• عدد المراجعات :
  • 1999
  • 7/20/2011
  • تاريخ :

کيفية علاج الروح و الجسم بالغذاء

آموزش ديني

تعالج بعض الأمراض في العصر الحديث بواسطة الغذاء، وبذلك تعود للأفراد قوتهم وصحتهم، وعن طريق الغذاء الكامل المناسب نجد أنهم يحولون الوجوه الشاحبة إلى وجوه نضرة، والعيون الغائرة إلى براقة، ولقد راعى الاسلام في العصور الماضية هذه النكتة تماماً. فمن بين الروايات العديدة التي وردت في موضوع الأطعمة على اختلاف أنواعها نجد الرسول الأعظم والأئمة الكرام عليهم السلام قد عالجوا المرضى والعجزة بالارشادات الغذائية، وتجاوزوا ذلك إلى إرشادات حول تقوية الذكاء والحافظة عن طريق بعض الأطعمة. إن العسل من الأطعمة اللذيذة، ولقد تحدث القرآن عنه: ï´؟فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِï´¾(النحل:69).

نظام التغذية الفاسدة عبارة عن فقدان بعض العناصر وعدم تعادلها، من دون أن تظهر علائم بعضها في مقابل البعض الآخر.

إن العالم الحديث يمتنع قدر المستطاع عن استعمال الدواء. ذلك أن الدواء في نفس الوقت الذي يقع مفيداً من جهة يكون مضراً من جهة أخرى... يقول الامام الرضا عليه السلام بهذا الصدد: "ليس من دواء إلا ويهيج داء"1. فأحسن طرق العلاج وآمنها، هو الاستفادة من المواد الغذائية المختلفة التي أودعها الخالق العظيم بين أحضان الطبيعة لفائدة البشر.

"الكل يعلمون أن العامل الوحيد في انتشار الأمراض التي تنتقل بالعدوى موجودات صغيرة جداً تسمى بـ (الميكروبات). وبعد أن اكتشف باستور وجود هذه الميكروبات، تصور الناس جميعاً أنهم يستطيعون اقتلاع جذور الأمراض بمقاومة انتشار الميكروبات، ولذلك فقد انتشر في أنحاء أوروبا طريقة شرب الماء المغلي والأطعمة المطبوخة تماماً".

"كان الجميع يتوقعون هبوط نسبة الوفيات والاصابات بالأمراض يوماً بعد يوم، ولكن المؤسف أنه لم يتوقف فشل هذا التوقع عند عدم إنتاج هذه الطريقة في تقليل الاصابات، بل إن أكثر من نصف سكان أوروبا والأشخاص الواعون منهم بالخصوص، الذين كانوا مراقبين أكثر من غيرهم وكانوا يخافون من الميكروبات ويطيعون أوامر الأطباء بصورة عمياء قد أصيبوا بأمراض عديدة. وبديهي أن أمراض هؤلاء لم تكن من نوع الأمراض المعدية التي تنتقل بالجراثيم، بل كانت نتيجة الفرار من الأطعمة النيئة، وغلي الأطعمة التي تموت فيتاميناتها بالغليان"2.

تعادل المواد الغذائية

يستنتج مما مر: أن سلامة الانسان منوط بالتغذية الصحيحة والكاملة. إن الطعام يجب أن يكون حاوياً لجميع المواد اللازمة التي تحتاجها الأقسام المختلفة من الجسم. إن الاستفادة السليمة من النعم الالهية والانتفاع الجامع والمعتدل من الأطعمة المطبوخة والنية، من اللحوم المحللة والمواد الدهنية والسكرية والفواكه والخضروات كفيل بجعل الانسان قوياً وسليماً طيلة عمره.

وكذلك سلامة الروح وسعادتها. فهي منوطة بالتغذية الروحية الكاملة والسليمة. فالذين يريدون أن يحصلوا على روح سليمة ونفس طاهرة وقوية يجب عليهم الاهتمام بجميع ميولهم الروحية وعواطفهم المعنوية وإشباعها عن طريق التغذية الكاملة.

إنه يجب البحث عن الغذاء الروحي الكامل في مجموعة الايمان والعلم والفكر والأخلاق والعواطف الانسانية وغير ذلك من المزايا الروحية.

