• عدد المراجعات :
  • 2141
  • 7/30/2011
  • تاريخ :

الرسول الأكرم والعبادة

مسجد النبي

وهناك حديث معروف بهذا المضمون، وقد كان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يكثر من قيام الليل للعبادة وكما ينص القرآن على قيامه ثلثي الليل، وأحياناً نصف الليل أو ثلثه1. وعندما رأته عائشة يقضي ليله بالعبادة، وأنه كان يقف للعبادة أحياناً إلى أن تتورم أقدامه، قالت له يوماً: لماذا تكثر من عبادة الله؟ وقد قال الله عنك ï´؟لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَï´¾ 2 قال صلى الله عليه وآله وسلم: "أفلا أكون عبداً شكوراً؟" ومن جملة أقوال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بشأن القيمة المعنوية للعبادة: "أفضل الناس من عشق العبادة وعانقها وباشرها بجسده وتفرغ لها"3.

ويقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أيضاً:

"طوبى لمن عشق العبادة، وأحبها بقلبه وباشرها بجسده وتفرغ لها".

 يقصد أن العبادة ليست ذكراً في القلب فقء بل هي العبادة العملية: الركوع، السجود، القنوت فهي نوع من العشق العملي. وتفرغ لها أي يفرغ نفسه من كل شيء سوى العبادة، أي عندما يقف للعبادة فلا يطرق قلبه أي خيال أو ذكرى أو فكرة، بل يبقى هو وربه، ويفرغ قلبه لله، وهذه هي روح العبادة. روح العبادة ذكر "بالمصطلح الديني" أي ذكر الله والانقطاع، أي ينقطع الإنسان عن غير الله في لحظات العبادة ويبقى مع الله وحده، كأنه لا يوجد شيء في العالم غيره هو والله تعالى.

يقول: "وتفرغ لها" فطوبى لمن يتفرغ قلبه حين العبادة، تفرغاً وخلوة حقيقية. ثم يقول عليه السلام: "فهو لا يبالي على ما أصبح من الدنيا على عسر أم على يسر"*. والقصد هو: إذا وصل الإنسان إلى هذه اللذة، فلا معنى لعذاب وتعب الدنيا عنده، فلا يهتم حتى لو عذب وقطع إرباً عسر الدنيا ويسرها مسألة مهمة لدى الإنسان الذي لم ينل لذة العبادة. فمن يذوق لذة العبادة لا يهتم بهذه المسائل. إننا نعجب كثيراً من طريقة علي عليه السلام في العيش في هذه الدنيا. لكننا لا نعلم بأنه وصل في عبادته إلى مقام لا يهمه العسر واليسر أبداً ولا يفكر به.

المصادر:

1-التربية والتعليم في الإسلام

2- الكافي، ج2، ص83.*

الهوامش:

1- نظراً لاختلاف الظروف، فعندما يكون صلى الله عليه وآله وسلم مشغولاً بأعمال كثيرة، كانت العبادة اقل، ولكن لم تقل عن ثلث الليل وحينما يكون متفرغاً تطول عبادته إلى ثلثي الليل.

2- الفتح، الآية: 2.

3- قلَّ ورود كلمة (العشق) في التعابير الإسلامية حتى قال البعض يجب عدم استعمال هذه الكلمة، وكانوا يخالفون كثرة استعمالها بواسطة الشعراء ويقولون يجب استعمال كلمة الحب بدلاً عن العشق وأجابهم آخرون بأن كلمة العشق استعملت بقلة في المصطلحات الإسلامية، لكنها لم تنعدم كلياً فيها. ومن المجالات التي استعملت فيها ما ذكرناه هنا. وأخرى حين كان الإمام علي عليه السلام عائداً من حرب صفين أو ذاهباً إليها (الترديد مني)، فعندما وصل كربلاء، أخذ قبضة من التراب وشمها ثم قال: "واهاً لك أيتها التربة، هاهنا مناخ ركاب ومصارع عشاق" ثم ذكر كلاماً آخر يبين فيه حادثة كربلاء.


علي عليه السلام وروح العبادة

ما هي الخطوات المعتبرة لمعرفة الدين؟

الطريق الثاني لمعرفة الله الطريق من خارج

لماذا نبحث عن وجود الله سبحانه؟

لماذا نبحث ونفكر لمعرفة خالق الكون

الفطرة والعادة

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)