرف بــ(بشر الحافي).

كان الحارث قبل ذلك من أصحاف المعازف والملاهي ولكن قول الإمام عليه السلام أثر في نفسه وكان سبباً إلى توبته فأصبح عارفاً عابداً زاهداً.

  اعداد وتقديم : سيد مرتضى محمدي

القسم العربي – تبيان

هوامش

1- بحار الأنوار، ج64، ص342.

2- طه: 14.

3- الصحيفة السجادية، ص418.

4- الكافي، ج3، ص286.

5- الماعون: 5.

6- النساء: 43.

7- المؤمنون: 2.

8- بحار الأنوار، ج67، ص400.

9- الحقائق، ص222.

10- العنكبوت: 45.


كيف نلبي دعوة الله ؟ زر الله في بيته

كيف نلبي دعوة الله؟ طهر قلبك وبدنك

التحليل النفسي في الاسلام

علينا ان نكشف الحجب

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)