• عدد المراجعات :
  • 1288
  • 10/23/2011
  • تاريخ :

خصائص القائد الإسلامي من خلال القرآن الكريم

خصائص القائد الإسلامي من خلال القرآن الكريم

( أفَحُكْمَ الجاهِلِيَّةِ يَبْغونَ وَمَنْ أحْسَنُ مِنَ اللهِ حُكْماً لِقَوْم يوقِنونَ )[1].

قال أمير المؤمنين علي (عليه السلام) :

ألا فالحذر الحذر ! من طاعة ساداتكم وكبرائكم الذين تكبّروا عن حسبهم ، وترفّعوا فوق نسبهم ، وألقوا الهجينة على ربّهم ، وجاهدوا الله على ما صنع بهم ، مكابرة لقضائه ، ومغالبة لآلائه ، فإنّهم قواعد أساس العصبيّة ودعائم أركان الفتنة ، وسيوف اعتزار الجاهلية ، فاتّقوا الله ولا تكونوا لنعمه عليكم أضداداً ، ولا لفضله عندكم حسّاداً ، ولا تطيعوا الأدعياء ، الذين شربتم بصفوكم كدرهم ، وخلطتم بصحّتكم مرضهم ، وأدخلتم في حقّكم باطلهم ، وهم أساس الفسوق ، فاعتبروا بما أصاب الاُمم المستكبرين من قبلكم من بأس الله وصولاته ووقائعه ومثلاته ...[2].

قال الله تعالى : لاُعذّبنّ كلّ رعيّة في الإسلام دانت بولاية كلّ إمام جائر ليس من الله ، وإن كانت الرعيّة في أعمالها برّة تقيّة ، ولأعفونّ عن كلّ رعيّة في الإسلام دانت بولاية كلّ إمام عادل من الله وإن كانت الرعيّة في نفسها ظالمة مسيئة.

فسعادة المجتمع الإسلامي والبلاد والاُمّة الإسلامية إنّما تكون فيما لو كانت إدارة المجتمع بيد رجل إلهي ، يتحلّى فيه صفات الله سبحانه ، وهذا ما نقصده من خصائص القائد الإسلامي ، كما يكون الحكم حكماً إلهياً ، حتّى يتسنّى للناس الوصول إلى كمالهم المجبول في وجودهم ، وهو الوصول إلى الله سبحانه وتوحيده الخالص في الحياة.

( يا أ يُّها الَّذينَ آمَنوا اتَّقوا اللهَ وَكونوا مَعَ الصَّادِقينَ )[3].

( يَوْمَ نَدْعو كُلَّ اُناس بِإمامِهِمْ فَمَنْ اُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمينِهِ فَاُولـئِكَ يَقْرَأون كِتابَهُمْ وَلا يُظْلَمونَ فَتيلا وَمَنْ كانَ في هذِهِ أعْمى فَهوَ في الآخِرَةِ أعْمى وَأضَلُّ سَبيلا )[4].

قال أمير المؤمنين علي (عليه السلام) :

الواجب في حكم الله وحكم الإسلام على المسلمين أن لا يعملوا عملا ، ولا يقدّموا يداً ولا رجلا ، قبل أن يختاروا لأنفسهم إماماً عفيفاً ورعاً عارفاً بالقضاء والسنّة ، يجبي فيئهم ويقيم حجّهم وجمعتهم ويجبي صدقاتهم[5].

وقال الإمام الباقر (عليه السلام) : قال الله تعالى : لاُعذّبنّ كلّ رعيّة في الإسلام دانت بولاية كلّ إمام جائر ليس من الله ، وإن كانت الرعيّة في أعمالها برّة تقيّة ، ولأعفونّ عن كلّ رعيّة في الإسلام دانت بولاية كلّ إمام عادل من الله وإن كانت الرعيّة في نفسها ظالمة مسيئة[6].

وقال (عليه السلام) :

إنّ من دان بعبادة يجتهد فيها نفسه ، بلا إمام عادل من الله فإنّ سعيه غير مشكور وهو ضالّ متحيّر[7].

وقال الإمام الصادق (عليه السلام) :

وكذلك لا يقبل الله من العباد الأعمال الصالحة التي يعملونها إذا تولّوا الإمام الجائر الذي ليس من الله تعالى[8].

قال النبيّ الأعظم محمّد (صلى الله عليه وآله)

، فيما أوصى به معاذ بن جبل حين بعثه إلى اليمن : وأنفذ فيهم أمر الله ... وأظهر أمر الإسلام كلّه صغيره وكبيره ...

