• عدد المراجعات :
  • 1330
  • 1/18/2011
  • تاريخ :

حكم السجود على التربة الحسينية

الامام الحسين(ع)

بعد ثبوت سيرة الاَئمة من أهل البيت عليهم السلام ابتداءً من الاِمام علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام وانتهاءً بالاِمام المهدي عليهم السلام في السجود علي التربة الحسينية بما ليس فيه أدنى مجال للشك، وبعد ثبوت كون السجود على مطلق الاَرض هو الفرض النازل من الله تعالى على عباده والمؤكد بسنُة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم، سيكون السجود على التربة الحسينية ليس فرضاً، وإنّما من المستحبات الاَكيدة وهذا هو ما يقوله جميع الشيعة بلا استثناء اقتداءً بأهل البيت عليهم السلام، ولهذا تراهم كما يسجدون على التربة الحسينية يسجدون على غيرها مما صح السجود عليه كالتراب والرمل والحصى أو مما أنبتت الاَرض مما لم يؤكل ولا يلبس.

ومع هذه الحقيقة قد ذهب المتطرفون من خصوم الشيعة إلى القول بأن الشيعة لا تجيز السجود على غير التربة الحسينية، بل وصفوا سجودهم على التربة الحسينية بالسجود لغير الله، ومن غبائهم أنهم لم يفرقوا بين السجود على الشيء وبين السجود للشيء، إذ لو جاز أن يقال إنّ الشيعة تسجد للتربة الحسينية، لجاز القول بأنّ العامّة تسجد للاَرض أي تسجد لما هو أدنى وأقل منزلة من التربة الحسينية لثبوت شرف التربة الحسينية على غيرها من الاَرض. هذا في الوقت الذي نجد فيه تصريح جميع فقهاء الشيعة بأنّه يحرم السجود لغير الله وأنّه من يفعل ذلك فقد كفر وخرج عن دين الاِسلام ؛ لاَنّ السجود عبادة فلا تصح لاَحد سواه تعالى مهما كان نبياً أو وصيّاً.

قال الشيخ عبدالحسين الاَميني رحمه الله: وليس اتخاذ تربة كربلاء لدى الشيعة من الفرض المحتّم، ولا من واجب الشرع والدين، ولا مما ألزمه المذهب، ولا يفرق أي أحد منهم ـ منذ أول يوم ـ بينها وبين غيرها من تراب الاَرض في جواز السجود عليه، خلافاً لما يزعمه الجاهل بهم وبآرائهم، وإن هو عندهم إلاّ استحسان عقلي ليس إلاّ لما هو أولى بالسجود لدى العقل والمنطق والاعتبار وحسب.

وكثير من رجال المذهب يتخذون معهم في أسفارهم غير تربة كربلاء مما يصح السجود عليه كحصير طاهر نظيف يوثق بطهارته أو خمرة مثله ويسجدون عليها في صلواتهم (1).

 

فتاوى فقهاء الشيعة بالسجود على التربة الحسينية:

1 ـ الشيخ أبو يعلى حمزة بن عبدالعزيز الديلمي الملقب بـ "سالار" (ت| 462 هـ) قال: (لا صلاة إلاّ على الاَرض أو ما انبتته مالم يكن ثمراً أو كثراً أو كسوة فلهذا لا تجوز الصلاة على القطن والكتان، وإنّما يُصلّى على البواري والحصر... وما يستحب السجود عليه، وهو الاَلواح من التربة الحسينية المقدسة...) (2).

2 ـ عماد الدين أبو جعفر محمد بن علي بن حمزة الطوسي "المعروف بابن حمزة"، قال: (الاَرض كلّها مسجد يجوز السجود عليها وعلى كل ما ينبت منها مما لا يؤكل ولا يُلبس بالعادة إلاّ الحصر المعمولة بالسيور الظاهرة، إذا اجتمع فيه شرطان: الملك أو حكمه وكونه خالياً من النجاسة، ويستحب السجود على الاَلواح من التربة ـ الحسينية ـ وخشب قبور الاَئمة عليهم السلام ان وجد ولم يتقِ) (3).

