• عدد المراجعات :
  • 1854
  • 11/2/2010
  • تاريخ :

ثورة عبد الرحمن في عهد الإمام الجواد (عليه السلام)

الامام الجواد(ع)

ثورة عبد الرحمن في اليمن:

بعد استتباب الأمور للمأمون، وسيطرته التامة على مجاري الشؤون الداخلية للدولة الإسلامية المترامية الأطراف، تندلع ثورة في نقطة بعيدة من أقاصي المملكة في اليمن بقيادة عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وهو يدعو للرضا من آل محمد(5) سنة ( 207 هـ ). وكان ذا جاه، فالتفّ حوله خلق كثير من شيعة أهل اليمن ومن غيرهم ممن ضاقوا ذرعاً من العباسيين وولاتهم. وسرعان ما سيطرت الحركة على البلاد، لتعاطف جماهير الأمّة معها. والتاريخ جد ظنين بأحداث هذه الثورة وظروفها وأسبابها ومداخلاتها.

وهناك قول لم نتحقق صحته، أن الثائر عبد الرحمن أقدم من المدينة محمد بن علي بن موسى (عليه السلام) ودعا إليه سنة سبع ومئتين ( 207 هـ )(6).

وتتسارع أنباء الثورة إلى بغداد عاصمة الخلافة، فيجهّز المأمون جيشاً كثيفاً بقيادة دينار بن عبد الله، ويرسله إلى اليمن لمساعدة واليه المفوّض هناك على تهامة اليمن محمد بن إبراهيم بن عبيد الله بن زياد ابن أبيه، وعاصمته زبيد، لقمع الثورة، وكتب مع قائد الجيش كتاب أمان إلى عبد الرحمن. وما أن وصلت طلائع الجيش إلى مشارف اليمن، وعلم عبد الرحمن أن لا قبل له بها، وكان قد قُرىَ عليه كتاب الأمان، عندئذٍ لم يجد بداً من تسليم نفسه على شرط الكتاب فقُبض عليه وأُرسل إلى بغداد، فغضب المأمون بسببه على الطالبيين ومنعهم من الدخول إلى مجلسه، ثم أجبرهم على لبس السواد العباسي بدل الخضرة الطالبية(7).

وكان محمد بن إبراهيم الزِّياديّ من أشد الناس بغضاً لعلي بن أبي طالب و أهل بيته (عليهم السلام)؛ لهذا لا يبعد أن يكون الرجل كجدّه لغير رشده (8). فاستعان هذا بالجيش في تقوية مركزه، فأوقع بالعلويين وأنصارهم وقتل شيعتهم وفرّق جمعهم، وبدّد أوصالهم، واجتاح مناطق تواجدهم، وأخذ يوسّع منطقة نفوذه حتى تم له الاستيلاء على أغلب البلاد اليمنية(9).

--------------------------------------------------------------

الهوامش:

6- المجدي في أنساب الطالبيين | ابن الصوفي العمري العلوي: 295 طبع مكتبة المرعشي النجفي 1409هـ.

7- تاريخ الطبري 7 : 168 حوادث سنة ( 207 هـ ) طبعة القاهرة 1358 هـ. والكامل في التاريخ: 5 : 468 الطبعة الثانية 1415 هـ، تحقيق محمد يوسف الدقاق.

8- أخرج ابن عساكر في تاريخ دمشق 42 : 287 الطبعة المحققة، بسنده عن مالك بن أنس، عن ابن أبي الزناد قوله: ( قالت الأنصار: إن كنا لنعرف الرجل إلى غير أبيه ببغضه عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)). وراجع: فرائد السمطين | الجويني الشافعي 1 : 365 | 293 فقد أخرجه بطريقة عن مالك بن أنس، عن ابن أبي الزناد أيضاً، وراجع أيضاً ما أخرجه في 1 : 134 | 97 عن الزهري عن أنس بن مالك منه أنه لا يبغض علياً من قريش إلاّ سفحيّ، ولا من العرب إلاّ دعيّ، ولا من سائر الناس إلاّ شقيّ.

9- راجع: تاريخ ابن خلدون 4 : 148، 217. وطبقات سلاطين الإسلام | استانلي لين بول: 86 ـ 88 الطبعة الأولى 1406 هـ الدار العالمية ـ بيروت.


علم الإمام الجواد ( عليه السلام )

 

 

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)