• عدد المراجعات :
  • 1829
  • 5/31/2010
  • تاريخ :

الفكر الأصيل- التبليغ والإعلام في الإسلام (2)

الورد

في ذلك الحين، كان الكفار - كما ينقل القرآن الكريم - يطلقون الأصوات العالية ويحدثون الضجيج ليحولوا دون وصول آيات القرآن، وهي رسالة الحق، الى أسماع الناس المتعطشين لها، وتمثل صيحاتهم المرتفعة وصرخاتهم العالية وأصواتهم المتصاعدة ضجة إعلامية هدفها التغطية على صوت الحق والحيلولة دون وصوله الى أسماع الناس.

يقول الله عز وجل «وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغَوا فيه لعلكم تَغلبون» (فصّلت،26).

من أجل التغطية والتمويه على كلام رسول الله (ص) والحيلولة دون سماعه كان بعض الأشخاص يحدثون ضجة غوغائية مفتعلة، واليوم يتكرر الأمر ويحصل نفس ذلك الشيء الذي حصل آنذاك، ففي تلك الأيام كانوا يتهمون الدعاة الى الحق وينسبون إليهم أهدافاً وغايات باطلة وزائفة وهم منها براء.. كانوا يتهمونهم بالكذب والسحر وبالخداع والمكر وما شاكل ذلك..

واليوم أيضاً يحدث ما يشبه ذلك في العالم... كانوا يحرّضون الناس ضد الدعاةالى الحق آنذاك، ويجعلونهما وجهاً لوجه، ويتظاهرون بالدفاع عن الناس وحمايتهم.

وفي هذا اليوم يقوم الإستكبار العالمي بالعمل نفسه، وأنتم تشهدون هذه الأساليب الإستكبارية المعاصرة.

في ذلك الزمن كان فرعون يقول لشعبه، كما جاء في القرآن الكريم «قال للملأ حوله إن هذا لساحر عليم. يريد أن يخرجكم من أرضكم بسحره فماذا تأمرون» يقصد بذلك موسى (ع) فيتظاهر بالإحتماء بموقع الدفاع عن حقوق الشعب ويحارب داعية الحق، ويزعم - كذباً - أنه ليس لديه من هدف أو غاية سوى خدمة ذلك الشعب.

وهكذا الأمر، في هذا الزمن، يحدث الأمر ذاته، وتمارس مؤسسات الإعلام الإستكبارية التصرفات الخبيثة والأعمال المؤذية نفسها، وبشكل واسع النطاق، في مواجهة الإسلام، وبشكل خاص في مواجهة الإسلام الثوري وفي مواجهة الجمهورية الإسلامية، وسألقي على مسامعكم - فيما بعد - إيضاحات في هذا الصدد.

ومن أجل أن تدركوا ضخامة الدعاية والإعلام المعادي الذي يمارسه عدو الإسلام - يعنيالإستكبار العالمي بنوعَيه الشرقي والغربي - فسوف أشير إشارة عابرة فقط الى مسألة أن الفكر الإسلامي يواجه اليوم - باعتباره الإيديولوجية الثالثة، وباعتباره عقيدة ثورية في مقابل الشرق والغرب - حملة إعلامية كبرى وعظمى.

هذه الحملة الإعلامية الدعائية تنبعث عبر شتى الوسائل والقنوات، من قبيل محطات الإذاعة وشبكات التلفزة ووكالات الأنباء المختلفة، صباحاً ومساءاً، وفي كل أسبوع تنتشر بشكل شامل وواسع النطاق في كل أنحاء العالم.. الإسلام يواجه مثل هذا الكم العظيم من الدعاية المعادية.

لقد استصحبت إحصائية موجزة وقصيرة لأعرضها عليكم، وهناك - بالطبع - الكثير من أمثال هذه الإحصائيات على شتى الأصعدة وفي شتى مجالات الإعلام، ولكن هذه الإحصائية ليست سوى نموذج رأيت أن من المناسب - في الحقيقة - أن أعرضه عليكم.

يبلغ حجم الإعلام في العالم الغربي 7100 ساعة في كل أسبوع، وهي تشمل الولايات المتحدة الأميركية وألمانيا الغربية وبريطانيا واليابان، وهي ذات الحصص الأكبر بالنسبة للحجم الكلي، إذ تبلغ حصة أميركا 2100 ساعة في كل أسبوعوبحوالى 60 لغة من اللغات العالمية، وحصة ألمانيا الغربية 950 ساعة في الأسبوع، أما بريطانيا فتبلغ ساعات إعلامها 850 ساعة وبحوالى 60 لغة من اللغات العالمية. ويبلغ المجموع الكلي - كما ذكرت - 7100 في الأسبوع.

أما العالم الشيوعي فيضم الإتحاد السوفياتي وأوروبا الشرقية والصين وألبانيا وبعض الدول الشرقية الأخرى.

ومن باب المصادفة أن يساوي حجم هذا الإعلام، حجم الإعلام في العالم الغربي - أي 7100 ساعة - في كل أسبوع، إذ تبلغ حصة الإتحادالسوفياتي منها 2300 ساعة من خلالحوالى 80 لغة من اللغات العالمية شائعة الإستعمال وكثيرة الإنتشار في العالم واللغات المحلية، أما ألمانيا الشرقية فيبلغ عدد ساعات إعلامها 1600 ساعة، والصين 1500 ساعة... الى آخره..

آية الله العظمى السيد علي الخامنئي


الفكر الأصيل- التبليغ والإعلام في الإسلام (1)

الفكر الأصيل_ حقوق الإنسان في الإسلام (7)

الفكر الأصيل- حقوق الإنسان في الإسلام (6)

الفكر الأصيل- حقوق الإنسان في الإسلام (5)

 

 

 

 

 

 

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)