• عدد المراجعات :
  • 1963
  • 6/27/2011
  • تاريخ :

الاعتناء بالجوانب المادية والمعنوية في نموالطفل

الطفل

وبالرغم من ضرورة المراقبة الغذائية اللازمة في جميع مراحل الحياة، لكن مرحلة الطفولة تحتاج إلى مراقبة أشد، ذلك أن الطفل ينمو في الأعوام الأولى من حياته بصورة أسرع، ويتكامل بناؤه الفكري أكثر سرعة.

"إن الجزء الوحيد من البدن الذي يستثنى من قانون التكاثر بالانشطار هو الجهاز العصبي أي المخ وشبكة الأعصاب، ذلك أن الوليد يأتي إلى الحياة مع الخلايا العصبية الكاملة، ولا يصنع الجهاز طيلة أيام حياته حتى خلية مخية أو عصبية واحدة. ولذلك فإن انعدام هذه الخلايا نتيجة لصدمة أو مرض لا يمكن أن يجبر. ومع هذا كله فإن المخ ينمو على الرغم من ثبات عدد خلاياه وهذا النمو يحصل في الأعوام الثلاثة الأولى بسرعة عجيبة بحيث يمكن إرجاع 95% من نمو الدماغ عند الانسان إلى تلك الأعوام الثلاثة"1

إن الجزء الوحيد من البدن الذي يستثنى من قانون التكاثر بالانشطار هو الجهاز العصبي أي المخ وشبكة الأعصاب، ذلك أن الوليد يأتي إلى الحياة مع الخلايا العصبية الكاملة

 

مسؤولية الوالدين

إن عبء مسؤولية الوالدين في هذه المراحل ثقيل جداً. فان الغفلة عن سلامة الغذاء المادي والروحي للطفل وكمالها تؤدي إلى عوارض غير قابلة للتدارك. فالطفل يكتمل بناؤه في الأعوام الأولى من حياته، ولا بد من الاعتناء بجميع جوانبه المادية والمعنوية. إن نقص التغذية الروحية أو الجسدية في هذه الأيام تتضمن نتائج وخيمة، إن خطأ صغيرا يمكن أن يؤدي إلى مشكلة عظيمة يئن الطفل منها إلى نهاية عمره.

"قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: ألا كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته. فالأمير على الناس راع وهو مسؤول عن رعيته، والرجل راع عن أهل بيته وهو مسؤول عنهم، والمرأة راعية على أهل بيت بعلها وولده وهى مسؤولة عنهم. ألا فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته"2.

فعلى الوالدين المسلمين أن يتنبها إلى المسؤولية الدينية العظيمة الملقاة عليهما في تربية أطفالها. وليعلما أن الأطفال ودائع الله في أيديهما فالوالدان اللذان يؤديان واجبهما الديني في تربية الأولاد بصورة صحيحة يكونان قد أديا الأمانة أداء كاملاً، ويستحقان الأجر والثواب عند الله على ذلك. أما الوالدان اللذان يتخلفان عن ذلك فهما خائنان... لأنفسهما ولأطفالهما، وللمجتمع الذي يعيشون فيه، وهما يستحقان العقاب والحساب العسير أمام الله تعالى.

ليست المسؤولية العظمى للآباء في أن يجمعوا في حياتهم ثروة ضخمة ويورثوها إلى أولادهم

ليست المسؤولية العظمى للآباء في أن يجمعوا في حياتهم ثروة ضخمة ويورثوها إلى أولادهم. ذلك أن الولد إذا لم يحصل على تربية صحيحة فان الثروة تبعثه على الفساد والشقاء. إن مسؤولية الوالد تعني أن يربي ابنه على الملكات الفاضلة والقيم العليا والإيمان الصحيح وإعداده لخوض معركة الحياة بطهارة ونبل... وولد كهذا يستطيع أن يحيا حياة عزيزة وسعيدة وفي نفس الوقت يستطيع أن يكتسب ثروة كبيرة عن طريق مشروع.

يقول الامام علي عليه السلام: "خير ما ورث الآباء الابناء الأدب"3.

ونعمة كبيرة يمتاز بها الأولاد الذين تحدروا عن آباء مؤمنين قاموا بتربيتهم تربية صحيحة ومن نتائج تلك التربية أنهم يعيشون حياة مطمئنة محبوبون لدى الجميع... إنهم يجب أن يشكروا الله تعالى على تلك النعمة ويترحموا على والديهم، ويحافظوا على الملكات الفاضلة التي تربوا عليها، فلا يفقدوها بمعاشرة الفساد ومجالسة الأشرار.

أما الأولاد الذين لم يتلقوا تربية صحيحة من آبائهم، فان عليهم أن يبادروا إلى إصلاح أنفسهم ، ليكونوا واثقين من أنهم قادرون على تدارك تقصير والديهم بحقهم إذا تمسكوا بالأساليب العلمية والدينية الصحيحة، وبذلك يستطيعون أن يسلكوا الطريق إلى السعادة والطهارة والعفة.

-------------------------------------------------------------------

المصادر:

1- هورمونها ص:11.

2- مجموعة ورام ج 1-6.

3- غرر الحكم ودرر الكلم ص 173 طبعة دار الثقافة.

4- الطفل بين الوراثة والتربية


مراحل النمو الديني لدي الاطفال

السلوك الحسن لدى الطفل.. ذاتي أم مكتسب ؟

بماذا يتأثر الجنين وهو في رحم امه؟

الأطفال ودائع الله هدايةً ورعاية

أطفالنا في ظلّ التربية الإسلامية(1)

 

 

 

 

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)