• عدد المراجعات :
  • 2457
  • 9/26/2011
  • تاريخ :

معنى الأمة وعلى من تطلق

معنی الامة

قال تعالى:(إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ)[ الأنبياء/ 92].

الأمة في اللغة على معانٍ، منها: الطريقة والملة والدين، ومنها:القوم المجتمعون على أمر ومقصد واحد، ومنها غير ذلك، لكن الذي يعنينا هنا هو أن كل قوم نُسبوا إلى نبي وأضيفوا إليه فهم أمة[1].

قال الشيخ الطبرسي: "أصل الأمة الجماعة التي على مقصد واحد، فجُعلت الشريعة أمة واحدة لاجتماعهم بها على مقصد واحد"[2].

وقال السيد الطباطبائي: "أصل الكلمة من: أمَّ يأمُّ إذاقصد، فأُطلق لذلك على الجماعة، لكن لا على كل جماعة، بل على جماعة كانت ذات مقصد واحد وبغية واحدة هي رابطة الوحدة بينها، وهو المصحح لإطلاقها على الواحد وعلى سائر معانيها إذا أطلقت"[3].

وعلى هذا المعنى يمكن أن تكون القومية أو الجغرافيا أو العرق أوالفكر أو العقيدة مجتمعةً أو آحاداً مرتكزاً لتحقق مفهوم الأمة الواحدة، وحينها تنسب إلى ما ارتكزت عليه فتكون أمة عربية أو كردية أو غيرهما، وهكذا بالنسبة إلى البقية.

وأمتنا تنسب إلى الإسلام فكراً وعقيدةً وإيماناً مما يعني أن الدوائرالأخرى ينبغي أن تنصهر في بوتقة الإسلام، فالأعراق والقوميات والجغرافيا، وكذلك الأفكار، كلها تتصاغر وتندمج بعضها مع بعض تحت لواء الإسلام لتكون أمة واحدة متماسكة يخضع جميع أبنائها للواحد الأحد ويتمتع الجميع بالسوية، فلا يمتاز بعضهم على بعض إلا بالتقوى.

قال تعالى:(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)[ الحجرات/ 13].

وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ كُلُّكُمْ لآدَمَ وَآدَمُ مِنْ تُرَابٍ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ وَلَيْسَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ فَضْلٌ إِلا بِالتَّقْوَى«[4].

دعوى الانتماء:

الانتماء الحقيقي إلى أمة الإسلام لا يتم من خلال التواجد على أرض المسلمين أو الولادة من أبوين مسلمين[5]، وإنما يكون من خلال الإيمان بالجامع المكوِّن لمفهوم الأمة والعمل بمقتضاه أمراً ونهياً.

قال تعالى:(وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ)[ المؤمنون/ 52.].

قال السيد المدرسي: «وفي هذه الآية يضع القرآن الحكيم المقياس الاجتماعي الذي يميز المنافق عن المؤمن وهو مقياس الوحدة الإيمانية، فلو ادَّعى جماعة أنهم مؤمنون ثم تفرّقوا أحزاباً وشيعاً انطلاقاً من أهوائهم ومصالحهم فإن ادّعائهم سيكون باطلاً وسخيفاً لأن المؤمنين تجمعهم كلمة واحدة هي كلمة التوحيد، وإن التقوى هي محور نشاطهم وصبغة أعمالهم وحياتهم«[6].

اعداد وتقديم: سيد مرتضى محمدي

القسم العربي : تبيان

المصادر:

 [1] كتاب العين،الخليل الفراهيدي، ج 8 ص 428.

[2] تفسير مجمع البيان،الشيخ الطبرسي ج 7 ص 111.

[3] تفسير الميزان،السيد الطباطبائي ج 2 ص 123.

[4] بحار الأنوار،العلامة المجلسي ج 73 ص 350.

[5] الولادة يترتب عليها أثر الإسلام إن لم يعقبها جحود.

[6] تفسير من هدى القرآن، السيد المرجع المدرسي ج 8 ص 191.


دور الأمم المتحدة في صيانة حقوق الإنسان

حقوق الإنسان في نظام الجمهوريه الإسلاميه

انتهاک حقوق الإنسان في معسکر أشرف

الملف الأسود للغرب في مجال حقوق الإنسان

رؤية الإمام علي ( عليه السلام ) لحقوق الإنسان

ظهر الفساد

مقارنة بين حقوق الإنسان في الإسلام وفي الوثائق الوضعية الدولية

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)