• عدد المراجعات :
  • 2150
  • 7/24/2010
  • تاريخ :

تشرف الشيخ محمد حسن النجفي لزيارته (عليه السلام) في مسجد السهلة

الامام المهدي(ع)

حدَّث الشيخ الفاضل العالم الثقة الشيخ باقر الكاظمي، قال: كان في النجف الأشرف رجل مؤمن يسمى الشيخ محمد حسن السريرة، وكان في سلك أهل العلم ذا نية صادقة، وكان معه مرض السعال إذا سعل يخرج مر صدره مع الأخلاط دم، وكان مع ذلك في غاية الفقر والاحتياج، لا يملك قوت يومه، وكان يخرج في أغلب أوقاته إلى البادية إلى الأعراب الذين في أطراف النجف الأشرف، ليحصل له قوت ولو شعير، وما كان يتيسر ذلك على وجه يكفيه، مع شدة رجائه، وكان مع ذلك قد تعلق فيه بتزويج امرأة من أهل النجف، وكان يطلبها من أهلها وما أجابوه إلى ذلك لقلة ذات يده، وكان في هم وغم شديد من جهة ابتلائه بذلك.

فلما اشتد به الفقر والمرض، وأيس من تزويج البنت، عزم على ما هو معروف عند أهل النجف من أنه من أصابه أمر فواظب الرواح إلى مسجد الكوفة أربعين ليلة أربعاء، فلا بدَّ أن يرى صاحب الأمر (عليه السلام) من حيث لا يعلم ويقضي له مراده.

قال الشيخ باقر قدس سره: قال الشيخ محمد: فواظبت على ذلك أربعين ليلة بالأربعاء فلما كانت الليلة الأخيرة وكانت ليلة شتاء مظلمة، وقد هبت ريح عاصفة، فيها قليل من المطر، وأنا جالس في الدكة التي هي داخله في باب المسجد وكانت الدكة الشرقية المقابلة للباب الأول تكون على الطرف الأيسر، عند دخول المسجد، ولا أتمكن الدخول في المسجد من جهة سعال الدم، ولا يمكن قذفه في المسجد وليس معي شيء أتقي فيه عن البرد، وقد ضاق صدري، واشتد علي همي وغمي، وضاقت الدنيا في عيني، وأفكر أن الليالي قد انقضت، وهذه آخرها، وما رأيت أحداً ولا ظهر لي شيء وقد تعبت هذا التعب العظيم وتحملت المشاق والخوف في أربعين ليلة، أجيء فيها من النجف إلى مسجد الكوفة، ويكون لي الأياس من ذلك.

فبينما أنا أفكر في ذلك، وليس في المسجد أحد أبداً وقد أوقدت ناراً لأسخن عليها قهوة جئت بها من النجف، لا أتمكن من تركها لتعودي بها، وكانت قليلة جداً إذا بشخص من جهة الباب الأول متوجهاً إلي فلما نظرته من بعيد تكدرت وقلت في نفسي: هذا أعرابيٌ من أطراف المسجد، قد جاء إلي ليشرب من القهوة وأبقى بلا قهوة في هذا الليل المظلم، ويزيد علي همي وغمي.

فبينما أنا أفكر إذا به قد وصل إلي وسلم علي باسمي وجلس في مقابلي فتعجبت من معفرته باسمي، وظننته من الذين أخرج إليهم في بعض الأوقات من أطراف النجف الأشرف فصرت أسأله من أي العرب يكون؟ قال: من بعض العرب فصرت أذكر له الطوائف التي في أطراف النجف، فيقول: لا لا، وكلما ذكرت له طائفة قال: لا لست منها.

فأغضبني وقلت له: أجل أنت من طُريطرة مستهزءاً وهو لفظ بلا معنى، فتبسم من قولي ذلك، وقال: لا عليك من أينما كنت ما الذي جاء بك إلى هنا فقلت: وأنت ما عليك السؤال عن هذه الأمور؟ فقال: ما ضرك لو أخبرتني فتعجبت من حسن أخلاقه وعذوبة منطقه، فمال قلبي إليه، وصار كلما تلكم ازداد حبي له، فعملت له السبيل من التتن، وأعطيته، فقال: أنت أشرب فأنا لا أِشرب، وصببت له في الفنجان قهوة وأعطيته، فأخذه وشرب شيئاً قليلاً منه، ثم ناولني في الباقي وقال: أنت اشربه فأخذته وشربته، ولم ألتفت إلى عدم شربه تمام الفنجان، ولكن يزداد حبي له آناً فآناً.