3 ـ الشيخ أبو زكريا يحيى بن أحمد بن يحيى بن الحسن بن سعيد الهذلي (ت|689 أو 690 هـ)، قال: (ولا يجوز السجود بالجبهة إلاّ على الاَرض أو ما انبتته الاَرض إلاّ ما أكل أو لُبس ويعتبر فيه وفي الثياب، والمكان أن يكون مملوكاً أو مأذوناً فيه ويكون طاهراً... والسُنّة: السجود على الاَرض للخبر وما بين قصاص الشعر إلى طرف الاَنف ومسجد ما وقع منه على الاَرض أجزأه، وعن أهل البيت عليهم السلام " الناس عبيد ما يأكلون ويلبسون فاحب أن يُسجد له على مالا يعبدونه " ويستحب السجود على التربة الحسينية، والله أعلم) (4).

4 ـ الشيخ محمد محسن الفيض الكاشاني (ت|1091 هـ)، قال: (...واهوِ للسجود بخضوع وخشوع، متلقياً إلى الاَرض بكفيك قبل ركبتيك، وتجنح في سجودك بيديك، باسطاً كفيك، مضمومتي الاَصابع حيال منكبيك ووجهك، غير واضع شيئاً من جسدك على شيء منه ممكّناً جبهتك من الاَرض، وأفضلها التربة الحسينية ـ على صاحبها أفضل التسليمات ـ جاعلاً أنفك ثامن مساجدك السبعة مرغماً به ناظراً إلى طرفه) (5).

5 ـ قال السيد كاظم اليزدي في عروته الوثقى ما نصّه:

(السجود علي الاَرض أفضل من النبات والقرطاس، ولا يبعد كون التراب أفضل من الحجر. وأفضل من الجميع التربة الحسينية، فإنّها تخرق الحجب السبع وتستنير إلى الاَرضين السبع) (6).

6 ـ قال الاِمام روح الله الموسوي الخميني قدس سره: (يعتبر في مسجد الجبهة مع الاختيار كونه أرضاً أو قرطاساً، والاَفضل التربة الحسينية وهي تحمل ذكرى الاِمام الحسين الشهيد عليه السلام ) (7).

7 ـ السيد علي الحسيني السيستاني: قال: (يعتبر في مسجد الجبهة أن يكون من الاَرض أو انباتها غير ما يؤكل أو يلبس، فلا يجوز السجود على الحنطة والشعير والقطن ونحو ذلك.

ويجوز السجود اختياراً على القرطاس المتخذ من الخشب وكذا المتخذ من القطن أو الكتان على الاَظهر دون المتخذ من الحرير والصوف ونحوهما على الاَحوط.

والسجود على الاَرض أفضل من السجود على غيرها، والسجود على التراب أفضل من السجود على غيره وأفضل من الجميع التربة الحسينية على مشرفها آلاف التحية والسلام) (8).

-------------------------------------------------------

الهوامش:

(1) السجود على التربة الحسينية عند الشيعة الاِمامية|عبدالحسين الاميني: 67.

(2) المراسم|سالار، سلسلة الينابيع الفقهية 3: 368 باب أحكام ما يصلّى عليه كتاب الصلاة.

(3) الوسيلة إلى نيل الفضيلة|ابن حمزة الطوسي، سلسلة الينابيع الفقهية 4: 582

فصل في بيان ما يجوز السجود عليه، كتاب الصلاة.

(4) الجامع للشرائع|الشيخ ابن زكريا الهذلي، سلسلة الينابيع الفقهية 4: 865 ما يسجد عليه من كتاب الصلاة.

(5) منهاج النجاة|الفيض الكاشاني: 68 مؤسسة البعثة، قسم الدراسات الاِسلامية ـ طهران 1407 هـ ط1.

(6) العروة الوثقى|السيد كاظم اليزدي 1: 429|1374 مسألة 26 في مسجد الجبهة من مكان المصلي.

(7) زبدة الاَحكام|الاِمام الخميني: 50 ـ 51 مسألة 9 مكان المصلي كتاب الصلاة ، منظمة الاعلام الاسلامي ـ طهران 1404 هـ.

(8) المسائل المنتخبة|السيد علي السيستاني: 131 ـ 132 الثالث من باب السجود كتاب الصلاة ـ قم ط5.


الأحداث الإعجازية بعد مقتل الإمام الحسين (ع) من مصادر أهل السنة

ما بعد النبي – عاشوراء

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)