• عدد المراجعات :
  • 1515
  • 10/9/2011
  • تاريخ :

الإزدهار الاقتصادي  و الثقافي في دولة الإمام المهدي عليه السلام

الإزدهار الاقتصادي  و الثقافي في دولة الإمام المهدي عليه السلام

الإزدهار الاقتصادي

 ومن أبرز معالم دولة الإمام المهدي عليه السلام هو الازدهار الاقتصادي، حيث يزول التفاوت الطبقي الفاحش، كما يزول الفقر والحرمان، وتعمّ ظاهرة الثراء والغنى لمختلف شرائح الناس.

 وربما يمكن تفسير هذه الظاهرة على أساس التقدم التقني، والاستثمار الواسع لثروات الطبيعة، لكن ما يظهر من الروايات الشريفة أن المسألة ترتبط بصلاح الناس وإيمانهم الذي يستنزل رحمة الله وعطفه على العباد كما في قوله تعالى ((وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنا عَلَيْهِمْ بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَالأْرْضِ)).(1)

 لم تكن ظاهرة الازدهار الاقتصادي والرفاه العيشي في دولة الإمام المهدي عليه السلام قائمة على أساس زوال الطبقية، ومصادرة الملكية، وحكومة الطبقة العالمية كما تبشر به الماركسية.

 ولم يكن قائماً على أساس الاستثمار اللامحدود لرؤوس الأموال، وفتح أبواب التنافس الاقتصادي والجشع اللا متناهي لدى الطبقة الثرية كما تبشر به الرأسمالية.

 وإنما هو تنامي البُعد المعنوي لدى البشرية إلى جانب التقدم العلمي، والاستثمار الواسع للطبيعة.

 لنقرأ في هذا السياق بعض النصوص كمؤشرات على الفكرة...

1 ـ عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (2)

 (يخرج رجل من أهل بيتي ويعمل بسنتي وينزل الله له البركة من السماء وتخرج الأرض بركتها وتملأ الأرض عدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً).

 وقال صلى الله عليه وآله وسلم: (يتنعّم أمتي في زمن المهدي عليه السلام نعمة لم يتنعموا قبلها قط: يرسل السماء عليهم مدراراً، ولا تدع الأرض شيئاً من نباتها إلاّ أخرجته).

2 ـ وعن الإمام علي عليه السلام: (ولو قد قام قائمنا لأنزلت السماء قطرها، ولأخرجت الأرض نباتها، ولذهبت الشحناء من قلوب العباد، واصطلحت السباع والبهائم، حتى تمشي المرأة بين العراق إلى الشام لا تضع قدميها إلا على نبات..).(3) 

وعن الإمام علي عليه السلام أيضاً: (يبعث الله رجلاً في آخر الزمان.. يدين له عرض البلاد وطولها... وتخرج الأرض نبتها، وتنزل السماء بركتها، وتظهر له الكنوز...).(4)

الإزدهار الثقافي

 قد يبدو الحديث عن الإزدهار الثقافي في مستقبل التاريخ البشري حديثاً عن أمر واضح وحقيقة لا تحتاج إلى بيان، لكن النصوص الدينية التي بين أيدينا والتي تعود إلى أكثر من اثني عشر قرناً ماضياً حين تؤكد ذلك فإنها تتحدث عن نهوض علمي، وقفزة ثقافية هائلة لم تكن بالحسبان يومئذ.

 وربما تكون تلك النصوص إشارة إلى التقدم العلمي الذي نشهده اليوم، لكنها في الحقيقة أقرب إلى مدلول آخر، هو انتشار الوعي والثقافية ليس على مستوى النُخَب الفكرية وإنما على مستوى أبناء المجتمع كلهم، فهي تشير إلى نقلة نوعية حضارية أوسع وأعمق مما نشهده الآن.

 بهذا الصدد لنقرأ النصّين الآتيين:

1 ـ عن أبان عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال: (العلم سبعة وعشرون حرفاً، فجميع ما جاءت به الرسل حرفان فلم يعرف الناس حتى اليوم غير الحرفين، فإذا قام قائمنا أخرج الخمسة والعشرين حرفاً فبثها في الناس، وضمّ إليها الحرفين حتى يبثها سبعة وعشرين حرفاً).(5)

 وربما تكون هذه النصوص إشارة إلى الوعي الديني أكثر ما هي إشارة إلى الإزدهار الثقافي عموماً، وهذا ما نلاحظه في النص التالي:

 عن الإمام الباقر عليه السلام: (كأني بدينكم هذا لا يزال مولياً يفحص بدمه ـ بقدميه ـ ثم لا يردّه عليكم إلا رجل منّا أهل البيت ـ وتؤتون الحكمة في زمانه حتى أن المرأة لتقضي في بيتها بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم).(6)

اعداد وتقديم : سيد مرتضى محمدي

القسم العربي – تبيان

 المصادر:

(1) الاعراف 96

 (2) الرواية وما بعدها رواها <كشف الغمة> عن الحافظ أبو نعيم/ كما نقلها العلامة المجلسي في البحار ج51/ ص 78 و83.

 (3) البحار ج52/ 316 عن كتاب الخصال للشيخ الصدوق.

 (4) البحار/ ج52/ ص 280.

 (5) البحار/ ج52/ ص336/ عن كتاب <الخرائج>.

 (6) البحار/ ج52/ 352 عن كتاب الغيبة للنعماني.


المهدي المنتظر (عجّل الله فرجه الشريف) بإجماع المسلمين سيكون من علماء هذه الأُمَّة

يعتقد الشيعة والسنة

الإنتظار والصِّراع بين المستضعفين والمستكبرين

النضج الفكري من أسباب تأخر تطبيق دولة العدل الإلهي في الأرض

استيعاب النظرية الإلهية من أسباب تأخر تطبيق دولة العدل الإلهي في الأرض

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)