• عدد المراجعات :
  • 874
  • 10/4/2011
  • تاريخ :

الايمان هو العمل الصالح

الايمان هو العمل الصالح

قال تعالى:

(وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُواْ غَيرْ سَاعَةٍ كَذَالِكَ كاَنُواْ يُؤْفَكُونَ (55) وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ وَالْإيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فيِ كِتَابِ اللَّهِ إِلىَ‏ يَوْمِ الْبَعْثِ فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلَاكِنَّكُمْ كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ(56)) (55-56 الروم).

في كل آية من القرآن بحر من العلم ولكن يحتاج الى شخص يستطيع أن يغوص في أعماق هذا البحر هذه الآية التي توجنا الحديث عنها انّ الزمان ليس معياراً لأن الناس مختلفون في نظرهم إلى الزمان .

فلو فرضنا شخصين دخلا قرية سُجن احدهما في يومه الأول بينما ذهب الآخر لرؤية المناظر الخلابة في المنطقة والتقيا في الليل فرغم انه نفس اليوم ولكن يزعم الأول انه كان يوماً طويلاً لا تنقضي ساعاته بينما يزعم الآخر إن ساعات اليوم انقضت بسرعة .

فاليوم كالشهر بالنسبة إلى الطفل في العشرة سنوات الأولى من عمره وهو كالأسبوع في العشر سنوات الثانية وفي العقد الثالث من العمر والرابع يتساوى العمر أي أن كل يوم هو يوم عندهم ولكن بعد الأربعين يبدأ الإنسان بالعد العكسي بالعشر سنوات بالنسبة إلى المسن مثل ثلاث سنوات لغيرهولذلك كان وجود المعيار في الحساب وهي الساعة ضرورياً لاختلاف نظر الناس إلى زمان.

يظن البعض أن كل ما في ذهنه هو الصحيح ولكن هذا ليس صحيحاً إذ أن هناك معياراً ثابتاً نسميه باللوح المحفوظ وفيه كل الحقائق وبه تمييز الحق عن الباطل، فليس كل عمل يقوم به الإنسان بالضرورة يكون صحيحاً وهذه الحالة هي مثل حالة الزمان إذ انه لا يحس به فينكر وجوده كمن يُغمى عليه في أيام وبعد إفاقته يتساءل عنها بل وينكر انه عاشها، وهكذا هو نوم القبر قدلا يشعر به الإنسان سوى لحظة ولذلك ينبغي الانتباه إخواني على أن القيامة ليست بعيدة عنا ..

إذن ينبغي أن نقيس جميع أفكارنا باللوح المحفوظ والدليل على ذلك هو القيامة يقول ربنا تعالى: (وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُواْ غَيرْسَاعَةٍ كَذَالِكَ كاَنُواْ يُؤْفَكُونَ).

فالمشكلة الأساس في البشر أنهم لم يقيموا الأفكار باللوح المحفوظ وإنما قيموه بالذي هو في أذهانهم..

ثم يقول ربنا (وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ وَالإْيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ في كِتَابِ اللَّهِ إِلىَ‏ يَوْمِ الْبَعْثِ فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلَاكِنَّكُمْ كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) .

فمشكلة الأمم هو الجهل فرغم أنهم يزعمون أنهم يعرفون الحقائق إلا أنهم يجهلونها والسؤال الذي يطرح هنا فيما يرتبط بالآية: قوله تعالى (أوتوا العلم والإيمان) فهل يأتي العلم من دون الإيمان وهل يسمي القرآن العالم عالماً وهو ليس بمؤمن ؟

فلماذا جاء التعبير بهذه الصيغة..

الإجابة الأولى:

فالعلم بمعنى المعرفة والإيمان هو العمل الصالح ففي تعابير القرآن حينما يجيء كلمة الإيمان تأتي كلمة العمل الصالح أيضاً وحينما تساءل المسلمون عن صلواتهم التي كانوا يؤدونها باتجاه بيت المقدس بعد تحول القبلة قال: (وما كانَ اللَّهُ لِيُضيعَ إيمانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَحيمٌ) (143البقرة) فاستخدم الإيمان بمعنى الصلاة .

الإجابة الثانية:

قد يكون أناس يمتلكون جوهرة الإيمان ولكنهم ليس لديهم علم وقد يكون لديهم علم وإيمان وذلك القسم الثاني من لهم جاه وشأن وأولئك هم من يشفعون بمثل ربيعة ومضر كما في الحديث وأولئك هم الأعرف ابتداءً من الأنبياء والأئمة وأيضاً العلماء الربانيين.

 (فهذا يوم البعث) ويعني اليوم برهة من الزمان يختلف مقداره قد يكون 24ساعة وقد يكون ألف سنة أو 50 ألف سنة فكله يطلق عليه يوم .

وذلك اليوم هو يوم القيامة يقف فيها الناس وأحسنهم حالاً من يملك موضع قدميه أول ما يحاسبون عن المظالم من ظلم الناس ثم ألف سنة للصلاة ومثلها للصيام وهكذا ذلك هو يوم البعث ولكن الناس بجهلهم لايفهمون هذه الحقائق

وفي الختام:

إن طريق الحق وان كان يبين انه صعب ولكنه سهل لأنه موافق للسنن الإلهية بعكس الصرط الضالة حيث تتعارض معها ومع فطرة الإنسان..

آية الله محمد تقي المدرسي

اعداد سيد مرتضى محمدي

القسم العربي - تبيان


كيف نلبي دعوة الله ؟ زر الله في بيته

كيف نلبي دعوة الله؟ طهر قلبك وبدنك

التحليل النفسي في الاسلام

علينا ان نكشف الحجب

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)