فقلت لـه: يا أخي أنت قد أرسلك الله إلي في هذه الليلة تؤنسني أفلا تروح معي إلى أن نجلس في حضرة مسلم (عليه السلام)، ونتحدث؟ فقال: أروح معك فحدث حديثك.

فقلت له: أحكي لك الواقع أنا في غاية الفقر والحاجة، مذ شعرت على نفسي ومع ذلك، مع سعال أتنخع الدم، وأقذفه من صدري منذ سنين، ولا أعرف علاجه وما عندي زوجة، وقد علق قلبي بامرأة من أهل محلتنا في النجف الأشرف، ومن جهة قلة ما في اليد ما تيسر لي أخذها.

وقد غرني هؤلاء الملائية وقالوا لي: أقصد في حوائجك صاحب الزمان وبت أربعين ليلة الأربعاء في مسجد الكوفة، فإنك تراه، ويقضي لك حاجتك وهذه آخر ليلة من الأربعين، وما رأيت فيها شيئاً وقد تحملت هذه المشاق في هذه الليالي فهذا الذي جاء بي هنا، وهذه حوائجي.

فقال لي وأنا غافل غير ملتفت: أما صدرك فقد برأ، وأما الامرأة فتأخذها عن قريب، وأما فقرك فيبقى على حاله حتى تموت، وأنا غير ملتفت إلى هذا البيان أبداً.

فقلت: ألا تروح إلى حضرة مسلم؟ قال: قم، فقمت وتوجه أمامي، فلما وردنا أرض المسجد فقال: ألا تصلي صلاة تحية المسجد، فقلت: أفعل، هو قريباً من الشاخص الموضوع في المسجد، وأنا خلفه بفاصلة، فأحرمت الصلاة وصرت أقرأ الفاتحة.

فبينما أنا أقرأ وإذا يقرأ قراءة ما سمعت أحداً يقرأ مثلها أبداً فمن حسن قراءته قلت في نفسي: لعله هذا هو صاحب الزمان وذكرت بعض كلمات له تدل ثم نظرت إليه بعد ما خطر في قلبي ذلك، وهو في الصلاة، وإذا به قد أحاطه نور عظيم منعني من تشخيص شخصه الشريف، وهو مع ذلك يصلي وأنا أسمع قراءته.

وقد ارتعدت فرائصي، ولا أستطيع قطع الصلاة خوفاً منه فأكلمتها على أي وجه كان، وقد علا النور من وجه الأرض، فصرت أندبه وأبكي وأتضجر وأعتذر من سوء أدبي معه في باب المسجد، وقلت له: أنت صادق الوعد، وقد وعدتني الرواح معي إلى مسلم.

فبينما أنا أكلم النور، وإذا بالنور قد توجه إلى جهة مسلم، فتبعته فدخل النور الحضرة، وصار في جو القبة، ولم يزل على ذلك ولم أزل أندبه وأبكي حتى طلع الفجر، عرج النور.

فلما كان الصباح التفت إلى قوله: أما صدرك فقد برأ، وإذا أنا صحيح الصدر، وليس معي سعال أبداً وما مضى أسبوع إلا وسهل الله علي أخذ البنت من حيث لا أحتسب، وبقي فقري على ما كان كما أخبر (عليه السلام).


تشرف السيد محمد باقر بلقائه (عجل الله فرجه الشريف) في المشهد الغروي

تشرف السيد مهدي القزويني بلقائه (عجل الله فرجه الشريف) في الحلة

الشيخ محمد حسن الجواهري في مدح الامام المهدي(ع)

السيد محمد رضا النحوي في مدح الامام المهدي(ع)

الإمام المهدي العاطفة والوجدان

 

 

 

 

 

 

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)