وهذا من أبرز خصائص الحاكم الإسلامي : أن يقوم بنشر التشريعات الإلهيّة المتمثّلة بالإسلام في ربوع الأرض ، حتّى يسدّ أبواب الفساد والظلم والمنكرات ، ويحفظ المجتمع الإنساني من السقوط والانحطاط والدمار الاجتماعي ، ويقيم حدود الله وأحكامه في كلّ الحقول والمجالات ، وإلاّ فإنّ أمير المؤمنين علي (عليه السلام) يقول : فإنّ الرعيّة الصالحة تنجو بالإمام العادل ، ألا وإنّ الرعيّة الفاجرة تهلك بالإمام الجائر[9].

وقال الإمام الصادق (عليه السلام) :

 إنّ في ولاية الوالي الجائر دروس الحقّ كلّه وإحياء الباطل كلّه ، وإظهار الظلم والجور والفساد[10].

وهذا ما نشاهده اليوم في بلادنا الإسلامية ، فإنّ الملوك الجائرة ورؤساء الجمهوريات الباطلة ، تلك الزمرة الخائنة ، عملاء الاستعمار والأجانب ، أفسدوا في البلاد ( وَجَعَلوا أعِزَّةَ أهْلِها أذِلَّةً )[11] وروّجوا العلمانية بين المسلمين ، وتمسّكوا بأذيال الغرب ، يلحسون أقدامهم ، ويعيشون على فتات موائدهم.

وكذلك لا يقبل الله من العباد الأعمال الصالحة التي يعملونها إذا تولّوا الإمام الجائر الذي ليس من الله تعالى.

ومن هذا المنطلق الحاسم ، نرى ضرورة حكومة الإسلام بقيادة رشيدة ، فإنّ الإمام الحاكم العادل الحقّ ، أو من ينوب عنه ، هو أصل الخير كلّه للناس وهو فروعه ، والحاكم الجائر والوالي الباطل وعملاء الأجانب ، هم اُصول الشرّ كلّه ، وانطلاقاً من هذا الأصل الإسلامي الأصيل تضافرت الآيات والروايات الكثيرة على ضرورة الإمام العادل وأنّ « من مات ولم يعرف إمام زمانه ، أو من مات بغير إمام مات ميتةً جاهلية »[12].

( أفَحُكْمَ الجاهِلِيَّةِ يَبْغونَ وَمَنْ أحْسَنُ مِنَ اللهِ حُكْماً لِقَوْم يوقِنونَ )[13].

( وَلا تَرْكَنوا إلى الَّذينَ ظَلَموا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَما لَكُمْ مِنْ دونِ اللهِ مِنْ أوْلِياءَ ثُمَّ لا تُنْصَرونَ )[14].

( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أنْزَلَ اللهُ فَاُولـئِكَ هُمُ الكافِرونَ )[15].

( إنَّما كانَ قَوْلُ المُؤْمِنينَ إذا دُعوا إلى اللهِ وَرَسولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أنْ يَقولوا سَمِعْنا وَأطَعْنا وَاُولـئِكَ هُمُ المُفْلِحونَ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسولَهُ وَيَخْشَ اللهَ وَيَتَّقْهِ فَاُولـئِكَ هُمُ الفائِزونَ )[16].

( إنَّ اللهَ يَأمُركُمْ أنْ تُؤدُّوا الأمانات إلى أهْلِها وَإذا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أنْ تَحْكُموا بِالعَدْلِ إنَّ اللهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إنَّ اللهَ كانَ سَميعاً بَصيراً )[17].

اعداد وتقديم: سيد مرتضى محمدي

القسم العربي - تبيان


الهوامش

[1]المائدة : 50.

[2]نهج البلاغة : 786.

 [3]التوبة : 119.

[4]الإسراء : 71 ـ 72.

[5]لقد مرّ ذكر هذه الرواية الشريفة ، وكرّرناها لأهميّتها.

[6]الكافي 1 : 376.

[7]المستدرك 1 : 21.

[8]أمالي الطوسي 2 : 32.

[9]البحار 8 : 472.

[10]تحف العقول : 245.

[11]النمل : 34.

[12]الكافي 2 : 21.

[13]المائدة : 50.

[14]هود : 113.

[15]المائدة : 7.

[16]النور : 51 ـ 52.

[17]النساء : 58.


دور الأمم المتحدة في صيانة حقوق الإنسان

حقوق الإنسان في نظام الجمهوريه الإسلاميه

انتهاک حقوق الإنسان في معسکر أشرف

الملف الأسود للغرب في مجال حقوق الإنسان

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)