إن من الأطعمة الضرورية والمفيدة للبدن، اللحوم على اختلاف أنواعها (من لحوم الطيور والأنعام والأسماك). وتبعاً للتعاليم الدينية والعلمية يجب على الانسان أن يستفيد لحفظ حياته وسلامته من هذه المادة الحياتية المهمة، ولكن على ان لا يقتصر على اللحم وحده،لانه وحده لا يكون غذاء كاملاً، ولا يستطيع أن يحفظ للانسان حياته وصحته إلى الأبد. والفروع العلمية المختلفة من طبيعية ورياضية وأدبية تشبه أنواع اللحوم الضرورية، ولكن لا تشكل هذه العلوم وحدها غذاء روحياً كاملاً للانسان ولا تستطيع أن تحفظ للروح الانسانية حياتها وسلامتها إلى الأبد.

وما أكثر البحارة الذين كانوا يملكون في بواخرهم المقادير الكافية من اللحوم والمواد الدهنية والسكرية، ولكن حيث انهم كانوا فاقدين للخضروات، فقد خلت أطعمتهم من الفيتامين C، فأصيبوا بنزف اللثة والمخرج والتهاب الرئة، وماتوا أخيراً بأفظع صورة وأشد الآلام، وكذلك ما أكثر الأشخاص المطلعين على المقدار الكافي من مسائل العلوم الطبيعية والرياضية، ولكنهم عند هجوم المصائب عليهم، أصيبوا بالأمراض النفسية أو الروحية أو أقدموا على الانتحار لعدم وجود الرصيد الايماني والأخلاقي عندهم.

إن إصابة أولئك وموتهم كان لنقص المواد الغذائية البدنية، وإصابة هؤلاء وانتحارهم لنقص المواد الغذائية الروحية، ونتيجة كل منهما الشقاء والموت. فكما أن غذاء الجسد يتشكل من مجموعة من العناصر المختلفة: الدسم، السكر، الفسفور، الكالسيوم، الحديد، اليود، الفيتامين، ونظائرها، وأن فقدان أي عنصر منها يؤدي إلى عوارض خاصة كذلك غذاء الروح يتشكل من مجموعة من الثروات المختلفة: العلم، الإيمان، العفة، الأمانة، الشجاعة، التقوى، وأمثالها. وإن فقدان أي واحد منها يتضمن عواقب وخيمة.

"وبصورة كلية فإن نظام التغذية الفاسدة عبارة عن فقدان بعض العناصر وعدم تعادلها، من دون أن تظهر علائم بعضها في مقابل البعض الآخر. فحينذاك يصبح الجسم ضعيفاً ومستعداً لتقبل الأمراض المختلفة. وكما تقول (مدام راندوان) فانه يمكن الوصول إلى الأسباب الرئيسية لبعض الأمراض القاضية كالسل والسكر والسرطان في سلسلة من الأخطاء التي ترتكب بالنسبة إلى كيفية صنع الأطعمة طيلة أجيال عديدة. ان الجسم يستطيع أن يعيش مع وجود التغذية الناقصة وغير المتعادلة لفترة ما، ولكن سرعان ما تظهر الاختلالات وحينذاك فالألم يكون شديداً جداً. وقد يؤدي ذلك إلى انهيار الصحة تماماً. إذا ظهر مرض سار فإنا نقاوم الجراثيم الناقلة لذلك المرض ونكافحها، ولكننا لكشف العلة الأصلية في نشوء ألم ما نحتاج إلى دقة شديدة، وعلى أي حال فإن تشخيص المرض أصعب من إزالته بكثير"3.

المصادر:

1- روضة الكافي ص 273.

2- إعجاز خوراكيها ص 25.

3- جه ميدانيم ؟ تغذية انسان ص:25.


أثر الطعام في روح الانسان

الهدوء النفسي

النزاع بين الميول النفسانية والوجدان الأخلاقي

القواعد والأسس المعنوية والنفسية للتوبة الحقيقية

التغذية السليمة في القران

التحليل النفسي في الاسلام

الروح الضعيفة

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)